التونسيات الملتحقات بـ«داعش»... جامعيات لهن مناصب قيادية فاعلة

أحكام بالإعدام ضد عناصر إرهابية

إرهابيتان تونسيتان (شقيقتان) التحقتا بتنظيم {داعش} في ليبيا («الشرق الأوسط»)
إرهابيتان تونسيتان (شقيقتان) التحقتا بتنظيم {داعش} في ليبيا («الشرق الأوسط»)
TT

التونسيات الملتحقات بـ«داعش»... جامعيات لهن مناصب قيادية فاعلة

إرهابيتان تونسيتان (شقيقتان) التحقتا بتنظيم {داعش} في ليبيا («الشرق الأوسط»)
إرهابيتان تونسيتان (شقيقتان) التحقتا بتنظيم {داعش} في ليبيا («الشرق الأوسط»)

أكدت القاضية روضة العبيدي رئيس الهيئة التونسية لمكافحة الاتجار بالأشخاص، أن المرأة التونسية «ليست مجرد ضحية للجرائم الإرهابية فقط، بل هي قيادية وفاعلة في هذه الجرائم بنسب متفاوتة إنهن يشغلن مناصب قيادية في تنظيم داعش الإرهابي مثلها مثل الرجل». وأضافت العبيدي خلال ورشة تفكير نظمتها وزارة الشؤون الدينية التونسية تحت عنوان «محورية دور المرأة في التصدّي للإرهاب» أن عدد النساء الإرهابيات غير محدد بدقة. وأشارت إلى أن الموقوفات في جرائم إرهابية حاليا لا يتجاوز عددهن العشرة، وأن 40 في المائة من المورطات في الإرهاب لهن مستوى جامعي. وأشارت العبيدي إلى أن أسئلة كثيرة تطرح اليوم في تونس والإجابة عنها مرتبطة بعلاقة المرأة بالإرهاب والبحث عن أسباب انخراط المرأة العربية في هذه الظاهرة بخلاف المرأة الغربية. وبشأن تورط عدد من التونسيات فيما يسمى بـ«جهاد النكاح» في بؤر التوتر. وفي نفس الوقت أشارت إلى حالات تضخيم لأعداد النساء التونسيات في تنظيم داعش. وتؤكد جمعيات غير حكومية وخبراء أمنيون في مراكز مستقلة على وجود مئات المجندات ضمن جهاد النكاح في صفوف تنظيم داعش المتطرف في سوريا وليبيا.
على صعيد متصل بالإرهاب، أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، أربعة أحكام بالإعدام في حق المتهمين في الأحداث الإرهابية بمنطقة «شباو» بمنطقة وادي الليل (غربي العاصمة) ومنطقة شط الجريد (جنوب تونس) وذلك من أجل جريمة قتل نفس بشرية عمدا وإدانتهم أيضا بالسجن 12 عاما من أجل الانتماء إلى تنظيم إرهابي، كما قضت المحكمة فجر يوم الأربعاء الماضي بإعدام متهم آخر من أجل المشاركة في جريمة قتل نفس بشرية عمدا مع سبق الترصد.
وقضت نفس الدائرة الجنائية التونسية المختصة في قضايا الإرهاب، بإعدام العنصرين الإرهابيين التونسيين هاشمي مدني ومبروك بن سالم اللذين تورطا في قتل حارس استراحة سياحية بشط الجريد (جنوب تونس) خلال عملية إرهابية جدت في خريف 2014. وتراوحت بقية الأحكام بين عدم سماع الدعوى والسجن لمدة 32 عاما.
وجدت حادثة شباو الإرهابية وحادثة شط الجريد يومي 23 و24 أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وأدت حادثة شباو الإرهابية لمصرع 6 أشخاص، بينهم 5 نساء، وأقدم متهمان اثنان على قتل حارس استراحة كائنة بشط الجريد (جنوب تونس) وكانا يعتزمان آنذاك استهداف مجموعة من السياح بهجوم إرهابي.
وقال سفيان السليطي المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب إن ملف القضيتين شمل 20 متهما، أربعة منهم لهم علاقة بملف الاشتباكات المسلحة التي جدت بمنطقة شباو. وكانت تلك العناصر الإرهابية تخطط لاستهداف المؤسسات الحيوية وإفشال الانتخابات التي أجريت في شهر أكتوبر 2014.
وفي السياق ذاته، أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، حكما يقضي بسجن الإرهابي التونسي محمد أنور بيوض لمدة أربع سنوات، فيما قضت بسجن مرافقته مدة سنتين من أجل تهم إرهابية مع تسليط عقوبة المراقبة الإدارية لمدة سنتين كاملتين ضدهما.
ووفق مصادر حقوقية تونسية، فقد عبر بيوض (وهو طالب في كلية الطب) أمام الدائرة القضائية المختصة في قضايا الإرهاب، عن ندمه وقال أمام القضاء إنه دفع الثمن غاليا في إشارة إلى موت والده في التفجير الإرهابي الذي استهدف مطار أتاتورك في تركيا يوم 28 يونيو (حزيران) 2016.
وأشارت مرافقته إلى أنها تعاني من مشاكل عائلية وهي التي دفعتها إلى مرافقة المتهم الرئيسي إلى بؤر الإرهاب في سوريا.
وأفاد سفيان السليطي المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، أن هذه الأحكام صدرت ضد المتهمين بيوض ومرافقته إثر ثبوت الإدانة بحقهما واعترافهما بالالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سوريا.
وكان القضاء التونسي قد أصدر في الرابع من يوليو (تموز) 2016 بطاقتي إيداع بالسجن في حق المتهمين محمد أنور بيوض ومرافقته ووجه لهما تهمة الانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي. وأوقفت السلطات التونسية المتهمين فور وصولهما إلى مطار تونس قرطاج الدولي قادمين من تركيا وتمت إحالتهما على الوحدة الوطنية المختصة في البحث في الجرائم الإرهابية. وأصدرت النيابة العامة التونسية بشأنهما، بطاقة جلب وطنية ودولية منذ علمها بسفرهما إلى سوريا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وتعود القضية إلى شهر يوليو من السنة الماضية حين تم الإعلان عن موت فتحي بيوض العقيد في الجيش التونسي في التفجير الإرهابي الذي استهدف مطار أتاتورك التركي في إسطنبول. وكان العقيد التونسي قد التحق بابنه في سوريا عبر تركيا لإثنائه عن البقاء في تنظيمات إرهابية وقد نجح في المهمة وبرمج العودة إلى تونس عبر تركيا، إلا أن التفجير الإرهابي المذكور أودى بحياته.
وفي حربها على الإرهاب، تمكنت وحدات الحرس الوطني التونسي من تنفيذ عملية أمنية استباقية يوم الأحد الماضي في منطقة سيدي بوزيد (وسط) وأفشلت مخططا إرهابيا يجري الإعداد له عبر ثلاثة أعمال إرهابية كانت مبرمجة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المقبل وتمكنت من القضاء على إرهابيين أحدهما يدعى «أبو سفيان الصوفي» الجزائري الجنسية وهو قائد كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، كما اعتقلت عشرة عناصر على صلة بتلك المخططات الإرهابية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.