جرى اكتشاف 12 مقبرة أثرية بمنطقة جبل السلسلة غرب النيل بأسوان (جنوب البلاد)، وأعلنت بعثة آثار جامعة ليند السويدية بالتعاون مع وزارة الآثار الكشف، أمس، أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة داخل منطقة جبل السلسلة القريبة من مقابر النبلاء.
بينما قال مصدر أثري إن «البعثة نجحت في الكشف عن مجموعة من المقابر في الجزء الشمالي من الموقع»، مضيفا: أنه تم العثور على كسر الأحجار المنقوشة، من بينها أحجار «التلاتات» وكانت هذه الأحجار تستخدم قطعا لأسقف المقابر والمعابد ولصناعة التماثيل.
وأعلن الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، أمس، أن المقابر المكتشفة يرجع تاريخها لعصر الدولة الحديثة وبخاصة الملكان تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني.
وجبل السلسلة يقع على بعد 65 كم إلى شمال أسوان، حيث يضيق نهر النيل فتصبح كل ضفة جرفا شديد الانحدار، وهناك كانت محاجر لقدماء المصريين استمرت منذ الأسرة الثامنة عشرة، وحتى عصور مصر اليونانية والرومانية.
وأشار عفيفي إلى أنه عُثر داخل هذه المقابر على بقايا هياكل عظمية ورفات حيوانية «نستطيع من خلال دراستها الكشف عن مدى التقدم الطبي والرعاية الصحية خلال تلك الفترة المبكرة من تاريخ مصر؛ الأمر الذي سيقودنا إلى فهم طبيعة المنطقة وأهمية الموقع بشكل كبير».
من جانبه، قال نصر سلامة، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن المقابر المكتشفة استخدم بعضها مدافن للحيوانات، وهي تتكون من غرفة أو غرفتين مع وجود نيش أحيانا، مشيرا إلى أنه تم الكشف داخل بعضها عن أجزاء من توابيت حجرية وفخارية وأخرى من الكارتوناج، إضافة إلى عدد من التمائم والجعارين.
في السياق ذاته، قالت ماريا نلسون، رئيسة البعثة السويدية، إنه من خلال الدراسات الأولية للكم الهائل من الرفات والعظام البشرية التي عثر عليها داخل هذه المقابر، تبين وجود عدد من الأفراد الأصحاء، إضافة إلى وجود أدلة تشير إلى سوء التغذية أحيانا وبعض الإصابات المتعلقة بكسور العظام بسبب زيادة المجهود العضلي، كما ترجح بقايا الهياكل العظمية وجود بعض السلوكيات المتعلقة بالمخاطر المهنية وطبيعة العمل.
وأضافت نلسون، أن البعثة ستقوم بإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة خلال الفترة المقبلة لمعرفة المزيد عن وظيفة تلك المقابر، معربة عن سعادتها بما حققته البعثة من إنجازات خلال مدة العمل بالموقع التي بدأتها في 2012، وكذلك الدعم الكبير الذي تتلقاه من الوزارة لتذليل أي عقبات تحول دون إنجاز عملها على النحو الأمثل.
وأشار المصدر الأثري نفسه إلى أن منطقة السلسة الأثرية تقع ما بين طريقي القاهرة - أسوان الزراعي والصحراوي، إضافة إلى أنها تقع على النيل مباشرة؛ مما يؤهلها لأن تكون محطة مهمة لزيارة الأفواج السياحية من خلال الفنادق العائمة أو الدهبيات أو المراكب الشراعية.
لافتا إلى أن الحكومة المصرية ووزارة الآثار تطوران جبل السلسلة جنوب البلاد، التي تضم معبد حور محب ومقصورات لملوك وأمراء الدولة الحديثة؛ لوضعها على خريطة المزارات الأثرية والسياحية، بهدف فتح الباب أمام إقامة مشروعات خدمات سياحية مختلفة في الجانبين الشرقي والغربي، في ظل توافر الكثير من المقومات الطبيعية والبيئية والتراثية والثقافية، التي يتميز بها أهالي النوبة من مشغولات يدوية وصناعات بيئية؛ مما يساهم في تنشيط الحركة السياحية جنوب مصر، التي تشهد تراجعا شديدا منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011.
اكتشاف 12 مقبرة أثرية في منطقة جبل السلسلة جنوب مصر
تخص «تحتمس الثالث» و«أمنحتب الثاني»... وتحوي توابيت حجرية وفخارية وتمائم
اكتشاف 12 مقبرة أثرية في منطقة جبل السلسلة جنوب مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة