يغادر وفد برلماني مصري، اليوم (السبت)، إلى أميركا لزيارة مجلس الشيوخ الأميركي (الكونغرس)، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ فترة طويلة. ويأتي اللقاء بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المهمة إلى الولايات المتحدة الأميركية في أبريل (نيسان) الماضي. وقالت مصادر برلمانية إن «إعادة فتح ملف إدراج الإخوان كجماعة إرهابية، ودور مصر في مكافحة الإرهاب في المنطقة... أهم الملفات التي سيتم طرحها بين الجانبين».
وتسعى مصر خلال الزيارة إلى رسم خريطة جديدة للتعاون البرلماني بين البرلمان المصري والكونغرس الأميركي، خصوصاً في ظل توقعات لمزيد من التقارب في السياسات.
وقال الدكتور أحمد سعيد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب (البرلمان)، رئيس الوفد المسافر إلى واشنطن، إن الزيارة لها أهمية خاصة لأنها جاءت بعد أن غاب عن مصر وجود البرلمان لمدة 6 سنوات. كما أن الكونغرس لم يستضيف نواباً طوال تلك الفترة، حتى الزيارات التي قام بعضهم بها كانت مع مسؤولين تنفيذيين، مضيفاً في تصريحات له: «كان من المهم التواصل مع الكونغرس الأميركي لأنه في بعض الأحيان يحدث سوء فهم لبعض الأمور التي يجب توضيحها، مثل إلقاء الضوء على الأحداث الإرهابية، وتعريف الأميركيين بما يحدث من حوادث إرهابية».
في السياق نفسه، أكدت المصادر البرلمانية أن «الوفد المصري سوف يناقش عدداً من الملفات خلال الزيارة مع الجانب الأميركي، منها ما يحدث في الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية التي دون حلها لن يكون هناك استقرار في المنطقة، خصوصاً أن للولايات المتحدة تأثيراً على الجانب الإسرائيلي».
وزار وفد من الكونغرس الأميركي، برئاسة بول راين رئيس مجلس الشيوخ، البرلمان المصري في أبريل قبل الماضي، وتناولت الزيارة سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وتشكيل جمعية صداقة برلمانية بين مصر وأميركا.
وقال مراقبون إن «تغييرات كبرى في العلاقات المصرية الأميركية حدثت خلال الفترة الماضية، خصوصاً في الملف السياسي، وتقارب وجهات النظر بين السيسي وترمب، خصوصاً في مكافحة الإرهاب، وما يتعلق برؤية الإدارة الأميركية لحالة حقوق الإنسان في مصر، بجانب التعاون الاقتصادي بين البلدين».
من جانبه، قال النائب طارق الخولي، أمين سر العلاقات الخارجية بمجلس النواب في مصر، إن «زيارة الكونغرس خطوة هامة جداً في هذا التوقيت لإعادة العلاقات بين البرلمان المصري والكونغرس إلى مسارها الطبيعي من التعاون المشترك»، مضيفاً أن «النواب المصريين يهدفون من زيارتهم لتدعيم العلاقات المشتركة بين البلدين، وتجديد صياغة هذه العلاقات، في ظل تقارب ملحوظ بين القيادة المصرية والأميركية»، موضحاً أن الوفد المصري سوف يؤكد أن قطر تلعب دوراً سلبياً تجاه مصر، خصوصاً تحركاتها مع الدول الحدودية مع مصر لإحداث الفتن، علاوة على كونها تعمل على تمزيق الأوطان».
وقطعت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين وموريتانيا والأردن واليمن وحكومة شرق ليبيا وعدد من الدول العلاقات مع قطر لاتهامها بدعم متشددين. واتخذت المملكة ومصر والإمارات والبحرين إجراءات مشددة ضد شخصيات وشبكات إرهابية تدعمها قطر.
وأضاف عماد جاد، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالنواب المصري، عضو الوفد المسافر لواشنطن، أن «التطورات التي وقعت بمنطقة الخليج، خصوصاً بعد قطع مصر وعدد من الدول العربية العلاقات مع قطر، تفرض فكرة إعادة فتح ملف إدراج الإخوان جماعة إرهابية خلال زيارة وفد البرلمان إلى الكونغرس الأميركي»، مضيفاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سبق أن تعهد بهذا الأمر، وهو أمر موجود على جدول عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي، مثل السيناتور تود كروز صاحب مشروع قانون إدراج الإخوان جماعة إرهابية، موضحاً أن عدم إدراج الإخوان في قائمة الجماعات الإرهابية في الفترة الماضية جاء نتيجة ضغوط عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأميركية أثناء وجود الإدارة الأميركية السابقة.
وتُحمل الدولة المصرية جماعة الإخوان الإرهابية جميع أحداث العنف والقتل التي شهدتها البلاد منذ عزل محمد مرسي عن السلطة عام 2013، وسط مطالبات للمجتمع الدولي بإدراجها كياناً إرهابياً.
وتحدثت المصادر البرلمانية نفسها قائلة: «من بين الملفات التي ستطرحها اللجنة خلال مناقشاتها بمجلس الشيوخ الأميركي عرض ملف يشمل وثائق جرائم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر منذ ثورة 30 يونيو (حزيران)، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان والرئيس الأسبق مرسي، حتى الآن، من تفجيرات استهدفت مدنيين وعناصر من الشرطة والجيش وأقباطاً وكنائس، إضافة إلى مسلسل جرائمهم في سيناء»، مضيفة أن الوفد المصري سيفتح نقاشاً أيضاً حول فرص الاستثمار الجديدة، في ظل الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها مصر أخيراً، وفي مقدمتها تعويم الجنيه أمام الدولار، وملف السياحة.
وفد برلماني مصري إلى واشنطن اليوم للقاء أعضاء الكونغرس
مكافحة الإرهاب في المنطقة أهم الملفات المطروحة بين الجانبين
وفد برلماني مصري إلى واشنطن اليوم للقاء أعضاء الكونغرس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة