عانى برشلونة بطل النسختين الأخيرتين لبلوغ نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم للموسم الرابع على التوالي بتعادله بصعوبة مع ضيفه أتلتيكو مدريد 1 - 1 على ملعب «كامب نو» في إياب دور الأربعة الذي شهد إشهار 3 بطاقات حمراء وكثيرا من الإنذارات.
وتأهل برشلونة إلى النهائي بفضل فوزه على أتلتيكو ذهابا 2 - 1 الأسبوع الماضي. وتعرض الفريق الكتالوني لضغط كبير في مباراة الإياب التي أنهاها بتسعة لاعبين بعد طرد سيرخيو روبرتو ولويس سواريز لحصولهما على الإنذار الثاني فيما تعرض يانيك كاراسكو لاعب أتلتيكو للطرد لنفس السبب. وكان بمقدور أتلتيكو خطف بطاقة التأهل بعدما لم يحتسب الحكم هدفا صحيحا له سجله الفرنسي أنطوان غريزمان، كما أهدر الفرنسي كيفن غاميرو ركلة جزاء.
وسجل الأوروغوياني لويس سواريز هدف التقدم لبرشلونة في الدقيقة 43 وغاميرو هدف أتلتيكو في الدقيقة 87. وافتقد برشلونة خلال لقاء الإياب مهاجمه البرازيلي نيمار بسبب الإيقاف، فضلا عن مواطنه رافينيا الذي تعرض إلى كسر في الأنف في الدوري أمام أتلتيك بلباو.
وشارك المدافع جيرار بيكيه منذ البداية، كما نزل أندريس إنييستا وسيرخيو بوسكتس في الشوط الثاني بدلا من الكرواتي إيفان راكيتيتش والتركي أردا توران.
وعقب اللقاء اعترف لويس إنريكي، المدير الفني لبرشلونة بأن فريقه عانى لتخطي عقبة أتلتيكو وتأهل إلى النهائي بفضل «مميزاته الخاصة»، ومشيرا إلى أن لاعبيه بحاجة لتحسين مستوى أدائهم.
وقال إنريكي: «لقد مررت بوقت سيئ طوال المباراة حتى في الشوط الأول عندما تقدمنا وفي النهاية أيضا، يجب أن نخضع هذه المباراة للتحليل».
وأضاف: «الفريق كان يعاني والمنافس أيضا، لقد قلت إن نتيجة مباراة الذهاب خادعة وهو ما تبين صحته، أتلتيكو مدريد كان خطيرا منذ البداية والحظ كان حليفنا، حتى لو لم نكن نستحق المرور في مباراة الإياب فنحن نستحق التأهل بشكل عام».
وأرجع إنريكي الأخطاء الكثيرة، التي وقع فيها فريقه إلى التوتر وجدول المباريات المزدحم، مؤكدا في الوقت نفسه أن على فريقه أن يحسن من أدائه فيما تبقى من عمر الموسم.
وأيد إنريكي قرار لاعبه سواريز بالاستئناف، ضد قرار طرده في المباراة، رغم عدم تفاؤله بجدوى هذا الأمر.
وكان لويس سواريز في حالة عدم تصديق عقب طرده وهو ما سيحرمه من خوض النهائي في مايو (أيار) المقبل بعدما لعب دورا كبيرا في وصول فريقه لهذه المرحلة.
وسجل المهاجم الأوروغوياني هدفين من أهداف برشلونة الثلاثة في قبل النهائي، وقد أعرب عن غضبه من إشهار الحكم البطاقة الصفراء الثانية له في الدقيقة الأخيرة.
وقال سواريز بعد طرده للمرة الأولى مع برشلونة منذ انضمامه من ليفربول في 2014: «الإنذار الثاني مثير للضحك... إنها ليست مخالفة من الأصل». وأضاف: «لم أفعل شيئا على الإطلاق. أتمنى أن يتقدم النادي باستئناف. إنه شيء لا يمكن شرحه... والحكم لم يعطني أي تفسير كالعادة لكننا تعودنا على ذلك».
وقال إنريكي: «أنا موافق على أننا يجب أن نستأنف القرار لكن إذا نظرتم للماضي سترون أن الطعون لم تكن أبدا في صالحنا».
وقال إنريكي، ردا على سؤال عن إمكانية التقدم باستئناف ضد قرار الطرد: «أؤيد هذا الإجراء والقيام بكل ما يلزم في هذا الشأن، ولكن إذا رغبت في التنبؤ سترى في النهاية ما يحدث عادة في مثل هذه المواقف».
وأشهر حكم اللقاء البطاقة الصفراء الأولى في وجه سواريز بسبب ارتكابه مخالفة ضد خوان فران، ثم حصل على البطاقة الثانية، المثيرة للجدل، إثر ارتكابه مخالفة جديدة ولكنها كانت ضد كوكي هذه المرة.
وقال روبرت فيرنانديز، رئيس اللجنة الفنية لبرشلونة: «علينا أن نرى المقاطع المصورة أولا حتى نعرف إذا كان بإمكاننا فعل شيء، ولكن أعتقد أن سواريز كان يسعى للاستحواذ على الكرة في الحالتين ولم تكن لديه نية سيئة».
واختتم إنريكي قائلا: «يغضبني كثيرا غياب اللاعبين المهمين عن المباريات النهائية، لأنها مباريات رائعة والمباراة المقبلة ستكون كذلك، ولكن الحكم قدر أن سواريز ارتكب مخالفتين يستحق بموجبهما البطاقة الصفراء، وهي مشكلة يتعين على الفريق التغلب عليها».
يذكر أن برشلونة سيفتقد لمجهودات لاعبه سيرخيو روبرتو في المباراة النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا، بعدما حصل أيضا على إنذارين ومن ثم بطاقة حمراء.
في المقابل أكد الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد أن فريقه خرج من منافسات كأس إسبانيا مرفوع الرأس، وقال: «الفتيان لعبوا بشغف وبروح عالية، خرجنا من البطولة ولكن ستظل رؤوسنا مرفوعة».
وأضاف المدرب الأرجنتيني، قائلا: «كنت أرغب في الوجود في النهائي، ولكن يجب أن أنظر إلى الجانب الإيجابي، هذه المباراة تمثل دافعا لنا».
وأشار سيميوني، الذي أعرب عن رضاه لسيطرة فريقه على مجريات اللعب إلى أنه يأمل في أن يشكل هذا اللقاء دفعة لأتلتيكو خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حتى نهاية منافسات بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
وتابع قائلا: «هذه المباراة والشوط الثاني من مباراة الذهاب يشكلان دافعا كبيرا لنا».
واختتم: «نهنئ برشلونة لأنه تمكن من التعامل مع جميع المواقف بشكل جيد»، في إشارة إلى القرارات التحكيمية المثيرة، التي شهدتها المباراة، والتي تضمنت إشهار البطاقة الحمراء في ثلاث مناسبات واحتساب ركلة جزاء وإلغاء هدف لكل فريق.
ويتفوق برشلونة، حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب الكأس (28)، على أتلتيكو بشكل واضح في الأعوام الأخيرة، إذ خسر أمامه مرتين منذ تولي الأرجنتيني سيميوني تدريبه في 2011، وكان ذلك في ربع نهائي دوري الأبطال (2014 و2016).
ودخل النادي الكاتالوني التاريخ حيث أصبح أول فريق يصل إلى المباراة النهائية أربع مرات متتالية منذ أن حقق سرقسطة الإنجاز ذاته في ستينيات القرن الماضي. وكان برشلونة وصل إلى النهائي في المواسم الثلاثة الماضية، فخسر في 2014 أمام ريال مدريد 1 - 2، وفاز في 2015 على أتلتيك بلباو 3 - 1، وفي 2016 على إشبيلية 2 - صفر بعد وقت إضافي.
ويحمل برشلونة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالكأس برصيد 28 لقبا، علما بأنه فاز باللقب في الموسمين الماضيين، كما حصل الفريق على المركز الثاني 11 مرة من قبل. في المقابل توج أتلتيكو باللقب عشر مرات من قبل وحل في مركز الوصيف تسع مرات.
ويسعى برشلونة إلى تحقيق الثلاثية الثانية في ثلاث سنوات، بعدما توج بطلا للدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا في 2015.
وتقام المباراة النهائية لكأس إسبانيا يوم 27 مايو المقبل على ملعب لم يتم تحديده بعد.
دراما البطاقات الحمراء يعكر تأهل برشلونة لنهائي كأس إسبانيا
سواريز يستأنف ضد قرار طرده... ومدرب أتلتيكو سعيد بأداء لاعبيه رغم الخروج
دراما البطاقات الحمراء يعكر تأهل برشلونة لنهائي كأس إسبانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة