مطاعم ترفع شعار «ادفع ما ترغب» تستخدم الطعام المنتهية صلاحيته

مؤسس المشروع الشيف آدم سميث: أريد أن أطعم العالم

أحد مطاعم «ادفع ما ترغب» - المشروع - وجبات مصنوعة من فاقد الأطعمة - مستودع مؤسسة «ريال جانك فود بروجكت» في مدينة ليدز
أحد مطاعم «ادفع ما ترغب» - المشروع - وجبات مصنوعة من فاقد الأطعمة - مستودع مؤسسة «ريال جانك فود بروجكت» في مدينة ليدز
TT

مطاعم ترفع شعار «ادفع ما ترغب» تستخدم الطعام المنتهية صلاحيته

أحد مطاعم «ادفع ما ترغب» - المشروع - وجبات مصنوعة من فاقد الأطعمة - مستودع مؤسسة «ريال جانك فود بروجكت» في مدينة ليدز
أحد مطاعم «ادفع ما ترغب» - المشروع - وجبات مصنوعة من فاقد الأطعمة - مستودع مؤسسة «ريال جانك فود بروجكت» في مدينة ليدز

في ديسمبر (كانون الأول) 2013 أطلق الطاهي آدم سميث مشروعه «ذا ريال جانك فوود بروجيكت» الذي يهدف إلى الحد من إهدار الطعام سواء من السوبر ماركت، أو المطاعم، أو غيرها من منافذ بيع الأغذية. ويتم جمع الطعام ليتم طهيه وتقديمه وجبات في مطاعم تابعة للمشروع، ويدفع الزبائن الثمن الذي يرونه مناسبا. وبعد ثلاثة أعوام من تلك الخطوة تفرغ سميث للمشروع كليا بعد أن كان رئيسا للطهاة في عدد من المطاعم في بريطانيا وأستراليا، وأصبح يدير شبكة ضخمة من المطاعم والمقاهي التي تقوم على فلسفته البسيطة «لنطعم العالم معا».
في لقاء مع آدم سميث تحدثت معه حول الفكرة التي تعمل على تغيير أنماط بيع واستهلاك الطعام في العالم، وعن الدعم الذي يتلقاه المشروع، سواء من الجمهور أو من الجهات الرسمية، وغيرها من الموضعات التي تفتح الباب لمناقشة قضايا تهم المواطنين في كل مكان في العالم.
في بداية الحديث، يشير سميث إلى أن عدد المقاهي التي تحمل اسم «ادفع ما ترغب» وصل الآن إلى 125 في سبعة بلاد حول العالم، منها جنوب أفريقيا وجنوب كوريا وأميركا وأستراليا، و95 مقهى في المملكة المتحدة.
الفلسفة الأساسية التي ينطلق منها المشروع وسلسلة المطاعم والمقاهي التابعة له، هي أن السوبر ماركت تبالغ في تاريخ صلاحية المنتجات الغذائية، وتتخلص منها وهي صالحة تماما للاستهلاك الآدمي؛ وذلك لتستمر العملية الاستهلاكية ويستمر المواطنون في الشراء. أسأله عن الفرق بين تاريخ الصلاحية وبين علامة أخرى تضعها السوبر ماركت على المنتجات وهي «صالح للاستخدام قبل»، وهي في رأيه تزيد من إرباك المستهلك. يصف تلك التصنيفات التي تلصق على الأطعمة بأنها تهتم «بالشكل الجمالي» للمنتج عوضا عن كونه صالحا للاستهلاك، يضيف «لاحظنا في مجال الصناعات الغذائية أن هناك عددا كبيرا من الأطعمة توضع عليها ملصقات خاطئة، مثل السكر، هناك مستوى من (التضليل والتلاعب) من قبل الشركات والمصانع لتشويش المستهلك بشأن انتهاء صلاحية المنتج لدفعه إلى أن يتخلص من الغذاء وشراء غيره من دون داع». ولكنه أيضا يشير إلى أن الأمر يختلف بالنسبة للحوم والأسماك التي قد تضر المستهلك إذا تم تناولها بعد التاريخ الموضوع عليها.
أعود معه لخطوات العمل، كيف تبدأ العملية؟ يقول ضاربا المثل بأكبر مقهى في المشروع في مدينة ليدز: «في ليدز نقوم بجمع الخضراوات واللحوم وغيرها من الأطعمة من المتاجر أو السوبر ماركت وغيرها من المنافذ، نأخذه لفرزه في مستودع أقمناه لهذا الغرض وبعدها يتم نقل الطعام الذي تم فرزه للمقهى ليتم تحضيره بالطريقة الصحيحة، ثم تجميده إلى أن يتم تقديمه للزبائن». ويشير إلى أن المشروع أقام متجرا لبيع الخضراوات والأطعمة المختلفة أيضا، ويتم الشراء أيضا بالنظام المتبع نفسه في المقاهي والمطاعم بحسب ما يريد المشتري دفعه.
في كلمة ألقاها سميث ضمن محاضرات «تيد» في عام 2015 تطرق إلى أن طريقة «ادفع كما ترغب» لا تعني النقود فقط، بل يمكن لمرتاد المقهى التبرع بغسل الأطباق أو المساهمة في تنظيف المقهى، وأكد أن شخصا أصر على أن يجدد التوصيلات الكهربائية للمقهى تبرعا منه، على الرغم من أنه كان يملك المال لدفع ثمن الوجبة.
الغرض من المشرع في أساسه هو دعم الروح المجتمعية والتوعية، ويبدو من التفاعل الذي قوبل به أن هناك الكثيرين ممن يهتمون بخدمة مجتمعاتهم ويريدون المساهمة في تخفيف معاناة الآخرين.
التساؤل الذي يتبادر للذهن، هو كيفية ضمان سلامة الأطعمة التي تتخلص منها السوبر ماركت وغيرها من المنافذ؟ يجيب: «لدينا هنا طهاه متمرسون وأشخاص على دراية بالصناعات الغذائية، وفي المقاهي التابعة لنا التي لا تضم في فريق عملها متخصصين؛ فالأمر يعتمد على الحاسة الأساسية للإنسان وقدرته على الحكم والتمييز، فإذا كانت لديهم أي تحفظات على الطعام وبخاصة اللحوم والدواجن والأسماك فلن يستخدمونه. ولكن طالما توخيت السلامة في تحضير الطعام، سواء في تخزينه أو طبخه أو إعادة تسخينه بالطريقة السليمة ودرجات الحرارة المناسبة فلن تكون هناك مخاطر».
الدافع وراء المجهودات التي تبذل من فريق المشروع ينطلق من المفارقة بين كميات الأطعمة التي يتم التخلص منها يوميا، وبين الأعداد المتزايدة من المواطنين الذي يعانون عدم القدرة على توفير الغذاء لأنفسهم.
في بداية المشروع، كان سميث وشركاؤه يقومون بإنقاذ الأطعمة من سلال المهملات خارج سلاسل السوبر ماركت الشهيرة التي كانت ترفض أن تتبرع بالأطعمة المنتهية تاريخها، ولكن بعد ثلاثة أعوام وبعد نجاح التجربة وانتشارها، ازداد عدد المتاجر التي تتبرع بفائض الغذاء لديها في نهاية اليوم. من السوبر ماركت مثل «ماركس آند سبنسر» و«مويسون» إلى سلاسل أطعمة سريعة مثل «ناندوز» و«كي إف سي» وغيرها أصبحت المستودعات تستقبل أطعمة متنوعة.
ما موقف الجهات الرسمية التي تراقب معايير السلامة في الغذاء من المشروع؟ يقول سميث إن الأجهزة المعنية بسلامة الغذاء تقوم بزيارة المقاهي بشكل دوري، وتمنحها تقييمات تبعا لسلامة الأطعمة: «نحن منظمة معروفة باستخدامها الأطعمة المنتهية صلاحيتها والجهات المسؤولة على علم بنشاطنا ولم يحاولوا إيقافنا. يعرفون أن لدينا طموحا بأن ننهي إهدار الطعام؛ ولهذا الغرض نقوم بتحدي بعض الإجراءات القانونية الخاطئة. لدينا علاقة حب مختلط بالكراهية مع الجهات المسؤولة، سواء في مجال الأمن الغذائي أو في بعض البلديات».
في فترة تعاني فيها العائلات البريطانية إجراءات التقشف التي فرضتها حكومة المحافظين ازداد عدد بنوك الطعام التي تقدم الطعام للمحتاجين، ولكن البعض يرى أن بنوك الطعام أيضا مقيدة بتواريخ الصلاحية، ومضطرة إلى لتخلص من الأطعمة المنتهية صلاحيتها. أسأل سميث إن كانت المنظمة تتعامل مع بنوك الطعام أيضا، يجيب موضحا أنهم يتعاملون مع بنوك الطعام أيضا في جمع الأطعمة التي يمكن الاستفادة منها، غير أنه يؤكد أنه ضد مبدأ «بنك الطعام». يشرح «لا نشجعهم؛ فالمفهوم كله مؤسف، أن يكون لدينا أكثر من مليون شخص في بريطانيا يضطرون إلى الوقوف في طوابير للحصول على ما هو حق إنساني طبيعي لهم، فهو أمر مخز. أضيفي إلى هذا أن المحتاجين لا يحصلون على ما يريدون من الأطعمة في بنوك الطعام، كأنما يقال لهم «أنتم محتاجون، وهذا ما ستحصلون عليه فقط». عندما يتلف 15 طنا من الأطعمة، ومليون شخص يعانون سوء التغذية؛ فذلك يعني بأن هناك خللا، لماذا يضطر هؤلاء إلى الاصطفاف للحصول على الطعام، بينما يسمح للشركات بإهدار ذلك الكم، يحدث هذا هنا في بريطانيا؟!».
وعلى الرغم من الدور المهم الذي تقوم به المؤسسة، فإنها لا تتلقى دعما ماديا من الجهات المسؤولة، حسب ما يشير سميث: «استطعنا تكوين مورد للدخل من التبرعات».
ورغم ذلك، فالمشروع يستمر في الانتشار: «نستقبل عشرات الاستفسارات يوميا حول المساهمة وتكوين مطاعم تعمل بفلسفتنا نفسها، لكنها مهمة صعبة وتتطلب الكثير من الجهد للتعامل مع الشركات المختلفة». نحاول تمكين المجتمعات، وأن نضع نهاية لإهدار الطعام، وكلما نجحنا قلت الحاجة إلى وجودنا، اعتبر ذلك مؤشرا للنجاح».
أختم حديثي معه بالتساؤل عن أحلامه وخططه للمستقبل، يجيب بجمل أثيرة لديه «أتمنى أن نطعم العالم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.