استهداف قوات أمنية عراقية في بابل والموصل

وزير الشباب العراقي يتعرض لمحاولة اغتيال

جاسم محمد جعفر وزير الشباب العراقي
جاسم محمد جعفر وزير الشباب العراقي
TT

استهداف قوات أمنية عراقية في بابل والموصل

جاسم محمد جعفر وزير الشباب العراقي
جاسم محمد جعفر وزير الشباب العراقي

شهد العراق عمليات مسلحة جديدة تستهدف القوات الأمنية، في وقت تستعد البلاد فيه لانتخابات عامة للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
وقتل ثمانية عراقيين وأصيب عشرون آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش بمحافظة بابل (وسط العراق) أمس، بينما قتل أربعة جنود ومدني في هجومين مسلحين شمال البلاد.
وقال ضابط برتبة نقيب في شرطة الحلة، الواقعة على بعد 95 كيلومترا جنوب بغداد، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «سيارة مفخخة انفجرت عند نقطة سيطرة منطقة النيل (90 كيلومترا جنوب بغداد)، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة من الشرطة، وإصابة 20 شخصا بجروح». وأضاف المصدر أن بين قتلى الشرطة ضابطا برتبة عقيد وآخر برتبة نقيب، من دون أن يكشف عن اسميهما.
وأكد طبيب في مستشفى الحلة حصيلة ضحايا هذا الهجوم، بينما كانت حالة بعض المصابين حرجة.
وفي مدينة الموصل، الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال العراق وتعاني مشاكل أمنية منذ سنوات، قتل أربعة جنود في هجوم شنه مسلحون مجهولون بأسلحة رشاشة استهدف نقطة تفتيش للجيش في قرية عين الجحش، على بعد نحو 40 كيلومترا جنوب الموصل، وفقا لمصدر في الشرطة وموظف في الطب العدلي. كما قتل، بحسب المصادر ذاتها، مدني يعمل نجارا في هجوم مسلح استهدفه في غرب الموصل.
وارتفع عدد ضحايا الانفجار الذي استهدف قرية باي بوخت للشبك في ناحية باشيك - بعشيقة، إلى أكثر من 15 قتيلا و30 جريحا على الأقل.
وأكد مسؤول إعلام الفرع الـ14 للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى سعيد مموزيني لـ«الشرق الأوسط» أن الشيخ صالح كيكاني، رئيس عشيرة الكيكاني وأحد مرشحي الحزب الديمقراطي الكردستاني لانتخابات مجلس النواب العراقي المرتقبة الاسبوع المقبل«هو أحد ضحايا الانفجار».
وأوضح مموزيني أن الشبك في الموصل كانوا وما زالوا مستهدفين من قبل جماعات سماها بـ«الإرهابية والتكفيرية»، مؤكدا أن حصيلة القتلى للشبك وصل حتى الآن ومنذ عام 2003 إلى ما يقارب 1500 صحية للعنف الذي يعصف بالمحافظة. وبيّن مموزيني أن مستشفيات محافظة دهوك «فتحت أبوابها منذ اللحظات الأولى لوقوع الانفجار أمام الجرحى».
ويشكل الشبك نسبة كبيرة من القرى والأقضية المحيطة بمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، ويوجد في هذه المناطق الكثير من المنظمات والأحزاب باسمهم، «فمنهم من يشكك بأصلهم القومي، حيث بعضهم يؤكد على تركمانيته أو عربيته، بالإضافة إلى وجود مجاميع كثيرة تؤكد على أنهم قومية مستقلة لا علاقة لهم بأي من قوميات العراق}.
ومنذ بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي، قتل أكثر من 560 عراقيا في أعمال العنف اليومية بالبلاد، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية. ومنذ نهاية العام الماضي، بات عدد المقتولين في العراق بمعدل ألف شخص شهريا بسبب أعمال عنف بالبلاد، بينما الأرقام في محافظة الأنبار غير معروفة مع سيطرة مسلحين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على الفلوجة ومناطق أخرى من المحافظة الغربية.
وتستعد البلاد لتنظيم انتخابات تشريعية في الثلاثين من شهر أبريل الحالي رغم تواصل أعمال العنف، التي من المتوقع أن تحرم الملايين من الناخبين العراقيين من التصويت في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وديالى. وتشهد العراق بداية عمليات أمنية مشددة بدءا من اليوم لضمان حماية العملية الانتخابية في البلاد.
ومن جهة أخرى أفادت مصادر أمنية عراقية بأن وزير الشباب العراقي جاسم محمد جعفر نجا أمس الخميس من محاولة اغتيال جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في منطقة طوز خرماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين (170 كيلومترا شمال بغداد).
وقالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن عبوة ناسفة انفجرت أمس لدى مرور موكب وزير الشباب العراقي جاسم محمد جعفر (تركماني شيعي) في الطريق إلى طوز خرماتو للقيام بحملة دعائية عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي في الانتخابات العامة البرلمانية التي ستجرى بالعراق 30 أبريل (نيسان) الجاري.
وحسب المصادر، لم يسفر الانفجار عن وقوع إصابات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.