عودة 50 عائلة نازحة إلى بلدة تلسقف المسيحية شمال الموصل

عودة 50 عائلة نازحة إلى بلدة تلسقف المسيحية شمال الموصل
TT

عودة 50 عائلة نازحة إلى بلدة تلسقف المسيحية شمال الموصل

عودة 50 عائلة نازحة إلى بلدة تلسقف المسيحية شمال الموصل

لم يمنع انعدام الخدمات الرئيسية في بلدة تلسقف المسيحية في سهل نينوى سكانها من العودة إليها بعد مرور أكثر من عامين ونصف على نزوحهم منها بسبب تنظيم داعش. لكن وبحسب السكان العائدين الذين بلغ عددهم نحو خمسين عائلة، تَحول مشكلة الخدمات وغياب دور الحكومة العراقية في عملية إعادة الحياة إليها من عودة ما تبقى من سكانها النازحين المتواجدين في مدن إقليم كردستان.
ناطق قرياقوس، أحد وجهاء البلدة كان أول العائدين، لكنه واجه الكثير من العقبات الخدمية، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «رغم التحديات التي تواجهنا قررنا العودة إلى بلدتنا. عدت من دهوك إلى تلسقف مع عائلتي وعائلات إخواني وأخواتي، لكن البلدة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة خاصة الخدمات الرئيسية من ماء وكهرباء وخدمات صحية وبلدية».
ويشير قرياقوس إلى أن حجم الضرر الذي تعرض إليه بيته قليل جدا مقارنة بالأضرار التي لحقت ببيت أخته الذي تعرض إلى قصف بقذائف الهاون شنه مسلحو التنظيم على البلدة أثناء المعارك. ويدعو هذا المواطن المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة الاتحادية في بغداد لتقديم الخدمات لتلسقف من أجل عودة من تبقى من سكانها إليها.
واحتل مسلحو تنظيم داعش في 6 أغسطس (آب) 2014 مدينة تلسقف خلال هجوم موسع شنوه على مدن وبلدات سهل نينوى، لكن قوات البيشمركة تمكنت من تحرير البلدة ومناطق أخرى كثيرة من سهل نينوى في 17 من الشهر ذاته، لكن لم يعد إليها سكانها لأنها كانت تبعد عن خط التماس مع مسلحي «داعش» نحو أربعة كيلومترات فقط، وكانت تستهدف من قبل التنظيم بالمدفعية والصواريخ وقذائف الهاون بشكل مستمر. وفي 3 مايو (أيار) 2015 سيطر عليها التنظيم مرة أخرى، لكن قوات البيشمركة تمكنت من استعادة السيطرة عليها في اليوم ذاته. وبحسب إحصائيات غير رسمية كانت تسكن المدينة قبل احتلالها من قبل التنظيم عام 2014 نحو 1300 عائلة هاجرت نصفها إلى خارج العراق وبقي منها أكثر من 600 عائلة ما زالت غالبيتها نازحة في مدن إقليم كردستان.
ويبلغ عدد بيوت البلدة أكثر من 1700 بيت، تعرض نحو 20 بيتا منها إلى التدمير الكامل من قبل مسلحي «داعش» الذين لم يقفوا عند هذا بل وأحرقوا أكثر من خمسين بيتا آخر.
من جهته، يجزم مختار تلسقف، منهل رافائي داود، على أن البلدة أصبحت مؤمنة بالكامل، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لم تعد لدينا أي مخاوف أمنية في تلسقف، لأن المناطق المجاورة لنا حُررت بالكامل». ويؤكد داود أن بغداد لم تلعب حتى الآن أي دور في إعادة تأهيل المناطق المحررة، ويردف بالقول: «دعم الحكومة العراقية منعدم لمناطقنا، فهي لم تقدم لنا حتى الآن أي نوع من الخدمات الرئيسية ولم تمد اليد لإعمار ما دمره التنظيم من بنية تحتية رئيسية في سهل نينوى بشكل عام».
ويطالب الناشط المدني المسيحي غزوان إلياس بدور دولي لإعمار هذه المناطق، ويقول: «عودة سكان تلسقف إليها تعتبر نقلة نوعية، فهي أول بلدة في سهل نينوى يعود إليها سكانها رغم صعوبة العيش إلا أنهم يَتحَدون كل المصاعب ويريدون العيش، وهناك إصرار من قبل سكانها للعودة لذا نطالب المنظمات الدولية المانحة والمجتمع الدولي إلى مد يد العون لإعمارها وإعادة الخدمات إليها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.