عباس يفتتح سفارة في الفاتيكان اليوم ويتطلع إلى موقف من البابا حول نقل السفارة الأميركية

الفلسطينيون ينشدون سلامًا عادلاً من مؤتمر باريس

عباس يفتتح سفارة في الفاتيكان اليوم ويتطلع إلى موقف من البابا حول نقل السفارة الأميركية
TT

عباس يفتتح سفارة في الفاتيكان اليوم ويتطلع إلى موقف من البابا حول نقل السفارة الأميركية

عباس يفتتح سفارة في الفاتيكان اليوم ويتطلع إلى موقف من البابا حول نقل السفارة الأميركية

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة: إن الفلسطينيين والعرب جاهزون لسلام عادل يمكن أن يحققه مؤتمر باريس الدولي للسلام المرتقب بعد يومين. وفيما اعتبر أبو ردينة المؤتمر «فرصة مهمة للتأكيد على حل الدولتين، وعدم شرعية الاستيطان، وبخاصة أن المجتمع الدولي بأسره موجود في هذا المؤتمر، بعد قرار مجلس الأمن الدولي المهم، الذي أكد، أيضا، على حل الدولتين وعدم شرعية الاستيطان»، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المؤتمر، وعدّه مجرد خدعة، ولن يكون ملزما.
وأضاف أبو ردينة، في تعقيبه على تصريحات نتنياهو: «المطلوب من المجتمع الدولي هو التأكيد للحكومة الإسرائيلية، على أن رفضها قرارات الشرعية الدولية لن يجلب سوى المزيد من القلاقل، وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم».
وأكد أبو ردينه في بيان، أن السلطة الفلسطينية، جاهزة لسلام عادل يودي إلى الأمن والاستقرار. وقال: «هذا هو الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي، باعتبار القدس خطا أحمر لا يمكن التلاعب بها من أي جهة كانت».
وكان نتنياهو هاجم مؤتمر باريس قائلا: «إنه مؤتمر خاضع للتلاعب...يتلاعب به الفلسطينيون. إنه خدعة فلسطينية برعاية فرنسية؛ لتبني المزيد من المواقف المناهضة لإسرائيل. هذا يدفع السلام إلى الوراء».
وأضاف بالإنجليزية، خلال اجتماع مع وزير خارجية النرويجي، بورغيه برينديه، في إسرائيل: «هذا لن يلزمنا. هذه بقايا الماضي، وهو النزع الأخير للماضي قبل أن يحل المستقبل».
ويفترض أن ينطلق مؤتمر باريس بعد أيام، في 15 الحالي، في محاولة لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويدعم الفلسطينيون بقوة المبادرة الفرنسية، ويأملون أن يفرز المؤتمر لجنة دولية على غرار 5 زائد1 التي وضعت اتفاقا للنووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى.
وأمس، توجه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى الفاتيكان، للمشاركة في افتتاح السفارة الفلسطينية، وبعد ذلك سيتوجه مع آخرين، بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى باريس، التي يصلها الأحد، حيث تبدأ أعمال المؤتمر. ولم يتضح ما إذا كان سيشارك في المؤتمر أم لا، لكنه سيلتقي هولاند في اليوم التالي.
ويفتتح عباس السفارة الفلسطينية في الفاتيكان، بحضور البابا فرانسيس ثم يلتقي رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني.
وقال السفير الفلسطيني لدى الفاتيكان، عيسى قسيسية، إن افتتاح السفارة يعتبر «إنجازا كبيرا للشعب الفلسطيني باعتبار أن قداسة البابا والقاصد الرسولي، قد تبنيا الموقف الأخلاقي والقانوني والسياسي بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967».
وأشار قسيسة، في تصريحات بثتها الوكالة الفلسطينية الرسمية (وفا)، إلى أن افتتاح السفارة جاء نتيجة «مسيرة طويلة من التضحيات الطويلة لشعبنا، وصولا للاتفاقية الشاملة الموقعة بين دولة فلسطين ودولة الفاتيكان، ومن أبرز بنودها، دعم مشروعات الإسكان للشباب الفلسطيني في مدينة القدس».
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي لوكالة «أكي» الإيطالية للأنباء: إن الرئيس الفلسطيني سيثير مع البابا «مسألة خطورة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس». وإن القضية ستثار أمام بابا الفاتيكان، و«نأمل أن يكون له موقف حيال هذا الموضوع، وتصريح يساهم في بعث رسالة قوية إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.