مايكل بلومبيرغ
عمدة نيويورك السابق، و مالك مجموعة بلوومبيرك المالية.
TT

فن الحكم بين الجمهوريين والديمقراطيين

من المسؤول عن فشل قانون الجمهوريين لإلغاء مشروع «أوباماكير» للرعاية الصحية؟ من يهتم؟ فما يهم الآن هو أن يتوقف الديمقراطيون عن الشماتة، وأن يتوقف الجمهوريون عن العبوس، وأن يجلس الحزبان على الطاولة لتطوير نظام الرعاية الصحية الذي يتفق الحزبان على أنه في حاجة إلى مزيد من العمل.
وبعد انهيار القانون بعد تداوله، اتهم الرئيس دونالد ترمب الديمقراطيين بعرقلة القانون، فيما اتهم زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ، تشارلز شامر، الرئيس بعدم الكفاءة، وقال رئيس مجلس الشيوخ باول راين إن قانون الرعاية الصحية قد أنجز، وتفاخرت زعيمة الأقلية بمجلس النواب نانسي بيلوسي بقولها إن ذلك اليوم كان «يوماً عظيماً». فلم يكن هناك من يملك شجاعة تجميع الصورة ليشير إلى طريقة العمل في المستقبل.
وفر قانون الرعاية الصحية غطاء صحياً لملايين أخرى من الأميركيين، لكن لا يزال هناك نحو 30 مليون أميركي من دون تأمين. فأقساط التأمين مرتفعة، والتأمين الإجباري لا يشجع الكثير من الناس على السداد للانضمام للمنظومة. فبعض من قوانينها وضرائبها غير واضحة المعنى. فأسواق التأمين ضيقة بدرجة كبيرة، إذ إنها لا تعطي المستهلكين سوى خيارات بسيطة، والحسابات البنكية لمدخرات الرعاية الصحية لا تشجع على الادخار.
فالجمهوريون يمتلكون أفكاراً قابلة للتطبيق لمعالجة القضية، منها صناديق التأمين عالي المخاطر، وتغطية الإعفاءات الضريبية التي تحصل عليها الشركات مقابل منح الموظفين تأميناً صحياً. لكن من المؤسف أن أياً من هذه الأفكار لم يأخذ على محمل الجد بسبب التعجل لإلغاء قانون «أوباماكير».
من المؤسف أيضاً أن الجمهوريين يبدون غير مبالين وباتوا يفكرون في قضايا أخرى. فإن لم ينالوا كل ما يصبون إليه، فإنهم يفضلون عدم الحصول على شيء. وحسبما قال السيناتور جون ماكين مؤخراً، إن الجمهوريين يريدون أن يقوم الديمقراطيون بإصلاح مشروع الرعاية الصحية. ففن الحكم حل وسط، وليس فقط داخل حزب الأغلبية. وكلما أسرع راين في قبول حقيقة أن الديمقراطيين قد يكونون بمثابة العصا التي تستخدم ضد «محفل الديمقراطية» كان راين أكثر نجاحاً هو والكونغرس على حد سواء.
الكل يتذكر أن رونالد ريغان قال إنه سيكون سعيداً لو أنه حقق 70 في المائة أو 80 في المائة مما أراد على أن يعود لاحقاً لإنجاز ما تبقى. لكن بدلاً من العيش بقانون ريغان، فالجمهوريون متعلقون بقانون هارستل المسمى باسم دينيس هاسترت، المتحدث السابق لمجلس النواب، الذي قال: بصفة عامة، فقط القوانين التي تمر من دون أصوات الديمقراطيين هي التي تناقش بغرض التصويت، وأدى هذا بالحزب لأن يخرج بقانون رعاية اجتماعية أخرق لم يفز في النهارية بتأييد كبير من الجمهوريين المعتدلين أو أجنحة حزب الشاي.
وفي الوقت نفسه، فقد رفض الديمقراطيون بشكل متواصل الوصول إلى بديل من الحزبين. فالشماتة فقط هي ما تجعل هذا صعبا.
والجمعة الماضي، قال شامر إن الديمقراطيين جاهزون للعمل مع الجمهوريين لتطوير قانون الرعاية الصحية بشرط أن يسحب الجمهوريون مطلب الإلغاء من على الطاولة. لكن هذه ليست بالخطوة الموفقة، فالديمقراطيون يجب عليهم السماح للجمهوريين بالدعوة لسن قانون جديد بأي شكل يريدون. فالتفاصيل هي ما تهم، وليس الاسم.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»