«فضيحة» آرسنال في ميونيخ تضع مستقبل فينغر في مهب الريح

انتقادات لاذعة للمدرب الفرنسي... والجماهير واللاعبون السابقون يشتعلون غضبًا... والصحافة البريطانية لم ترحمه

فينغر... حانت ساعة الرحيل (أ.ب) - إحباط لاعبي آرسنال بعد الهزيمة المذلة - سعادة لاعبي بايرن بعد الفوز العريض (أ.ب)
فينغر... حانت ساعة الرحيل (أ.ب) - إحباط لاعبي آرسنال بعد الهزيمة المذلة - سعادة لاعبي بايرن بعد الفوز العريض (أ.ب)
TT

«فضيحة» آرسنال في ميونيخ تضع مستقبل فينغر في مهب الريح

فينغر... حانت ساعة الرحيل (أ.ب) - إحباط لاعبي آرسنال بعد الهزيمة المذلة - سعادة لاعبي بايرن بعد الفوز العريض (أ.ب)
فينغر... حانت ساعة الرحيل (أ.ب) - إحباط لاعبي آرسنال بعد الهزيمة المذلة - سعادة لاعبي بايرن بعد الفوز العريض (أ.ب)

وجه لاعبون سابقون انتقادات لاذعة للمدرب الفرنسي أرسين فينغر، بعد خسارة فريقه آرسنال الإنجليزي المذلة أمام مضيفه بايرن ميونيخ الألماني 1 – 5، في ذهاب دور الستة عشر دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. ولم تكن الصحف الأوروبية أكثر رحمة في تعليقها على الأداء المخيب لـ«مدفعجية» لندن في ميونيخ.
وبعد أيام قليلة من دفاعه عن مدربه السابق، معتبرا أنه «من المبكر» رحيله، قال المدافع السابق مارتن كيون الذي أحرز ألقاب الدوري الثلاثة التي نالها فينغر مع آرسنال، أن المباراة كانت بين «رجال وأولاد». وقال كيون المحلل لشبكة «بي تي سبورت»: «إنها محرجة تقريبا. لقد تفوقوا عليهم». وتابع: «هذه أدنى نقطة له (فينغر). بعد عشرين سنة، يجب أن ينظر أرسين في مستقبله الآن.. هذا هو العام 20 له هنا. قدم أشياء مذهلة للفريق. هذه أسوأ فترة له. هذا يجعل التغيير المحتمل بنهاية الموسم الحالي حتميا في الوقت الراهن». وأضاف المدافع السابق لإنجلترا «أعتقد أنه هو من سيتخذ هذا القرار. هذا القرار يجب أن يتخذ الليلة».
ويتولى فينغر (67 عاما) تدريب آرسنال منذ 1996، وقاده إلى الكثير من الألقاب المحلية أبرزها الدوري الممتاز في 1998، إلا أن عقده مع النادي اللندني ينتهي في الموسم الحالي. ورأى المدافع السابق لي ديكسون أن تصرفات فينغر تغيرت بعد سنوات من التحدي في مواجهة الكثير من الإخفاقات. وقال ديكسون لقناة «اي تي في»: «يبدو في حالة متدنية جدا.. بات مقتنعا باعتقادي أنه مع هذا الفريق لن يحصل على تجاوب منهم».
أما هداف الفريق السابق أيان رايت، فعبر عن غصبه على مواقع التواصل كاتبا: «يا لها من حالة فوضى ***. على الأقل فلننتظر إلى مباراة الرد ***. *** لن أشاهد بعد الآن». وتساءل حارس آرسنال السابق بوب ولسون الذي أحرز لقب الدوري في 1971 عما إذا كانت هذه النتيجة ستضع «أرسين على الهاوية». وقال ولسون للبرنامج الإذاعي «بي بي سي راديو 5 المباشر»: «لن أتفاجا إذا نظر فينغر إلى الأمر وقال كفى».
وإذا لم تحدث معجزة بعد ثلاثة أسابيع، سيكون الموسم السابع على التوالي يقصى آرسنال من دور الستة عشر، والثالث في خمس سنوات أمام بايرن ميونيخ. كما لم يحرز فريق العاصمة لقب الدوري منذ 2004، وعانى لاعبو آرسنال في بداية المباراة وتلقوا هدفا مبكرا من الهولندي أريين روبن، لكنهم عادلوا قبل الاستراحة عبر هدافهم التشيلي ألكسيس سانشيز. ودفع آرسنال ثمن خروج قلب دفاعه الفرنسي لوران كوسيلني مصابا مطلع الشوط الثاني، فتلقى ثلاثة أهداف قاتلة في غضون 10 دقائق، ما حسم النتيجة للفريق البافاري.
وكتبت صحيفة «ديلي مايل»: «ضعيف الشخصية»، فيما وصفت «التايمز» مشوار الفريق في ميونيخ بـ«اليوم الشاق». أما «الصن»، فلجأت كالعادة إلى اللعب على الكلمات، إذ اقترحت أن وقت أرسين قد حان بعد خسارة بايرن «باي باي أرسين». وفي إيطاليا، وصفت «لاغازيتا ديلو سبورت» الخسارة بـ«الصفعة على وجه فينغر».
وفي أول 8 مواسم له مع آرسنال، أحرز فينغر لقب البرمير ليغ 3 مرات والكأس أربع مرات. لكن في المواسم الـ11 التالية، اكتفى بلقبين إضافيين في الكأس، ويحتل راهنا المركز الرابع في الدوري بفارق 10 نقاط عن جاره اللندني تشيلسي المتصدر.
وتمسك فينغر قبل أيام بمهمته، مؤكدا أنه غير مستعد للراحة بعد من تدريبه، على رغم انتقادات المشجعين وتقارير صحافية عن قرب مغادرته بعد انتهاء عقده في نهاية الموسم.
وتأتي هذه الانتقادات في الوقت الذي لم يبحث فيه عن أعذار بعد هزيمة فريقه المذلة بخماسية نظيفة أمام بايرن ميونيخ. ويبدو آرسنال في طريقه لوداع موسمه الأوروبي في الدور الأول لخروج المغلوب للمرة السابعة على التوالي، ويتزايد الضغط على فينغر جراء ذلك. وقال المدرب الفرنسي للصحافيين «لا أبحث عن أعذار. بالطبع هي صدمة أن نخسر بهذه الطريقة. فعلنا كل شيء خطأ والهدف الخامس يوضح ذلك».
وقال فينغر: «في هذه المباريات أنت بحاجة للتركيز لمدة 90 دقيقة. شعرت أن الهدف الثالث كان قاتلا للاعبي فريقي وبعد ذلك لم يكن لنا رد فعل». وردا على سؤال عن مدى تأثير الهزيمة عليه قال فينغر «لا أعتقد أن شعوري الآن هو الأهم.. لكني بالطبع أشعر بالإحباط». وتعافى آرسنال من تأخره بهدف مبكر لينهي الشوط الأول بالتعادل 1 - 1 قبل أن يخرج المدافع لوران كوسيلني بسبب الإصابة في بداية الشوط الثاني. وقال فينغر «من الصعب شرح ما حدث. شعرت أننا حصلنا على فرصتين للتسجيل في الشوط الأول». وأضاف: «شعرت أننا لم نكن محظوظين بالهدف الثاني. الحكم منحنا ركلة ركنية في البداية.. ثم اهتزت شباكنا بالهدف الثاني ثم... خسرنا كوسيلني. وانهار الفريق». تأتي هذه التطورات في الوقت قالت فيه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس دون الكشف عن أي مصادر إن مستقبل سيتقرر في نهاية الموسم الحالي. وأضافت الهيئة أنه لا مجال حاليا لأن يترك فينغر تدريب النادي اللندني بعد هزيمته المدوية 5 - 1 أمام بايرن ميونيخ بطل ألمانيا. وينتهي عقد فينغر الحالي مع آرسنال في نهاية الموسم الحالي ولم يتم بعد تجديد الارتباط بينه وبين النادي. وأضاف تقرير هيئة الإذاعة البريطانية أنه يتوقع أن يتقرر مستقبل المدرب الفرنسي المخضرم مع النادي باتفاق الطرفين.
من جانبه كال كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن ميونيخ المديح لفريقه بعد الفوز الكبير على آرسنال في أفضل أداء للفريق هذا الموسم. واكتسح بايرن منافسه الإنجليزي في الشوط الثاني وسجل ثلاثة أهداف في عشر دقائق قبل أن ينهي المباراة بفارق أربعة أهداف قبل مباراة الإياب المقررة في السابع من مارس (آذار) آذار المقبل. وقال أنشيلوتي الذي يخوض موسمه الأول مع بايرن «لعبنا كرة قدم رائعة. الفوز كان مستحقا. التوازن ظهر وكنا أكثر قوة وسرعة. هذه نتيجة مهمة جدا لنا. هذه نتيجة مهمة لكن ما يزال هناك مباراة في لندن يجب أن نظهر فيها نفس الحماس».
وأضاف: «لكننا سنذهب إلى لندن ونحن نملك نتيجة جيدة». وبدأت الغزارة التهديفية بعد قليل من خروج لوران كوسيلني مدافع آرسنال بسبب الإصابة في بداية الشوط الثاني، حيث تجاوز بايرن الأداء المتواضع محليا. وسيشعر أنشيلوتي ببعض الراحة بعد أن بدأ غضب الجماهير يظهر في الفترة الماضية بسبب افتقار الفريق للقوة الهجومية التي كان عليها في المواسم الماضية. وقال القائد فيليب لام الذي سيغيب عن مباراة الإياب بسبب الإيقاف: «يجب أن نسجل في لندن لكننا في موقف جيد للغاية. من المفترض أن تكون النتيجة كافية للعبور للدور التالي». وأخرج بايرن الفريق الإنجليزي من نفس الدور في ثلاث مناسبات من بينها موسما 2013 و2014 ومن المرجح أن يتكرر الأمر مرة أخرى. وسجل تياغو ألكانتارا هدفين بالإضافة إلى ثلاثة أهداف من أرين روبن وروبرت ليفاندوفسكي والبديل توماس مولر. وقال روبن الذي افتتح التسجيل لبايرن بتسديدة مذهلة في الدقيقة العاشرة: «بدأنا بشكل جيد للغاية. شعرنا أننا حصلنا على مساحة لنلعب بطريقتنا. أشعر بالمفاجأة قليلا من النتيجة لكنها شخصية بايرن. عندما يكون الأمر مهما نقدم أفضل ما لدينا... رغم أننا لم نقدم أفضل ما لدينا هذا الموسم».
وأضاف اللاعب الهولندي: «لا أعتقد أننا تأهلنا بعد لكن عكس ذلك يعني أنه يجب أن نخسر 4 – صفر، وهذا أمر لا يفترض أن يحدث في الواقع».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».