تجدد الاشتباكات العنيفة في العاصمة السورية

النظام يستعيد السيطرة على المواقع التي فقدها بعد هجوم مضاد

 تجدد الاشتباكات العنيفة في العاصمة السورية (أ.ف.ب)
تجدد الاشتباكات العنيفة في العاصمة السورية (أ.ف.ب)
TT

تجدد الاشتباكات العنيفة في العاصمة السورية

 تجدد الاشتباكات العنيفة في العاصمة السورية (أ.ف.ب)
تجدد الاشتباكات العنيفة في العاصمة السورية (أ.ف.ب)

تجددت الاشتباكات العنيفة بالعاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الاثنين)؛ حيث شنت قوات النظام هجوماً مضاداً على مقاتلي المعارضة الذين تقدموا في شمال شرقي المدينة أمس.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نقلاً عن مصدر عسكري سوري، بأن قوات النظام استعادت السيطرة على كل المواقع التي فقدتها أمس.
وقال شاهد إن طائرات حربية حلقت في سماء دمشق في الصباح الباكر وإن بعض الشوارع في مناطق خاضعة لسيطرة النظام قرب الاشتباكات أغلقت.
وأشار «المرصد» إلى أن الاشتباكات العنيفة مستمرة حول منطقتي جوبر والقابون في شمال شرقي دمشق.
وقال قيادي في «فيلق الرحمن» الذي يخوض القتال هناك أمس إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً في جوبر لتخفيف الضغط العسكري بعدما فقدوا السيطرة على مناطق في القابون وبرزة المجاورتين في الآونة الأخيرة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية للأنباء اليوم عن السفير الروسي لدى سوريا ألكسندر كينشاك، قوله إن أحد مباني السفارة الروسية في دمشق لحق به أضرار جراء اشتباكات بين قوات النظام وقوات المعارضة. ونقلت الوكالة عنه قوله: «لدينا مبنى لم نكن نستخدمه مؤقتا وهو ليس ببعيد عن مركز اشتباكات أمس. وعلمت أن هزة كبيرة هشمت نوافذ هناك».
ولا تزال الفصائل تسيطر على جيب كبير مكتظ بالسكان في منطقة الغوطة الشرقية شرق دمشق بالإضافة إلى بعض المناطق في جنوب وشرق وشمال شرقي المدينة.
وتركزت الاشتباكات الأخيرة على المناطق المحيطة بالقابون وبرزة اللتين عزلهما جيش النظام عن باقي الغوطة الشرقية والمناطق الشرقية من دمشق.
من جهة أخرى، رفض النظام استقبال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، الذي كان يخطط لزيارة سوريا قبيل انعقاد الجولة الخامسة من محادثات جنيف المرتقبة الأسبوع المقبل، من دون ذكر الأسباب، حسبما أفادت وكالة «سبوتنيك» نقلاً عن مصدر مطلع.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، اليوم، أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، سيزور موسكو خلال اليومين المقبلين، وأن الزيارة ستكون قبل جولة محادثات جنيف المقررة في 23 مارس (آذار) الحالي.
وقال بوغدانوف للصحافيين «دي ميستورا سيصل لموسكو خلال يومين قبل مفاوضات 23 مارس».
والتقى المبعوث الأممي أول من أمس مع ممثلي «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية، في العاصمة السعودية الرياض، حيث جرى نقاش التحديات المطروحة أمام الجولة الخامسة من المفاوضات السورية - السورية، وتمثيل المعارضة، وسبل التعاطي مع العملية السياسية.
يذكر أن الجولة الرابعة من المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية بين النظام وقوى المعارضة، برعاية الأمم المتحدة، اختتمت في جنيف في 4 مارس الحالي.
وقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إلى المشاركين، خلال هذه الجولة، وثيقة غير رسمية تتضمن 12 بنداً، تخص رؤية التسوية ومستقبل سوريا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.