ثمة عدد من القرارات أمام غاريث ساوثغيت يتعين عليه اتخاذها في خضم استعداده لتحديد التشكيل النهائي لفريقه الرابع منذ توليه مهام تدريب المنتخب الإنجليزي، خلفاً لسام ألاردايس. ويعني غياب هاري كين، والاحتمال الكبير لغياب جوردان هندرسون، أن أماكن خالية ستتوافر في التشكيل الأساسي للمنتخب، ناهيك بالفريق ككل. وعليه، فإن عدداً من اللاعبين من خارج المنتخب ربما يداعبهم الأمل في أن يجري استدعاؤهم للانضمام إلى الفريق الوطني. وفيما يلي نستعرض خمسة لاعبين في لياقة عالية يشاركون في الدوري الممتاز ويستحقون شرف الانضمام إلى المنتخب قبل استئناف تصفيات كأس العالم 2018.
* جوردان بيكفورد
تمكَّن جوردان بيكفورد من تحقيق التقدير الأعلى بين جميع حراس المرمى على مستوى الدوري الممتاز هذا الموسم (7.09). ولولا جهوده، ربما كان سندرلاند قد انتهى أمره وتأكد هبوطه بحلول الوقت الراهن. وقد نجح حارس المرمى البالغ 23 عاماً من صد كرات بالنسبة للمباراة الواحدة بمعدل يفوق أي حارس مرمى آخر بالدوري الممتاز (4.7). وعليه، يبدو منطقياً تماماً الاهتمام الذي تبديه بعض أكثر أندية الدوري الممتاز ثراءً تجاهه. بالتأكيد، يبقى جو هارت الخيار الأول بالنسبة للمنتخب بالنظر إلى خبرته الدولية. ورغم أداء بين فوستر القويفي صفوف ويست بروميتش ألبيون، وتمتع توم هيتون بموسم جيد مع بيرنلي، فإن ساوثغيت ربما يرغب في التأكد من ضم بيكفورد إلى المنتخب في أقرب وقت ممكن. وفي الوقت الذي يبدو فيه أن حارس مرمى ساوثهامبتون فريزر فورستر يعاني من أزمة ثقة، يبدو أن هناك فرصة في حاجة لمن يقتنصها خصوصاً أن التشيلي حارس مرمى مانشستر سيتي كلاوديو برافو هو فقط الوحيد الذي يحمل سجلاً أسوأ من سجل فريزر فورستر في صد الكرات بالدوري الممتاز.
* هاري مغواير
ربما لم تَحِن بعد لحظة نيل هاري مغواير شرف استدعائه للمنتخب، لكن هذا لا ينفي أبداً أن قلب دفاع هال سيتي لعب دوراً محورياً في تعزيز إمكانات استمرار ناديه داخل الدوري الممتاز هذا الموسم، وإنقاذه من شبح الهبوط. وزادت جهوده على نحو ملحوظ في ظل غياب المدافعين مايكل داوسون وكورتيس ديفيز للإصابة. وبدا اللاعب البالغ 24 عاماً في حالة متألقة منذ بداية العام على وجه الخصوص، مع ارتفاع تقديره إلى 7.47 عام 2017 (المعدل الأكبر على مستوى لاعبي قلب الدفاع بالدوري الممتاز). ويأتي مغواير في صفوف اللاعبين الخمسة الأوائل على مستوى الدوري الممتاز فيما يتعلق بتشتيت الكرات من المناطق الخطرة (72)، وتشتيت الكرات بالرأس (57)، واعتراض الخصم (10). وأثبت اللاعب أن لياقته البدنية الجيدة تمثل ميزة إضافية ينعم بها فريقه تحت قيادة المدرب ماركو سيلفا. ولا تقتصر ميزات مغواير على ضخامة بنيانه الجسدي الذي يمكِّنه من التصدي للمهاجمين بقوة، وإنما أيضاً مهاراته الكبيرة في التعامُل مع الكرة وتشكيل خطر حقيقي على مرمى الخصم أيضاً.
وبالفعل، تشير الإحصاءات إلى أنه خلال عام 2017، يحتل مغواير المركز الأول بين لاعبي قلب الدفاع بالدوري الممتاز من حيث محاولات إحراز أهداف (14)، ومهارة التقدم والاحتفاظ بالكرة من الخلف (10). ومع تقدم قلب دفاع إيفرتون فيل جاغيلكا في العمر، وعدم حصول كريس سمولينغ على المشاركة الكافية في المباريات على النحو الذي يأمله بالنسبة في الدوري الممتاز، فإن مغواير يُعدّ واحداً من مجموعة شابة من المدافعين في انتظار الفرصة الذهبية للتألق.
* مايكل كين
إذا لم ينجح مغواير في الانضمام إلى المنتخب، فإن هذا المركز يمكن شغله بمايكل كين، الذي سبق لساوثغيت ضمه في اختيار سابق. الواضح أن مدرب المنتخب يعلم الكثير عن لاعب بيرنلي نظراً للفترة التي قضياها معاً في منتخب دون 21 عاماً. وأصبح كين واحداً من أكثر لاعبي قلب الدفاع الذين قدموا أداء متناغماً ومستقراً على مستوى الدوري الممتاز هذا الموسم. ومن المعتقد كذلك أن ثمة محاولات من أندية عدة لضمه إليها، وسيكون من قبيل المفاجأة استمرار اللاعب البالغ 24 عاماً في بيرنلي لفترة طويلة بالنظر إلى أدائه المتألق في الدوري الممتاز. وعلى مستوى لاعبي قلب الدفاع الإنجليز المشاركين بالدوري الممتاز، يحتل كين الترتيب الثالث من حيث تقدير أداءه (7.12)، مع تصدره لاعبي الدوري من حيث عدد الكرات التي تصدى لها هذا الموسم (36). كما أنه من بين أفضل خمسة لاعبين من حيث تشتيت الكرات من المناطق الخطرة، وتمكن من تقديم أداء قوي في مواجهة بعض أعتى فرق الدوري الممتاز هذا الموسم، كان أبرزها على استاد أولد ترافورد في مواجهة ناديه السابق مانشستر يونايتد، وأيضاً في مواجهة ليفربول أخيراً.
روس باركلي
بعيداً عن مهاجم توتنهام هاري كين الذي قد يتعرض في أي وقت للإصابة والغياب عن المنتخب كما حدث أخيراً، قليل فقط من اللاعبين الإنجليز نجح في الوصول إلى المستوى المتألق الذي بلغه باركلي عام 2017. كانت الإشادات انهالت على صانع ألعاب فريق إيفرتون أخيراً من مدربه، الهولندي رونالد كويمان، الذي لمح إلى أن اللاعب البالغ 23 عاماً جدير بنيل فرصة للاضطلاع بدور صاحب القميص رقم 10 في المنتخب. ويبدو بالفعل أن باركلي استعاد كامل تألقه بعد بداية رديئة المستوى للموسم الحالي. وجاء هدف روميلو لوكاكاو الذي عاون باركلي في إحرازه ليرتفع رصيده من الأهداف التي ساعد في تسجيلها إلى 7 هذا الموسم. ومع ذلك، تعرض باركلي للتجاهل على امتداد المواجهات الدولية الأخيرة للمنتخب ولم يحصل على فرصة المشاركة ولو لدقيقة واحدة خلال بطولة «يورو 2016»، ويأتي ذلك على الرغم من حصول اللاعب الشاب على أعلى ثالث تقدير على مستوى الدوري الممتاز لعام 2017 (7.74)، بعد لوكاكو (7.93)، وكين (7.86)، ولم يتفوق عليه في ذلك الوقت سوى مهاجم توتنهام كريستيان إريكسن من حيث صنع مزيد من الفرص.
* ناثان ريدموند
ربما تكون احتمالات الاستعانة به في المنتخب ضئيلة، لكن عند إمعان النظر إلى اللاعبين الذين استعان بهم ساوثغيت في المنتخب، نجد أن ناثان يحتل مرتبة متقدمة مقارنة بهم. لقد نجح جناح ساوثهامبتون في احتلال مرتبة متقدمة دوماً في صفوف أفضل لاعبي المنتخب أقل من 21 عاماً تحت قيادة ساوثغيت ويعتبر واحداً من اللاعبين القلائل الذين لم يتراجع أداؤهم على المستوى الدولي. ورغم الأداء المتعثر للمنتخب دون 21 عاماً في إطار بطولة أمم أوروبا عام 2015، قدم ريدموند أداء رائعاً خلال البطولة دفع به في صفوف منتخب «يويفا» للبطولة. كان ذلك منذ قرابة عامين، لكن اللاعب بدا في حالة متألقة أخيرا، خصوصاً في المواجهات الأخيرة لساوثهامبتون. ومع ذلك، سجل ريدموند خمسة أهداف فقط خلال الموسم الحالي من الدوري الممتاز، ما يشير إلى حاجته لصقل مهاراته على وضع اللمسة الأخيرة. كما أنه ساعد في تسجيل هدف واحد فقط هذا الموسم، لكن هذا الأمر يعود في الجزء الأكبر منه إلى رداءة مستوى اللمسة الأخيرة من قبل زملائه، مع نجاح اللاعب الشاب في خلق أكبر عدد من الفرص من لعب مفتوح (43)، مما يضعه في مرتبة متفوقة على أي لاعب إنجليزي آخر بالدوري الممتاز.