خبراء يرجحون وقوف بيونغ يانغ وراء الهجوم الإلكتروني

خبراء يرجحون وقوف بيونغ يانغ وراء الهجوم الإلكتروني
TT

خبراء يرجحون وقوف بيونغ يانغ وراء الهجوم الإلكتروني

خبراء يرجحون وقوف بيونغ يانغ وراء الهجوم الإلكتروني

قد تكون هناك صلة محتملة لكوريا الشمالية بالهجوم الإلكتروني العالمي الذي استهدف، منذ الجمعة، عشرات آلاف الشركات والمؤسسات الحكومية في كل أنحاء العالم. وقال نيل ميهتا عالم الكومبيوتر لدى «غوغل»، إنه نشر رموزاً معلوماتية تُظهر بعض أوجه الشبه بين فيروس «واناكراي» المعلوماتي الذي استهدف 300 ألف كومبيوتر في 150 بلداً ومجموعة أخرى من عمليات القرصنة المنسوبة إلى كوريا الشمالية. وسارع خبراء آخرون إلى استخلاص أن هذه الأدلة، رغم أنها ليست قاطعة، تثبت أن كوريا الشمالية تقف وراء هذا الهجوم الإلكتروني.
وكان خبراء نسبوا هذا الهجوم حينذاك إلى قراصنة كوريين شماليين تحركوا رداً على إنتاج «سوني بيكتشرز» لفيلم يسخر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون. كما يُشتبه بأن هؤلاء القراصنة هاجموا في الماضي البنك المركزي لبنغلاديش ومؤسسات أخرى في النظام المالي الدولي. وتابع باحثو «كاسبيرسكي» أن «هذه المجموعة نشيطة جداً منذ 2011»، مؤكداً أن «(لازاروس) مصنع فيروسات ينتج عينات جديدة بفضل عدد من المزودين».
وأكد ميشال فان دين بيرغ المدير العام لشركة «أورانج سايبرديفانس» فرع الأمن المعلوماتي للمجموعة الفرنسية «أورانج» أن البرنامج الذي استخدمه قراصنة المعلوماتية أصبح الآن «يمكن رصده بأدوات الأمن المعلوماتي». وحذر من إمكانية حدوث هجوم جديد. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنشهد الآن موجة ثانية بأنواع أخرى من الفيروس: هناك كثيرون سيستخدمون الفيروس الأصلي لتوليد أنواع أخرى منه جديدة، وبالتالي لا يمكن رصدها ببرامج مكافحة الفيروسات». ورأى أنه «ما زال من المبكر إحصاء عدد ضحايا هذا الهجوم»، مشيراً إلى أن «رقم 200 ألف في العالم الذي ذكره اتحاد أجهزة الشرطة الأوروبية (يوروبول) قد يرتفع». وتحدث مسؤول أميركي من جهته عن 300 ألف متضرر.
وقالت شركة الحماية الأمنية الروسية «كاسبيرسكي» إنه «من الضروري حالياً إجراء مزيد من الأبحاث في النُسخ السابقة لـ(واناكراي)». وأضافت: «الأمر الأكيد هو أن اكتشاف نيل ميهتا هو المؤشر الأكثر دلالة في الوقت الحالي فيما يتعلق بجذور (واناكراي)». وأضافت أن نقاط التشابه في الشيفرات تشير إلى مجموع من قراصنة المعلوماتية تحمل اسم «لازاروس»، وتقف على ما يبدو وراء الهجوم الذي تعرضت له شركة «سوني بيكتشرز» في 2014. أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أنه لا علاقة لروسيا بالهجوم الإلكتروني العالمي، مشيرا إلى أن «إدارة (مايكروسوفت) حددت مصدر التهديدات مباشرة»، وقالت إن «مصدر الفيروس هو الأجهزة السرية الأميركية».
ودعا بوتين إلى مشاورات عاجلة للتصدي لقراصنة المعلوماتية. وكانت الولايات المتحدة اتهمت في السابق روسيا بشن هجمات معلوماتية.
حذر خبراء الأمن المعلوماتي من تكرار الهجمات بعد هذا الاختراق الإلكتروني غير المسبوق، الذي يبدو أنه تم احتواؤه. وأصيبت عشرات المستشفيات في بريطانيا، واضطر عدد كبير منها إلى إلغاء مواعيد المرضى، أول من أمس (الاثنين)، لأن الأطباء عاجزون عن فتح الملفات الطبية. كما أصاب الفيروس النظام المصرفي الروسي ومجموعة «فيديكس» الأميركية وشركة الاتصالات الإسبانية (تيلفونيكا)، وجامعات يونانية وإيطالية.
لكن البيت الأبيض أكد، أول من أمس، أن أياً من فروع الإدارة الأميركية لم يتأثر بالهجوم. وقال طوم بوسيرت مستشار الرئيس دونالد ترمب، في مؤتمر صحافي: «حتى هذا اليوم، لم يتأثر أي نظام فيدرالي بالهجوم»، داعياً جميع المواطنين الأميركيين إلى الحذر.
وأضاف أن «عدداً صغيراً» من الشركات وقع ضحية لهذا الهجوم في الولايات المتحدة.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.