«البعث» يؤمن عودة لاجئين سوريين من لبنان إلى بلداتهم في القلمون

350 لاجئا يستعدون للعودة وتسوية أوضاع مطلوبين منهم

سورية تحمل طفلها في مخيم اللاجئين في مدينة عرسال اللبنانية (أ.ف.ب)
سورية تحمل طفلها في مخيم اللاجئين في مدينة عرسال اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

«البعث» يؤمن عودة لاجئين سوريين من لبنان إلى بلداتهم في القلمون

سورية تحمل طفلها في مخيم اللاجئين في مدينة عرسال اللبنانية (أ.ف.ب)
سورية تحمل طفلها في مخيم اللاجئين في مدينة عرسال اللبنانية (أ.ف.ب)

يستعد نحو 350 لاجئا سوريا موجودين حاليا في بلدة عرسال الحدودية شرق لبنان للعودة إلى بلداتهم في منطقة القلمون بريف دمشق بعد أن بسط الجيش السوري سيطرته على مجمل هذه القرى. ويهتم حزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان بتنظيم رحلات العودة وتسوية أوضاع بعض النازحين المطلوبين للسلطات السورية.
وأشار النائب عن الحزب عاصم قانصو إلى أن القافلة الأولى التي ستعود بشكل جماعي إلى بلدة فليطا السورية ستضم 350 شخصا بينهم نحو 70 رجلا، 60 امرأة وأكثرية من الأطفال، موضحا أنهم سيغادرون عرسال خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال قانصو لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نهتم حاليا بتأمين وسائل النقل وترتيب الإجراءات الأمنية بالتنسيق مع السفارة السورية في بيروت كما مع القيادة القطرية للحزب ومحافظ ريف دمشق»، لافتا إلى أن السفارة أجرت مقابلات مع بعض هؤلاء اللاجئين وسوت أوضاع بعض المطلوبين أو الفارين من الجيش السوري.
وأكد قانصو «استعداد حزب البعث» لمساعدة أي سوري يرغب بالعودة إلى بلاده، حتى ولو كان حمل السلاح في وقت سابق، مشيرا إلى أنه يهيئ لأكثر من مصالحة لتأمين عودة أكبر عدد ممكن من اللاجئين إلى سوريا.
وأوضح أن عددا من اللاجئين توجهوا في وقت سابق إلى فليطا لتهيئة الأوضاع لعودة باقي العائلات، لأن هناك عددا من المنازل المدمرة، معربا عن أمله في أن ينجح الحزب في تنظيم رحلات أسبوعية للاجئين سوريين إلى بلداتهم، وأن تبذل وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية جهودا في هذا الإطار.
وكانت نحو 30 عائلة سورية غادرت عرسال في 11 أبريل (نيسان) الحالي عائدة إلى بلداتها في القلمون. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في لبنان مليونا و24 ألفا، وتستقبل عرسال أكثر من 120 ألفا منهم.
وأوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن هناك أعدادا «محدودة» من اللاجئين الموجودين في البلدة غادروا إلى مناطق في القلمون بعد سيطرة النظام السوري على معظمها، نافيا علمه بتنظيم حزب البعث رحلات لإعادة النازحين إلى بلداتهم.
وقال الحجيري لـ«الشرق الأوسط»: «هم هجّروهم، لذلك من واجبهم أن يعيدوهم، ونحن نأمل أن يعود كل اللاجئين إلى سوريا، لأن ذلك سيخفف الكثير من الأعباء عن بلدتنا التي تعد أكبر تجمع للاجئين في المنطقة». وأشار إلى أنه، وفي مقابل ما يسجل من عودة للاجئين إلى سوريا، لا تزال هناك حركة من سوريا باتجاه عرسال، خاصة أن أعدادا كبيرة من النازحين لا يزالون يتمركزون في جرود البلدة وفي المنطقة الحدودية.
وتضم عرسال حاليا ما بين 35 و40 مخيما، بعضها عشوائي وبعضها الآخر منظّم من قبل جمعيات محلية.
ولفت حسن الأحمد (50 عاما)، وهو أحد اللاجئين السوريين في عرسال، إلى أن معظم من عادوا إلى بلداتهم أو من يخططون للعودة «هم من مؤيدي النظام السوري»، مشيرا إلى أنه وعائلته يترددون في العودة خوفا من استهدافهم لأنهم معارضون للنظام. وقال الأحمد لـ«الشرق الأوسط»: «قبل مدة عادت مجموعة من اللاجئين إلى بلدة جراجير واستقرت في إحدى المدارس، لكننا علمنا أن عددا من الشبان اعتقل، مما دفع عددا كبيرا من الذين كانوا يتحضرون للعودة لحسم خيارهم بالبقاء في عرسال».
وأوضحت الناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في بيروت جويل عيد أن هناك وبشكل يومي حركة نزوح من سوريا إلى لبنان تقابلها أيضا حركة من لبنان إلى سوريا، لافتة إلى أن بعض العائلات تدخل إلى الأراضي اللبنانية وحين تدرك الصعوبات التي ستواجهها لتأمين مسكن لائق ومقومات الحياة، تفضل العودة إلى الداخل السوري.
وأشارت عيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المفوضية غير مخولة تنظيم رحلات لإعادة اللاجئين إلى سوريا، وقالت: «لا صلاحيات لنا في هذا المجال، وبالتالي نحن لم نؤمن عودة أي منهم».
وأعلنت الأمم المتحدة أخيرا أنه يوجد «نازح جديد كل دقيقة في لبنان؛ أي 50 ألفا كل شهر»، وتعمل الحكومة اللبنانية حاليا على وضع خطة جديدة للتعاطي مع ملف اللاجئين على أن تعتمد فيها إجراءات حازمة وأكثر تشددا في استقبال المزيد منهم.
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا خلال القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الكويت إلى «تكريس جهد عربي استثنائي ومتكامل»، لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول، بتقاسم أعداد اللاجئين السوريين مع لبنان وتوسيع أطر إيوائهم في مناطق آمنة داخل الأراضي السورية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.