كان المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي جوزيه مورينيو محقا تماما عندما وصف الإشاعات المتداولة خلال الأسبوع الحالي حول فكرة انتقال نجم برشلونة الإسباني نيمار إلى مانشستر يونايتد بأنها إشاعات «سخيفة» و«مستحيلة» و«تشبه محاولة كسر وسرقة خزانة فولاذية». ربما تكون هذه التصريحات صادمة وحزينة للدوري الإنجليزي الممتاز، لكن هذه هي الحقيقة. ويبدو من غير المعقول أن يرحل نيمار، الذي يعشق برشلونة، عن ملعب «كامب نو» في الوقت الراهن. ومن غير المحتمل أيضا أن نيمار المرشح لأن يكون أفضل لاعب في العالم خلال سنوات بعد خفوت نجومية الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالد سيرحل عن العملاق الكاتالوني لينضم إلى نادي مانشستر يونايتد، الذي لم يشارك في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، رغم عراقة النادي الإنجليزي وتاريخه بكل تأكيد.
وفي الحقيقة، يعد ما سبق شكلا من أشكال العار والإهانة، ليس فقط لكرة القدم الإنجليزية التي يرى البعض أن نيمار سيكون مخطئا في حال الانتقال إليها، لكن أيضا للاعب البرازيلي الذي وصل إلى مرحلة مثيرة حقا في مسيرته الكروية، لكنه ما زال في حاجة إلى مزيد من التطور الآن للخروج من عباءة القيام بدور المساعد أو السنّيد للنجم الأول للفريق الكاتالوني ليونيل ميسي، إذا كان حقا يريد الانطلاق نحو عرش أفضل لاعب في العالم.
وهناك نقطتان واضحتان للغاية، الأولى هي أن نيمار يقدم أفضل أداء له عندما يلعب وكأنه النجم الأوحد للفريق داخل المستطيل الأخضر، كما يفعل مع منتخب البرازيل وعلى فترات مع نادي برشلونة عندما يكون في أوج تألقه. والنقطة الأخرى تكمن في أن نيمار يملك من الإمكانات ما يؤهله لكي يكون أفضل لاعب في العالم، لكن يتعين عليه أن يسعى لذلك، ولكي يحدث ذلك في مرحلة ما يتعين عليه أن يتوقف عن الظهور بشكل اللاعب اللطيف المهاري الرائع الذي يشعر بالسعادة؛ لأنه مرر سبع تمريرات حاسمة خلال الموسم الحالي من دوري أبطال أوروبا، كما يجب عليه في المقام الأول والأخير أن يهرب من ظل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وبطبيعة الحال، لا يوجد أي عيب في أن يلعب نيمار دور الرجل الثاني للاعب الذي يراه البعض الأفضل في تاريخ كرة القدم، واللاعب الذي يجب أن تتذكر تصريحات الأسطورة الكروية مارادونا بحقه عندما اعترف بكل اعتزاز بأنه أفضل لاعب يتألق بصورة متواصلة ومستمرة في تاريخ أي ناد في عالم كرة القدم عبر التاريخ. لكن المشكلة بالنسبة لنيمار تكمن في أن ميسي سيواصل التألق على مدى سنوات أخرى مقبلة، وعلى الأرجح مع النادي نفسه؛ لأن النجم الأرجنتيني يعتمد في الأساس على لمساته الساحرة ومهاراته العالية، وليس القوة البدنية التي تضعف بمرور الوقت وتقدم العمر؛ ولذا فمن المتوقع أن يستمر في تألقه لسنوات أخرى.
وخلال العقد الماضي، كنا محظوظين للغاية أن نشاهد اثنين من أعظم لاعبي كرة القدم على مر التاريخ وهما ميسي ورونالدو اللذان يتنافسان على تحطيم الأرقام القياسية ولا يتوقفان عن إحراز وصناعة الأهداف؛ ولذا لا يعتقد البعض بأن نيمار سيكون قادرا على أن يكون الوريث الشرعي لهذين النجمين الكبيرين.
في الحقيقة، لم يعد البرازيليون بالقوة نفسها التي كانوا عليها في الماضي، وخير دليل على ذلك فشلهم في الفوز بكأس العالم الذي أقيم على أراضيهم عام 2014، رغم الهالة الكبيرة التي أحاطوا أنفسهم بها وتصوير نيمار وهو مغطي وجهه بقبعة البيسبول والترويج لأنفسهم بشكل هيستيري وغريب. ويشبه نيمار، في كثير من النواحي، لاعب الكريكيت الهندي فيرات كوهلي بصفته موهبة جذابة بشكل جميل تواجه ضغوطا هائلة من مواطني بلده ليس فقط من أجل أن يكون لاعبا جيدا، لكن لكي يكون أفضل لاعب في العالم وبأسرع وقت ممكن.
لكن في تلك النسخة من كأس العالم أيضا ظهر نيمار بشكل جيد يجعلك سعيدا وأنت تشاهده يتحرك برشاقة داخل المستطيل الأخضر وكأنه يركض دون أن يلمس أرضية الملعب، وبالشكل الذي يجعلك تشعر وكأنه أحد أمراء شخصيات ديزني الخيالية. ويتمتع نيمار بقدرة فائقة على تحريك الكرة بين قدميه بدقة كبيرة وسرعة خيالية بالشكل الذي يجعله يمر من لاعبي الفرق المنافسة في أضيق المسافات.
وخلال مواجهة المنتخب البرازيلي لمنتخب الباراغواي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الأسبوع الماضي، أحرز نيمار هدفا رائعا بعدما تسلم الكرة من منتصف ملعب المنتخب البرازيلي وانطلق بها ليراوغ اثنين من لاعبي الباراغواي ويدخل منطقة الجزاء ويطلق قذيفة مدوية ليحرز هدفا جميلا بعد ركضه بالكرة لمسافة 60 ياردة، في الوقت الذي تشعر فيه بأنه لم يبذل أي جهد للقيام بذلك، ولم تلمس قدماه كثيرا أرضية الملعب أو الكرة أو لاعبي الفريق المنافس.
ويعد هذا هو الهدف رقم 52 خلال 77 مباراة دولية مع منتخب السامبا، والهدف رقم 25 في آخر 31 مباراة دولية، وهو المعدل الذي لا يتفوق عليه فيه سوى روماريو وغابريل باتيستوتا من بين اللاعبين الذين أحرزوا أكثر من 50 هدفا مع منتخب البرازيل في العصر الحديث. ويحتاج نيمار إلى أن يحقق إنجازا كبيرا. ومن يدري فربما يكون ذلك في كأس العالم المقبلة عندما يشارك بصفته قائدا للمنتخب البرازيلي الذي يتصدر حاليا تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم في العالم، وأول منتخب يتأهل للنسخة المقبلة من كأس العالم.
ويسعى منتخب السامبا البرازيلي للحصول على كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، ولا سيما أن الفريق يبدو متوازنا ومتحركا وأكثر قوة تحت قيادة المدير الفني تيتي، ناهيك عن العدد الكبير للاعبين البرازيليين الذين يلعبون في روسيا التي ستستضيف كأس العالم المقبلة، ولا يتفوق عليهم من حيث عدد اللاعبين في هذا الجزء من العالم سوى روسيا نفسها. وعلاوة على ذلك، يضم المنتخب البرازيلي الآن أفضل لاعب في العالم على المستوى الدولي، وهو نيمار.
وفي النهاية، كان مورينيو محقا بالطبع عندما قال إن نيمار لن يرحل عن برشلونة في الوقت الذي يبدو فيه قريبا من الوصول إلى عرش أفضل لاعب في العالم، لكن تسلم شعلة أفضل لاعب في العالم من ميسي ورونالدو ليس سهلا كما يبدو. ومع ذلك، سيكون من الرائع أن نرى كيف سيتمكن هذا اللاعب الرائع من إيجاد مساحة للنمو والتطور ليصل إلى القمة، لا أن يكون مجرد نجم في وجود لاعبين عظماء.
لقب الأفضل في العالم يمنع نيمار من الانتقال إلى الدوري الإنجليزي
النجم البرازيلي مرشح لانتزاع الريادة من ميسي ورونالدو... وبرشلونة بوابته للتألق
لقب الأفضل في العالم يمنع نيمار من الانتقال إلى الدوري الإنجليزي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة