تقرير حقوقي يرصد ارتباك الميليشيات في الحديدة وانتهاكاتها

الجيش ردع هجمات انقلابية في أطراف تعز

مقاتلون من الجيش اليمني يلوحون بعلامة النصر بعد معارك خاضوها بنجاح غرب تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني يلوحون بعلامة النصر بعد معارك خاضوها بنجاح غرب تعز (أ.ف.ب)
TT

تقرير حقوقي يرصد ارتباك الميليشيات في الحديدة وانتهاكاتها

مقاتلون من الجيش اليمني يلوحون بعلامة النصر بعد معارك خاضوها بنجاح غرب تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون من الجيش اليمني يلوحون بعلامة النصر بعد معارك خاضوها بنجاح غرب تعز (أ.ف.ب)

تمكنت قوات الجيش اليمني من إفشال محاولات الميليشيات المتكررة للسيطرة على مواقع الجيش اليمني في الجبهات الشرقية والغربية والشمالية من تعز، وبلغت أشدها في محيط التشريفات والمكلل شرق المدينة، ومنطقة الكدحة في جبهة مقبنة (غربا) بعد معارك عنيفة سقط على إثرها قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات الانقلابية.
وبينما تواصل طائرات التحالف العربي شن غاراتها الجوية على مواقع وأهداف عسكرية تتبع الميليشيات في مناطق متفرقة؛ أعلن الجيش اليمني أن منظومة دفاعه الجوي اعترضت مساء الخميس، صاروخين أطلقتهما ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في منطقة يختل على مدينة المخا، غرب تعز.
وتحضر قوات الجيش اليمني وقيادة التحالف العربي، التي تقودها السعودية، للمرحلة الثانية من عملية «الرمح الذهبي»، وهي تحرير الشريط الساحلي لليمن والتقدم نحو مناطق ومدينة الحديدة الساحلية (غرب اليمن) وذلك بعدما تمكنت قوات الجيش من تحرير الساحل الغربي لتعز ومدينة المخا الساحلية ومينائها الاستراتيجي، وذلك بحسب ما أكدته مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».
في المقابل، ارتكبت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أكثر من 90 انتهاكا في محافظتي حجة والحديدة الساحلية، التابعة لإقليم تهامة، خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال تقرير حقوقي صادر عن فريق الرصد المحلي في محافظة الحديدة، إنه رصد «72 انتهاكا خلال شهر يناير 2017، حيث تمثلت الانتهاكات في الاعتداء على الأشخاص، وبلغت 56 انتهاكا موزعة على 3 حالات قتل بينها طفل، و3 حالات إصابة بينها طفلان، و49 مختطفا بينهم 6 أطفال، وحالة واحدة اعتداء على حريات شخصية نسائية»، لافتا إلى تصاعد الأعمال الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين، وارتباكها إثر الانتصارات المتوالية للجيش.
وأضاف التقرير: «توزعت الاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة وتقويض سلطات الدولة، على 8 انتهاكات بحق الممتلكات العامة، بينها بيع أراض واقتحام بنك، واقتحام 3 مساجد ومدرسة واحدة، وكذلك اقتحام كلية خاصة ومجمع حكومي، واقتحام 5 منازل لقيادات حزبية ومحام واحد وناشط، وحالة واحدة حجز حاويات ومواد غذائية لتجار»، إضافة إلى «حالتي تقويض لسلطات الدولة، حالة طرد مدير بنك من مقر عمله، والحالة الثانية فرض إتاوات ومبالغ مالية».
وفي محافظة حجة، المحاذية للمملكة العربية السعودية، قال تقرير صادر عن ائتلاف المنظمات الحقوقية في محافظة حجة، إن أكثر من 20 انتهاكا ارتكبته ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ضد أبناء المحافظة في شهر يناير الماضي، وتنوعت بين حالات اختطاف ومداهمات للقرى السكنية واقتحام المحلات التجارية ونهب محتوياتها، واعتقال عدد من الشخصيات الاجتماعية وناشطين من شباب الثورة وكوادر أكاديمية وتربوية.
وأضاف التقرير أن الميليشيات الانقلابية «أجبرت مئات الطلاب في المدارس والمعاهد على الخروج إلى الشوارع للتظاهر ضد ما يسمونه العدوان، تحت التهديد بالفصل»، كما استخدمت «القوة وإطلاق الرصاص الحي ضد فعالية احتجاجية نفذها النازحون في مدينة حجة مطالبة بالحقوق».
من جهة أخرى تعقد في مديريات الحديدة وحجة التابعة لإقليم تهامة اجتماعات سرية متتالية هذه الأيام، مع تقدم الجيش، وإعلانه خطة تحرير إقليم تهامة، والتي تعتمد على تطهير ميناء الحديدة، وذلك وفق ما رصده ناشطون اجتماعيون في الإقليم، موضحين أن هذه الاجتماعات تعقد لبحث آلية مواجهة الجيش وكيفية تجنيد سكان المدينة.
وقال عبد الحفيظ الحطامي الناشط الاجتماعي، إنه رصد خلال اليومين الماضيين تحركات واجتماعات سرية للانقلابيين، ويحضرها ممثل مشرف المديرية الملقب «أبو حسيب»، وعناصر تابعة للميليشيات، وقيادات حزب المؤتمر، منهم مطهر أحمد جنيد النور، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في المديرية.
وأضاف أن ما تسرب من هذه الاجتماعات هو الاتفاق على التعاون في دفع الشباب للقتال في صفوف ميليشيات الحوثي والرئيس السابق، وذلك بهدف تعويض النقص البشري، بعد أن شهدت الحديدة ازديادا في عودة جثث قتلى الحوثيين من الجبهات، وهروب مجندين من جبهات ميدي، حرض والساحل الغربي، موضحا أن المجتمعين اتفقوا على عدم إعلان القتلى وحجز جثثهم في مدينة الحديدة أو ترك جثثهم في الجبهات، حتى لا يؤثر ذلك على عملية التجنيد.
وأشار الحطامي إلى أن هذه الاجتماعات شملت عددا من المديريات التابعة لإقليم تهامة، ومنها ما سجل في مديرية المغلاف شمال محافظة الحديدة، والتي شكلت فيها لجنة موالية للانقلابيين تعمل على دعوة الناس إلى الالتحاق بالجبهات والتدريب، ومن لا يرغب في الانضمام للجبهات ودعم الانقلابيين، ستفرض عليه هذه اللجنة مبالغ مالية لعدم التحاقه، أو دفع ما يمتلكه من مواش ومواد غذائية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.