«غضب الفرات» أعلنت انطلاق الحملة الرابعة للسيطرة على الرقة

التحالف الدولي يطلب من «قسد» الانسحاب من مناطق عربية في ريف حلب

«غضب الفرات» أعلنت انطلاق الحملة الرابعة للسيطرة على الرقة
TT

«غضب الفرات» أعلنت انطلاق الحملة الرابعة للسيطرة على الرقة

«غضب الفرات» أعلنت انطلاق الحملة الرابعة للسيطرة على الرقة

بعد ساعات على إعلان مسؤولين أميركيين أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وافق على إمداد ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية بالسلاح لدعم عملية استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش، بدأت غرفة عمليات «غضب الفرات» لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) - التي تشكل الميليشيا الكردية عموها الفقري - الحملة الرابعة للسيطرة على مدينة الرقة من يد تنظيم داعش، والتي تستهدف السيطرة على القرى المتبقية حول المدينة، تمهيداً لمعركة تحرير المدينة.
بيان للغرفة بأن عناصر «قسد» تقدمت في اليومين الماضيين لمسافة تقدر بسبعة كيلومترات، محررة قريتي الجلاء وميسلون والكثير من المزارع التابعة لهما، لافتا إلى أنها ستستمر بالتقدم نحو المدينة لـ«تضييق الطوق والحصار على العدو ونقل الاشتباكات إلى أطراف الرقة».
وبالتزامن مع إطلاق الحملة الرابعة، والتي تستهدف كامل ريف المدينة بعد توقف دام 15 يوما، واصلت ميليشيا «قسد» عملياتها داخلت مدينة الطبقة في غرب محافظة الرقة. وقالت مصادر قيادية كردية لـ«الشرق الأوسط» إن «الاشتباكات مستمرة بآخر المعاقل التي لا تزال تحت سيطرة (داعش)، وقد نجحت قواتنا في الفصل بين الحي الأول والثاني وسد الفرات»، لافتة إلى أن التأخر بحسم الأمور عسكريا داخل المدينة سببه الرئيسي حرصنا على حماية المدنيين الذين يتخذهم «داعش» دروعا، كما حماية سد الفرات.
من جهة أخرى، لاقت ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية القرار الأميركي الجديد بتسليح مقاتليها الذين يحاربون تنظيم داعش بترحيب كبير، معتبرة أن من شأنه «تحقيق نتائج سريعة» وأنها تتوقع الآن أن «تلعب دورا أكبر في الحرب على الإرهاب». وقال ريدور خليل، المتحدث باسم الميليشيا في بيان «إننا نعتقد أنه من الآن وصاعدا وبعد اتخاذ قرار التسليح التاريخي هذا، فإن وحداتنا ستلعب دورا أكثر تأثيرا وقوة وحسما في محاربة الإرهاب وبوتيرة عالية»، وأضاف أن القرار «رغم أنه جاء متأخرا بعض الشيء» يعكس «الثقة التي خلقتها مواقف ومعارك وحداتنا نيابة عن العالم ضد الإرهاب بكل أشكاله بما فيه إرهاب (داعش) الأسود».
من جهة ثانية، أوضحت الناطقة الرسمية باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد - وهي كردية - في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أهمية القرار الأميركي الجديد تكمن بكون الدعم سيتوجه من الآن وصاعدا بشكل مباشر من الإدارة الأميركية إلى (وحدات الحماية) الكردية، بعدما كان يصل بشكل غير مباشر إن كان عن طريق (قسد) أو التحالف العربي الذي هو جزء من (قسد)». لكن أحمد رفضت الخوض بما إذا كان هذا القرار سيؤدي لحصول «وحدات حماية الشعب» على سلاح نوعي أو ثقيل.
في اتجاه ثانٍ، لفت بالأمس التداول بـ«كتاب» رسمي صادر عن «التحالف الدولي»، وصل لـ«الشرق الأوسط» نسخة منه، حمل عنوان «تفويض»، وجاء فيه «نحن في قوات التحالف الدولي نفوض لواء المعتصم في تسلم وإدارة المناطق التي سيطرت عليها قسد وهي: المالكية وشواغر ومرعناز وعين دقنة وتل رفعت والشيخ عيسى وحربل وكفر ناصح ومريمين ودير جمال»، وكلها مناطق واقعة في ريف محافظة حلب الشمالي.
وأشار الكتاب إلى أن السلاح في هذه المناطق «سيكون محصورا في يد قوات لواء المعتصم»، وتحدث عن «عودة الأهالي من مدنيين وجيش حر دون سلاح، وعن السماح للمدنيين الأكراد من أبناء هذه القرى دخولها والإقامة فيها تحت حماية لواء المعتصم». وبينما فضّلت «قسد» عدم التعليق على الموضوع، أكّد مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لـ«لواء المعتصم» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» صحة هذا الكتاب، وأشار إلى أنّه «نتاج جهد وعمل دام لأكثر من شهرين ويهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة 300 ألف نازح ومشرد». وكشف سيجري أن «قسد» أعطت موافقة شفهية بخصوصه. وأضاف: «أجرينا عدة لقاءات واجتماعات والنتائج حتى الآن مشجعة، لكننا ننتظر القليل من الوقت لنعلن عن كامل التفاصيل». يُذكر أن المناطق المشمولة في الكتاب هي بمعظمها مناطق ذات أكثرية من السكان العرب، وأن «لواء المعتصم» مدعوم من برنامج تدريب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.