أقدم ممرض يعمل في المستشفى الأوروبي «جورج بومبيدو»، ليلة أول من أمس، على إنهاء حياته بالقفز من الطابق الثامن، في سادس حادث من نوعه في هذا المستشفى الباريسي الشهير الذي صار اسمه مقترنًا بانتحار العاملين فيه لأسباب يعود أغلبها إلى ضغوط المهنة. وكان طبيب متخصص في أمراض القلب قد وضع حدًا لحياته بالطريقة نفسها والمستشفى ذاته، قبل نحو عام.
وفي بيان لها عقب الحادث، أعربت وزيرة الصحة ماريسول تورين عن تأثرها الشديد عند تلقيها الخبر، وأملها بكشف كل الملابسات التي قادت إلى وفاة الممرض. كما وعدت بالتوصل إلى نتائج التحقيق في أقرب فرصة. ومن جهتها، أصدرت النقابة الوطنية للعاملين في التمريض بيانًا تساءلت فيه: «كم شخصًا يتعين أن يموت قبل وضع حد لسوء المعاملة الساري في المستشفى؟».
وأعاد انتحار الممرض الذي وصفه زملاؤه بأنه كان مثاليًا في أداء الواجب، التذكير بسلسلة من الحوادث السابقة المماثلة، آخرها انتحار طبيب القلب جان لوي مينيين (54 عامًا) بإلقاء نفسه من نافذة علوية، أواخر 2015. وذكر المقربون من الطبيب أنه كان يتعرض لضغوط من رؤسائه في العمل. وقد تقدمت زوجته بشكوى قضائية ضد الإدارة بتهمة التحرش المعنوي. وهذه جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي. كما عزز الحادث الشكوك حول ظروف العمل في المستشفى المزود بأحدث الأجهزة العلاجية، نظرًا لوقوع أربع حوادث انتحار، على الأقل، بين صفوف الممرضين خلال الصيف الماضي وحده.
وأشاعت تلك الحوادث جوًا من القلق في أوساط الطاقم العلاجي في مستشفى «جورج بومبيدو»، خصوصًا وأنه يعد من أبرز المراكز العلاجية في فرنسا ولم يمض على افتتاحه سوى سنوات معدودة. وهو ما حدا بوزيرة الصحة، قبل شهرين، إلى وضع خطة لتحسين ظروف معيشة الممرضين، كما جرت في الشهر الماضي تسمية وسيط لسماع شكاواهم. لكن لجنة السلامة المهنية في المستشفى دعت، أمس، إلى إجراء تحقيق شامل تتولاه جهة من خارج المسؤولين في الإدارة. كما طالبت اللجنة باعتبار حالات انتحار الممرضين والطبيب على أنها حوادث عمل. والدليل أنهم أقدموا عليها في موقع العمل وليس في أيام العطلة خارج المستشفى.
سادس حادثة انتحار في أفخم مستشفيات باريس
سادس حادثة انتحار في أفخم مستشفيات باريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة