لجنة استشارية نسائية لدعم وفد المعارضة السورية في جنيف

لجنة استشارية نسائية لدعم  وفد المعارضة السورية في جنيف
TT

لجنة استشارية نسائية لدعم وفد المعارضة السورية في جنيف

لجنة استشارية نسائية لدعم  وفد المعارضة السورية في جنيف

تشارك مجموعة من السيدات السوريات في مفاوضات جنيف 4 بإطار اللجنة الاستشارية النسائية (WAC) التي تُعتبر جزءا من «الهيئة العليا للمفاوضات» التي كانت تشكلت في وقت سابق بالعاصمة السعودية الرياض. وبينما تتولى 6 من أصل 14 سيدة - يشكلن مجمل أعضاء «الهيئة» الموجودات حاليا في المدينة السويسرية - عملية التدقيق بمدى التزام المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا بفحوى القرارات الدولية، فإنهن يُتابعن أيضا عن كثب ملفات المعتقلين وجرائم الحرب ويُساهمن بدراسة كل الأوراق التي تُقدم خلال المفاوضات.
للهيئة النسائية 5 مكاتب متخصصة في السياسة والإعلام والقانون والدعم التقني والتحرير. أما الهدف الرئيسي من إنشائها، كما يقول القيمون عليها، دعم مشاركة المرأة السورية وضمان وجودها السياسي الفاعل في مراكز صنع القرار، والتأكيد على التشاركية الحقيقية في جميع مراحل العملية التفاوضية والانتقالية واللجان والهيئات المنبثقة عنها، بما في ذلك لجنة صياغة الدستور حسب قرارات مجلس الأمن 1325، 1820، 1888، 1889، 1960، 1206، و2122.
وحاليا تشارك سيدتان من الهيئة هما الدكتورة بسمة قضماني وأليس مفرج ضمن الوفد المفاوض في جنيف. وتسعى اللجنة النسائية لرفع مستوى التمثيل النسائي في هذا الوفد في مراحل لاحقة، علما بأنها راضية تماما عن تمثلها بـ14 عضوا من أصل 30 هم مجمل أعضاء «الهيئة العليا للمفاوضات». وتشير المنسقة العامة للهيئة مرح البقاعي - الموجودة أيضا في جنيف - إلى أنّهن ينصرفن حاليا للتدقيق بفحوى ما ورد على لسان المبعوث الأممي دي ميستورا خلال الجلسة الافتتاحية لجنيف 4، ولفتت إلى أنّه استخدم مصطلح «الحوكمة» الذي لا أثر له في القرار 2254، منبهة من استخدام الأمم المتحدة مصطلحات لا ترد في القرارات الدولية التي جئنا على أساسها إلى المفاوضات وأبرزها بيان جنيف1. وتؤكد البقاعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّهم كوفد معارضة «إيجابيون لا متفائلون»، لافتة إلى أنهم قد أعدوا ملفاتهم جيدا ويحملون رؤية واضحة للانتقال السياسي. وتضيف: «جئنا كوفد استشاري لمساعدة الأمم المتحدة على تنفيذ قراراتها التي من غير المقبول أن تُعتبر شروطا مسبقة».
من ناحية أخرى، تؤسس اللجنة النسائية في عملها الاستشاري الحالي لحجز عدد مقبول من المقاعد لسيدات سوريا للمشاركة في المرحلة الانتقالية وفي حكم «سوريا الجديدة». وفي هذا المجال تعتبر البقاعي أنه «كلما عملنا بجدية وأمسكنا بالملفات الساخنة على المنابر الدولية كما هو حاصل في جنيف، عززنا دور المرأة في مستقبل سوريا»، مشيرة إلى وجود «دعم دولي كبير للجنة النسائية إضافة لدعم مطلق من الهيئة العليا للمفاوضات». وتسعى اللجنة حاليا لترتيب لقاء مع دي ميستورا لتعزيز دورها في جنيف 4.
وللعلم، شاركت اللجنة النسائية يوم الخميس بمسيرة نظمت في جنيف بالتزامن مع انطلاق المفاوضات السورية - السورية للحث على الإفراج عن المعتقلين في سجون النظام. وطالب القيمون على اللجنة بالإفراج الفوري عن المعتقلين من نساء وأطفال، مؤكدين أنّه بند غير خاضع للتفاوض. وشددت فدوة محمود، العضو في اللجنة على أن تحقيق العدالة وسوق جميع مجرمي الحرب وبخاصة أولئك المشاركين بعمليات الاعتقال والإخفاء القسري، وحده كفيل ببلسمة جراح الأسر السورية التي تعاني منذ 6 سنوات. وحثّت اللجنة على وضع «آلية واضحة تتولاها الأمم المتحدة للكشف عن مصير جميع السوريين المختفين قسرا وللتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي، في جميع أنحاء سوريا، وخصوصا في مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.