أعلنت أمس، وزارة العدل الأميركية وفاة الشيخ المصري عمر عبد الرحمن (78 عاما)، المحكوم عليه بالسجن المؤبد، في سجن فيدرالي في ولاية نورث كارولينا، تأكيدا للبيان الذي صدر من السجن يوم السبت. وأعلن بيان وزارة العدل، التي كانت فتحت أول قضية ضد عبد الرحمن قبل أكثر من 20 عاما، إغلاق ملف عمر عبد الرحمن.
وبينما كان الإعلام الأميركي يسميه «الشيخ الضرير»، سماه أمس «داعية إرهاب المدن»، إشارة إلى أنه حوكم وأدين في تفجير بمركز التجارة العالمي عام 1993 في ذلك الوقت، قبل هجمات 11 سبتمبر (أيلول) بسنوات كثيرة لم تكن الحكومة الأميركية أعلنت «الحرب العالمية ضد الإرهاب».
أعلن خبر الوفاة يوم السبت سجن فيدرالي إصلاحي في بوتنر (ولاية نورث كارولينا)، حيث كان نقل إليه، قبل 10 أعوام بسبب تردي صحته، من سجن فيدرالي متشدد في ولاية ميسوري. وذكر بيان يوم السبت أن عبد الرحمن كان يعاني من مرض السكري، ومرض الشريان التاجي.
في عام 1990 جاء عبد الرحمن إلى الولايات المتحدة من السودان. وكان منح تأشيرة دخول بعد أن بدا معتدلا، بعد أن أصدر فتوى بوقف العنف الذي كانت تمارسه جماعته، الجماعة الإسلامية في مصر ضد نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
في وقت لاحق، قالت الخارجية الأميركية إنه منح التأشيرة بسبب خطأ في كومبيوتر قوائم الإرهاب الأميركية، وذلك لأنه كان في القائمة في ذلك الوقت. لكن، رغم ذلك، منح إقامة دائمة (بطاقة خضراء) في الولايات المتحدة.
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وافقت على طلب الدخول لأنه كان دعم المجاهدين الأفغان ضد احتلال الروس لأفغانستان خلال ثمانينات القرن الماضي. في حي بروكلين في نيويورك كان عبد الرحمن أبا روحيا لعدد كبير من المهاجرين، وكان بعضهم متطرفين. وواصل هجماته على الحكومة المصرية وأنظمة عربية أخرى.
وارتبط اسمه بقتل الحاخام المتشدد مائير كاهانا في نيويورك عام 1990، وبقتل كاتب مصري مناهض للمتطرفين في مصر عام 1992، وبهجمات على سياح أجانب في مصر في ذلك الوقت.
في عام 1992، ألغت الحكومة الأميركية إقامته الدائمة. وقالت إنه كذب في بيانات التقديم للإقامة عن تهم شيكات من دون أرصدة في مصر، وعن أنه زوج امرأتين. لكن صار واضحا أن تصريحاته والتفاف متطرفين حوله كانت من أسباب سحب إقامته.
وكان يواجه الترحيل عندما انفجرت شاحنة ملغومة في أسفل مركز التجارة العالمي في عام 1993، حيث قتل الانفجار 7 أشخاص، وجرح قرابة مائة شخص.
اعتقل عبد الرحمن، وقدم للمحاكمة في عام 1995، بتهمة تحريض أتباعه. واتهم بالتآمر لشن هجوم إرهابي في الولايات المتحدة، وتنفيذ اغتيالات وتفجيرات في مقر الأمم المتحدة، وفي مبان حكومية في نيويورك، وفي أنفاق وجسور تربط نيويورك بولاية نيوجيرسي المجاورة.
وذكر الاتهام أن عبد الرحمن وأتباعه خططوا «لشن حرب إرهاب في مناطق حضرية ضد الولايات المتحدة». وكان من أهدافه وقف دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وتغيير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
وشملت الاتهامات التآمر لقتل الرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال زيارة إلى الولايات المتحدة عام 1993، ولقتل يهودي كان عضوا في كونغرس ولاية نيويورك. ولقتل قاض يهودي في المحكمة العليا لولاية نيويورك.
وبعد محاكمة استمرت 9 شهور، أدين عبد الرحمن وتسعة من أتباعه في عام 1995، في 48 تهمة من أصل 50 تهمة.
ولم يدل عبد الرحمن بشهادته أمام المحكمة. لكن، في جلسة النطق بالحكم، ألقى كلمة عاطفية ودينية استمرت 90 دقيقة تقريبا، وزعم براءته. لكن أدان الولايات المتحدة. وقال إنها عدوة للإسلام والمسلمين. وفي 2011 قتل أحد أبنائه، أحمد، في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار (درون) على قادة لحركة طالبان في باكستان.
خلال الشهور الأخيرة للرئيس السابق باراك أوباما، ولأن أوباما كان أصدر قرارات بتبرئة عدد من السجناء، نشرت صحف أميركية أن منظمات وأحزابا إسلامية أميركية أرسلت خطابا إلى أوباما لإطلاق سراح عبد الرحمن.
وحسب صحيفة «واشنطن بوست»، أصيب عبد الرحمن بعدة أمراض وهو في السجن. منها: سرطان البنكرياس، والسكري، والروماتيزم، والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا علي كرسي متحرك.
وزارة العدل الأميركية تغلق ملف مؤسس «الجماعة الإسلامية»
وزارة العدل الأميركية تغلق ملف مؤسس «الجماعة الإسلامية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة