«سوريا الديمقراطية» تعلن اقتراب معركة الرقة... و«داعش» يحشد في دير الزور

دبابة تابعة لـ«قوات غضب الفرات» خلال المعارك ضد «داعش» في ريف الرقة (حملة «غضب الفرات»)
دبابة تابعة لـ«قوات غضب الفرات» خلال المعارك ضد «داعش» في ريف الرقة (حملة «غضب الفرات»)
TT

«سوريا الديمقراطية» تعلن اقتراب معركة الرقة... و«داعش» يحشد في دير الزور

دبابة تابعة لـ«قوات غضب الفرات» خلال المعارك ضد «داعش» في ريف الرقة (حملة «غضب الفرات»)
دبابة تابعة لـ«قوات غضب الفرات» خلال المعارك ضد «داعش» في ريف الرقة (حملة «غضب الفرات»)

أعلن مسؤولون أكراد أن مرحلة اقتحام مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» شمال شرقي سوريا، ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعدما شارفت «قوات سوريا الديمقراطية» على عزل المدينة بشكل كلي، وبعيد إعلان التحالف الدولي أن هذه القوات أصبحت على بعد 3 كيلومترات من مركزها من جهتي الشمال والشرق.
وقالت جيهان الشيخ أحمد، الناطقة الرسمية باسم حملة «غضب الفرات» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» إن مرحلة اقتحام مدينة الرقة ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة، ووصفتها بالمرحلة «الحاسمة». ونفت الأنباء المتداولة عن اتفاق يقضي بانسحاب مقاتلي «داعش» من المدينة. كذلك أفاد نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية بأن «(قسد) وصلت إلى مشارف المدينة والعملية الكبرى سوف تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة».
وكان مسؤولون أكراد قالوا إن معركة تحرير الرقة ستبدأ في أبريل (نيسان) الماضي.
أما التحالف الدولي لمحاربة «داعش» فأعلن على لسان رايان ديلون، المتحدث باسمه أن «قوات سوريا الديمقراطية» أصبحت على بعد 3 كيلومترات من الرقة من جهتي الشمال والشرق وعلى بعد أقل من 10 كيلومترات من جهة الغرب. وقال ديلون إن هذه القوات تواصل «الإطباق على (داعش) حول الرقة وسيطرت على نحو 350 كيلومتراً مربعاً من مناطق التنظيم في الأسبوع الماضي». وأضاف: «أما التحالف فشن 59 ضربة دعماً لعزل الرقة في الأسبوع الماضي، حيث أصاب مواقع قتال، ومعدات بناء، وأنظمة مدفعية، ومراكز القيادة والتحكم».
وقال ناصر الحاج منصور، مستشار القيادة العامة لقوات «قسد» لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى الساعة لم يتم تحديد موعد نهائي لانطلاق معركة تحرير المدينة، وهو قرار مشترك تتخذه غرفة عمليات غضب الفرات والتحالف الدولي»، لافتاً إلى أن «قسد» باتت على مشارف وأطراف المدينة خصوصاً بعد سيطرتها على دوار مشلب الذي يُعتبر عند أحد مداخلها. وأضاف: «أما الاستعدادات للمعركة فتامة، إن كان من الناحية الاستخباراتية أو التكتيكية أو من حيث التخطيط والعناصر والذخائر والأسلحة»، مشيراً إلى وصول أسلحة حديثة لوحدات الحماية كما لـ«قسد» مجملها مدافع ومدرعات وهاونات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة ورشاشات وناقلات جند.
من جهته، تحدث الناشط في حملة «فرات بوست» والمتخصص بشؤون «داعش» أحمد الرمضان عن استعدادات التنظيم المتطرف للمعركة، لافتاً إلى أنه قرر الاعتماد على السيارات المفخخة و«الانغماسيين» (الانتحاريين) لاقتناعه بأن المعركة خاسرة لا محالة. وأشار الرمضان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(داعش) نقل كل عناصر جيش الخلافة كما الفرقة الذهبية ونخبة مقاتليه كما العتاد الثقيل إلى دير الزور التي تحولت عاصمته البديلة عن الرقة». وأضاف: «الأرجح أن مفاوضات الانسحاب من المدينة ستتجدد مع انطلاق المعركة داخل الأحياء، لأن في الأمر مصلحة للطرفين وخصوصاً للتنظيم الذي يُقاتل حالياً فقط حفاظاً على ماء الوجه أمام أنصاره».
وأوضح مهاب ناصر، الناشط المعارض من الشمال السوري أن «مدينة الرقة تحولت إلى منطقة عسكرية، بحيث تنتشر السواتر الترابية في أغلب الشوارع ومفترقات الطرق، كما أمام المحلات التجارية في الأسواق والأحياء السكنية وأيضًا فوق الأبنية المرتفعة»، وتحدث ناصر لـ«الشرق الأوسط» عن «أنفاق جديدة تم حفرها داخل المدينة، بالإضافة إلى انكباب عناصر التنظيم على تخزين القمح».
بدوره، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن التقدم الذي حققته «قوات سوريا الديمقراطية» في محيط المدينة بات يتيح لها توسيع نطاق سيطرتها على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات وتمكين الجبهة الغربية للرقة قبل إطلاق المعركة الأخيرة لطرد «داعش» منها، لافتاً إلى أن «المعركة الكبرى باتت على الأبواب».
وأكد المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» طلال سلو حصول تقدم على الجبهة الغربية للرقة ضمن المراحل الأخيرة قبل بدء الهجوم على المدينة، مشيراً إلى تسلم «قسد» أسلحة ومعدات حديثة من التحالف الدولي في إطار التحضير لإطلاق معركة الرقة التي باتت قريبة. وأوضح سلو أن «الهجوم على الرقة سيحصل من 3 محاور، بعدما أنجزت قوات سوريا الديمقراطية الحصار من الجهتين الشمالية والشرقية، وتعمل على تمكين حصارها من الجهة الغربية» أيضاً.
وتمكنت «قسد» منذ إطلاقها حملة «غضب الفرات» في نوفمبر (تشرين الثاني) لطرد «داعش» من الرقة من التقدم على جبهات عدة، وقطعت طرق الإمداد الرئيسية لـ«الجهاديين» من الجهات الشمالية والشرقية والغربية. ولم يبقَ أمام عناصر «داعش» سوى ريف الرقة الجنوبي وغالبيته منطقة صحراوية، وبالتالي لا تزال حركتهم ممكنة جنوب الرقة عبر التنقل على متن قوارب تعبر نهر الفرات. واعتبر عبد الرحمن أن «قوات سوريا الديمقراطية ليست بحاجة لعزل الرقة من الجهة الجنوبية أيضاً، كون طائرات التحالف الدولي قادرة على استهداف الجهاديين أثناء عبورهم النهر».
وبالتزامن مع انطلاق العد العكسي لمعركة الرقة، بدأت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون «عملية عسكرية واسعة» لتأمين طريق حلب - دمشق ومنع الهجمات المسلحة المتكررة على الطريق في منطقة خناصر/ أثريا جنوب شرقي مدينة حلب بنحو 85 كيلومتراً. وكشف قائد ميداني يقاتل مع قوات النظام في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) السبت أن «تعزيزات عسكرية كبيرة من عناصر الفرقة الرابعة التي يقودها العميد ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وصلت إلى منطقة خناصر خلال الساعات الماضية، وبدأت عملية عسكرية واسعة بغطاء من الطيران الحربي الروسي والسوري». واعتبر القائد الميداني أن «ما أعلنه الجيش السوري عن السيطرة على الجزء الشمالي الشرقي والأوسط من سلسلة جبال الطويحينة في بادية خناصر جنوب شرقي محافظة حلب هو باكورة نتائج العملية العسكرية»، مؤكداً أن العملية «ستستمر حتى تأمين المنطقة بشكل كامل». وتوقع المصدر أن يكون «تقدم العملية العسكرية في منطقة خناصر سريعاً، لا سيما في ظل تكامل وتوازي هذه العملية مع هجوم الجيش السوري على خطوط إمداد (داعش) في ريف سلمية الشرقي في ريف حماة الشرقي وسط سوريا ومنطقة جب الجراح المتاخمتين، الأمر الذي يحد من قدرة التنظيم على المناورة ودعم قواته في خناصر».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.