جندلي يعيد نبض المدن السورية المدمرة إلى الواجهة

يستعد لتقديم سيمفونية من أجل السلام في القارة الأسترالية

الموسيقي مالك جندلي بين أطفال مخيم الزعتري للاجئين السوريين عند زيارته للأردن نهاية مايو الماضي
الموسيقي مالك جندلي بين أطفال مخيم الزعتري للاجئين السوريين عند زيارته للأردن نهاية مايو الماضي
TT

جندلي يعيد نبض المدن السورية المدمرة إلى الواجهة

الموسيقي مالك جندلي بين أطفال مخيم الزعتري للاجئين السوريين عند زيارته للأردن نهاية مايو الماضي
الموسيقي مالك جندلي بين أطفال مخيم الزعتري للاجئين السوريين عند زيارته للأردن نهاية مايو الماضي

رافق الموسيقار مالك جندلي الحراك السوري لأكثر من ست سنوات، عازفا من أجل السلام ومن أجل اللاجئين السوريين وتحديدا من أجل الأطفال، ولم يتردد في استخدام فردة حذاء طفل لاجئ، ليرفعها في حفلاته الأوروبية والأميركية، مذكرا بما مر بهذا الشعب وأطفاله من مآس، أقساها كان معاناة التشرد، من دون أن ينسى الحجر الصغير الذي حفرت عليه أقدم تدوين موسيقي في العالم، والذي عرف بمدونة اوغاريت الحضارة التي شهدها الساحل السوري قبل أكثر من ألفي سنة. في جولاته يعيد هذا الموسيقي المرهف نبض المدن السورية المدمرة ومآسي أهلها إلى الوجدان الإنساني.
في الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) الجاري، سيحمل مالك جندلي «سيمفونية سورية من أجل السلام» إلى القارة الأسترالية حيث يحط هذا الموسيقار في دار الأوبرا في سيدني مشاركا بالأسبوع الوطني للاجئين في أستراليا. جندلي قال لـ«الشرق الأوسط» من مقر إقامته بنيويورك، بأن مشهد الدمار الهائل في وطنه الأم سوريا، كان مصدر إلهام كتابة سيمفونيته الأخيرة (تغريبة وطن) والتي نجح من خلالها في توظيف الألحان السورية والمقامات العربية في قوالب ونظريات الموسيقى الكلاسيكية.
«الموسيقى تجمع البشر»، يقول: «ومن واجبي كفنان عربي ملتزم، في المهجر، إرجاع نبض المدن السورية المدمرة إلى الوجدان الإنساني، ونشر رسالة سلام لأهلها العزل وخاصة الأطفال المشردين وملايين المهجرين قسراً حول العالم».
جولة أستراليا ستتضمن محاضرات أكاديمية في جامعة سيدني وندوات في البرلمان، سيقدمها جندلي مع فريق عمله بمؤسسة (بيانو من أجل السلام) التي أطلقها عام 2015. والفعاليات الأسترالية ستكون بمشاركة شخصيات عامة، وبالتعاون مع مراكز بحوث عدة وجمعيات حقوق إنسان ولاجئين مقيمين في هذه البلد.
يحسب لمالك جندلي أنه الفنان السوري الأكثر مساهمة في مساندة شعبه في السنوات الأخيرة، رغم أنه يعمل بمفرده، فلا هو سفير سلام ولا سفير طفولة أو نوايا حسنة معين من منظمات الأمم المتحدة، غير أنه لا يكف عن تقديم مساهماته كلما طلبت منه، ولا يبخل بها على أي جهة، ففي الأسبوع الماضي، مثلا، شارك في حفل خيري في العاصمة الأردنية عمان بالتعاون مع منظمة (أنقذوا الأطفال) بحضور الأميرة بسمة بنت طلال، زار خلالها مخيمات سوريا في الأردن. «نحاول من خلال الفن الهادف وورشات تعليمية في المخيمات بالإضافة إلى المسابقة الدولية للشباب، تحفيز المواهب الناشئة وتشجيع الأهل والأطفال للاستمرار في المدارس، على الرغم من قسوة الظروف». ويتابع: «هذا هو الفرق بين الفن كأداة (تسلية) والفن الجاد كـ(قوة ناعمة) مؤثرة في التغيير الإيجابي في محاولة لاختراق الصمت الدولي لطرح قضايانا الإنسانية على خشبة المسرح العالمي».
ومن أهداف المسابقة الدولية للشباب التي تحمل اسمه بالتعاون مع مؤسسة كارنيغي، احتضان المواهب الشابة وتحفيزها في البحث عن هويتها الثقافية. وقد شارك فيها أكثر من 40 موهبة شابة من 15 دولة حول العالم وأعلنت الجوائز في فبراير (شباط) الماضي. وكانت الجائزة الأولى من نصيب الكورية الأميركية ميشيل إميلي كيو، كما فاز الطفل السوري اللاجئ ورد لحام على جائزة «أفضل عازف صغير»، لكنه لم يتمكن من حضور حفل التكريم والمشاركة في أمسية كارنيغي في نيويورك بسبب حظر السفر على السوريين. أما جائزة العام المقبل فالباب مفتوح للتسجيل فيها حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
خلال ست سنوات، جال مالك جندلي ابن مدينة حمص السورية الألماني المولد والأميركي الجنسية، عواصم العالم لتقديم حفلات موسيقية تروج للسلام في بلاده. نشاط استحق عليه أكثر من جائزة دولية بينها جائزة (غس) للسلام 2013 وجائزة الموسيقى الإنسانية عام 2014. كما منحته هيئة كارنيغي في نيويورك وهيئات أميركية أخرى لقب «المهاجر العظيم» لما أضافه من مساهمات إلى المجتمع.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.