الصدر يطالب بـ«حصر السلاح بيد الدولة» بعد طرد «داعش»

وزيرا الدفاع والداخلية التقياه ومراجع في النجف لطلب الدعم في مواجهة الميليشيات

الصدر بين الأعرجي والحيالي بعد اللقاء في النجف أمس (رويترز)
الصدر بين الأعرجي والحيالي بعد اللقاء في النجف أمس (رويترز)
TT

الصدر يطالب بـ«حصر السلاح بيد الدولة» بعد طرد «داعش»

الصدر بين الأعرجي والحيالي بعد اللقاء في النجف أمس (رويترز)
الصدر بين الأعرجي والحيالي بعد اللقاء في النجف أمس (رويترز)

شدد زعيم «التيار الصدري» في العراق مقتدى الصدر، خلال لقاء مع وزيري الدفاع والداخلية عرفان الحيالي وقاسم الأعرجي، أمس، على أهمية دعم الجيش والشرطة وتقويتهما، ووضع «زمام الأمر» في مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم داعش في البلاد «بيد الجيش والشرطة» حصراً.
وقال الصدر في مؤتمر صحافي مع الوزيرين، عقب اللقاء الذي جرى في منزله في النجف، أمس، إن «الاجتماع كان مثمراً ومفيداً وطرحت فيه أمور عدة، أهمها التأكيد على تقوية الجيش والشرطة لتولي زمام الأمور بعد طرد «داعش»، مشدداً على «ضرورة تقديم الدعم الكامل لقوات الأمن المختلفة من أجل تحرير الموصل وبقية المناطق في الأنبار، كي يعم الأمن والأمان في ربوع العراق بجهود الخيرين». وأكد أهمية «دعم الجهد الاستخباراتي وتطوير البنية العسكرية والأمنية بما يؤهلها لحفظ أمن البلاد من التهديدات الخارجية والداخلية».
ويطالب الصدر منذ أشهر بأن لا يكون للفصائل المسلحة المختلفة، سواء من «الحشد الشعبي» أو «الحشد العشائري»، دور في حفظ الأمن في المناطق التي يطرد منها «داعش». وينظر الصدر بعين الشك والريبة إلى نوايا بعض الفصائل الشيعية المسلحة، خصوصاً تلك التي سبق وجودها تأسيس فصائل «الحشد الشعبي» عشية صعود «داعش» في يونيو (حزيران) 2014. ودرج على إطلاق صفة «الميليشيات الوقحة» على بعض أجنحتها. وأكد وزير الدفاع خلال المؤتمر الصحافي أن الزيارة «عادية»، وشدد على «الدعم الكامل» الذي يقدمه الصدر للقوات المسلحة المختلفة. وكشف أن الأخير أوصى الوزيرين بـ«عدم التفرقة بين جميع الطوائف والحفاظ على حياة المدنيين، ومراعاة السكان المحليين وأن يكون القانون هو الحاكم بين الناس». وذكر أن أولوية وزارته بعد الانتهاء من «داعش» هي «تأهيل الجيش من خلال التدريب والتجهيز والتسليح».
وشدد وزير الداخلية على عزم وزارته على «التعاون مع جميع الجهات الأمنية من أجل استتباب الأمن في جميع المحافظات»، مؤكداً دعم الصدر للأجهزة الأمنية ومطالبته بـ«حصر السلاح بيد الدولة». وأدان التهديدات الأمنية التي تعرض لها الصدر أخيراً، معتبراً أنها «تهديد لجميع العراقيين»، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي «أمر الأجهزة الأمنية المختلفة بأن تأخذ التهديدات بعين الاعتبار».
ويرى مراقبون أن زيارة الوزيرين للنجف تأتي في إطار الترتيبات لمرحلة ما بعد «داعش»، إذ يخشى كثيرون من صعوبة السيطرة على عملية انتشار السلاح على نطاق واسع في العراق بعد طرد التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها في الموصل ومحيطها. وتشعر الحكومة بحاجتها إلى دعم من مرجعية النجف ومقتدى الصدر للحيلولة دون انفلات الفصائل المسلحة التي اشتركت في الحرب على «داعش». وقالت مصادر في وزارتي الداخلية والدفاع إن الوزيرين التقيا المراجع محمد سعيد الحكيم وبشير النجفي ومحمد إسحاق الفياض.
وفي مؤشر على التحسن الأمني النسبي الذي تشهده بغداد في الأشهر الأخيرة، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، رفع 30 سيطرة أمنية و150 مرابطة في جانب الكرخ، إلى جانب فتح طرق مهمة في أحياء المنصور والداودي والمأمون، وقالت: إن القرار جاء بأمر من رئيس الوزراء.
ويعاني البغداديون منذ سنوات من شدة الازدحامات المرورية التي تتسبب بها عملية قطع الطرق ووجود مئات السيطرات الأمنية في جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة، ويتوقع أن يساعد رفع السيطرات في تقليل الازدحام.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.