البنتاغون يقدم لترامب خيارات هزيمة «داعش»

التنظيم الإرهابي مني العام الماضي بخسائر غير مسبوقة

البنتاغون يقدم لترامب خيارات هزيمة «داعش»
TT

البنتاغون يقدم لترامب خيارات هزيمة «داعش»

البنتاغون يقدم لترامب خيارات هزيمة «داعش»

بينما غرد في موقع «تويتر»، أمس، الرئيس دونالد ترامب المتوقع بأنه لن ينتظر حتى بداية الأسبوع المقبل، ليبدأ عمله الرسمي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وأنه سيذهب إلى المكتب البيضاوي اليوم (الجمعة) مباشرة بعد نهاية مراسيم تنصيبه، قال الجنرال جو دانفورد، رئيس أركان القوات الأميركية، إن البنتاغون جهز تقريرا ليرفعه إلى الرئيس ترامب، وفيه «خيارات» عن طريقة هزيمة «داعش».
وقال الجنرال لصحافيين أمس، إن التقرير عن «داعش» سيحوي «مناقشة ما نفعله حاليا، ولماذا نفعل ذلك؟ وماذا يمكن أن نفعل غير ذلك؟ ولماذا لم نقم به حتى الآن؟».
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يحوي التقرير إلى ترامب خلفية عن بداية الحملة العسكرية الأميركية ضد «داعش» في أغسطس (آب) عام 2014 بضربات جوية أميركية. ثم تشكيل تحالف دولي صار يشن ضربات جوية مكثفة، بالإضافة إلى تدريب القوات العراقية، وقوات سوريا معادية لـ«داعش». لكن، لا تشترك القوات الأميركية في المعارك البرية «بشكل مباشر».
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن عسكريين انتقدوا، في جلسات خاصة، الرئيس الذاهب باراك أوباما، لأنه «تردد، وأمر باتخاذ خطوات عسكرية صغيرة ضد المتطرفين. وأخضع كل قرار عسكري لمراقبة سياسية دقيقة جدا». وأن عسكريين «اضطروا إلى قضاء وقت أطول لإقناع أوباما من الوقت الذي خصصوه لقيادة قواتهم. وهم يطلبون (في عهد ترامب) مزيدا من الصلاحيات والمرونة لنشر قواتهم، أو معداتهم العسكرية».
وقال واحد من العسكريين، وطلب عدم كشف هويته: «توجد طلبات عالقة حتى اليوم. ونتوقع أن تبدأ الإدارة الأميركية الجديدة دراستها». في بداية هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «يو إس إيه توداي»، قال الجنرال ديفيد غولدفين، قائد السلاح الجوى الأميركي، إن قادة عسكريين «كانوا يريدون الحصول على موافقة (من أوباما) لاستخدام قدرات الهجمات المعلوماتية والوسائل الفضائية للبنتاغون» ضد «داعش». وأضاف الجنرال: «إذن نريد أن نتمتع بقدرة أكبر على الرد، علينا خفض مستوى اتخاذ القرار (من البيت الأبيض)».
في الوقت نفسه، قال تقرير أصدره مركز «آي إتش إس» للصراعات الدولية، إن «داعش» خسر ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها خلال عام 2016، وفقد 18 ألف كيلومتر مربع، وتراجع نطاق سيطرته إلى 60 ألف كيلومتر مربع فقط. وتوقع التقرير استعادة الحكومة العراقية لكل مدينة الموصل بحلول منتصف العام الحالي. لكن، حذر التقرير من صعوبة استعادة مدينة الرقة السورية، عاصمة «داعش».
وقال كولومب ستراك، مدير المركز، إن «(داعش) مني في العام الماضي بخسائر غير مسبوقة في الأراضي، بما في ذلك مناطق رئيسية وحيوية لمشروع الحكم الخاص بها».
لكن، كما قال، نجحت «داعش»، «رغم هذه الخسائر» في استعادة مدينة تدمر الأثرية السورية، «في نفس وقت استعادة النظام السوري السيطرة على حلب». خلال الحملة الانتخابية، وعد ترامب بأن «يقصف حتى الموت» «داعش». وقال إنه وضع «خطة سرية» لهزيمة التنظيم. وإنه سيجمع، بعد دخوله البيت الأبيض كبار جنرالاته، ويمهلهم «30 يوما» لوضع «خطة متكاملة» لهزيمة «داعش».
في الأسبوع الماضي، أكد وزير الدفاع المقبل، جيمس ماتيس، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ، الرغبة في «الإسراع» لهزيمة «داعش». وقال، ردا على سؤال حول الجهود التي يبذلها التحالف الدولي لطرد «داعش» من عاصمتها الرقة، إن الاستراتيجية التي كان يسير عليها أوباما «ستخضع للمراجعة، لجعلها أكثر حيوية، وأكثر طموحا». ولم يستبعد مسؤول عسكري أميركي، طلب عدم نشر هويته، ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، إمكانية إرسال عدد إضافي من الجنود الأميركيين إلى سوريا.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.