رغم دراسته الهندسة الداخلية وحصوله على شهادة من الجامعة اللبنانية - الأميركية، فإن راني زاخم بقي منجذباً إلى عالم الموضة منذ صغره، إلى أن قرر في عام 2005 الالتحاق بـ«نيو سكول آند ديزاين» في نيويورك، التي حصل منها على شهادته الجامعية في تصميم الأزياء.
يقول: «منذ أن كنت في التاسعة من عمري وبداخلي شغف كبير بالموضة. لا أدعي أني قمت بتصميم أو خياطة أزياء حينها، لكن كان لدي فضول كبير لمتابعة أخبار الموضة وجديدها».
الآن أصبح اسم راني زاخم معروفاً في الأوساط العربية والعالمية على حد سواء. فقد ارتدت تصاميمه مجموعة من نجمات هوليوود وأوروبا والعالم العربي، نذكر منهن على سبيل المثال الممثلة شانتال فانسانتين، والمذيعة التلفزيونية الأميركية غيليانا رانسيك اللتين ارتديتا فستانين من مجموعتيه «ربيع وصيف 2016» و«خريف وشتاء 2016 - 2017».
وكذلك الأمر نفسه، بالنسبة للفنانات كوين لطيفة وزندايا وهيلاري داف وكيلي كيوكو. ولعل الزي الذي ارتدته هذه الأخيرة من مجموعته لعام 2014، شكّل نقطة الفصل في مشواره المهني، إذ يصفه بالزي الأيقونة الذي ما زال حتى اليوم يلاقي طلباً من قبل بعض زبائنه، حيث قال: «لهذا الفستان قصة، إذ كنت يومها في سويسرا فرأيت هذا النوع من القماش (tulle - millefeuille)، وأغرمت به من النظرة الأولى، وصنعت منه هذا الزي بعد أن طعّمته بقماش الـ(غرو غران) على الكورسيه، بينما طرزت على تنورته مجموعة من الأزهار الملوّنة». ويتابع: «عندما ارتدته كيوكو في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب خطفت الأضواء، وبقي محفوراً في ذاكرة الناس حتى اليوم إلى حدّ جعله بمثابة (الزي الأيقونة) في مجموعاتي».
ورغم تعامله مع أشهر نساء العالم فإن المرأة التي أثرت فيه وزرعت في نفسه حب الموضة هي والدته التي يعتبرها مثاله الأعلى، والصورة التي ترسخت في ذهنه عن المرأة الأنيقة.
ويضيف: «والدتي ماغي هي مصدر إلهامي الدائم، فقد كانت ولا تزال تتمتّع بأناقة أبني عليها صورة المرأة التي أتوجه إليها. يمكنني القول إني ورثت عشقي للموضة واهتمامي بتفاصيلها منها... فغالباً ما أسترجع صوراً رُسمت لها في ذاكرتي، وهي ترتدي تايوراً أحمر من دار (لويس فيرو) مثلاً مع حذاء من اللون نفسه من ماركة (والتر ستايغر)، فتبدو دائماً متألقة ومتميزة».
بعد تخرّجه في جامعة نيويورك تدرّب راني زاخم على يد مصممين كبار من أمثال البرازيلي كارلوس ميال، وييغال أزرويل وباتريسيا آندروود وزهير مراد، فيما تأثّر راني بكل من فالنتينو وأوسكار دي لارانتا، وموغلر وجان كلود جيتروا وجيانفرانكو فيري. ويُصرح: «لقد تأثّرت بأسلوب كلّ واحد من هؤلاء. تأثرت بالأسلوب الأنثوي لدى (فالنتينو) وقصّات تيري موغلر من ناحية تركيزها على الأكتاف، ومن لويس فيرو تأثرت بطريقته في تصميم القمصان، ومن إيف سان لوران تفصيله لـ(سموكينغ) وهكذا». لكنه يستطرد: «هذا لا يعني أنني لم أُكوّن هوية خاصة بي من خلال تركيزي على تصاميم رومانسية وأنثوية لا تعترف بزمن؛ إذ لا بد من الإشارة إلى أن دراستي للهندسة الداخلية أثرت علي بشكل كبير».
ويتابع: «المهم أني أحاول بكل جُهدي تجنب التكرار، وغالباً ما أمزج بين موديلات حقبات ماضية واليوم. وفي كل الحالات أعطي للتطريز مساحة مهمة؛ لأنه يعكس هويتي إلى جانب الدانتيل». وهذا تحديداً ما ظهر في مجموعته الأخيرة التي عرضها خلال أسبوع الموضة في إيطاليا (ألتا روما) التي استوحاها من المغنية الراحلة داليدا. فقد غلبت عليها ألوان قوس قزح التي تراقصت على أقمشة التول والأورغانزا المطرّزة بأسلوب يضج بالأناقة والحرفية.
اليوم صار راني زاخم يتمتّع بشهرة واسعة كمصمم لبناني تعشقه شهيرات العالم، بفضل مصداقيته في العمل وتصميمه على النجاح. فمنذ أن قرر دخول هذا المجال وافتتاح مشغل خاص به في بيروت (منطقة سن الفيل)، وضع رؤية خاصة أسسها على قاعدة صلبة حتى يستمر ويحافظ على المكانة التي وصل إليها. حالياً لا يفكّر راني زاخم في تشتيت جهوده بدخول عالم التصميم الرجالي، لكنه لا يستبعد ذلك في المستقبل. المهم بالنسبة له حالياً هو تطوير تصاميمه، وتحقيق النجاح نفسه في عالم الإكسسوارات، والحفاظ على ما أسسه ليبني عليه المزيد.
7:49 دقيقة
راني زاخم: تأثري بمصممين عالميين لا يعني تنازلي عن هويتي
https://aawsat.com/home/article/895326/%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B2%D8%A7%D8%AE%D9%85-%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%85%D8%B5%D9%85%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%86-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%8A
راني زاخم: تأثري بمصممين عالميين لا يعني تنازلي عن هويتي
المصمم اللبناني الذي اخترق هوليوود لا يزال يحلم
راني زاخم: تأثري بمصممين عالميين لا يعني تنازلي عن هويتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة