انحنى المفرج عنه من معتقل غوانتانامو، عبد الله الشلبي، مقبلا قدمي والدته في الصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي في الرياض أمس. وقف فأهداها «مسبحة» كانت بيده فور دخوله.
جاء ذلك، بعدما هبطت الطائرة في مدرج المطار عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي. خرج 4 يمنيين قادمين من معتقل غوانتانامو العسكري، بعد أن وافقت السعودية على استقبالهم لأسباب إنسانية.
المعتقل سالم أحمد بن كناد، أشار إلى أنه كان يتواصل مع عائلته عبر الهاتف، ووصف شعوره فور أن التقى عائلته بـ«كأنني ولدت من جديد». أضاف وهو بجانب أشقائه: «أشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد على استضافتهم لنا».
من جانبه، قال المفرج عنه محمد باوزير، إنه نسي الماضي ويفكر في المستقبل الآن فقط، وتابع وهو يمسك بيد أخيه عباس: «أريد تعويض عائلتي عما فات، 15 سنة وأنا بعيد عنهم».
ورفض باوزير الحديث عن أسباب رفضه عرض حكومة الجبل الأسود العام الماضي استضافته، وأردف: «سأحكي الأسباب الحقيقية يومًا، في كتاب سأصدره، مع شكري وتقديري لحكومة الجبل الأسود».
وفي سؤال عن قصة اعتقاله، اعتذر عن الحديث عن الماضي، مقدمًا شكره للحكومة السعودية على رعايتها واهتمامها باليمنيين.
وعن الوضع في معتقل غوانتانامو، وما إذا كان يتابع ما يحدث في بلده اليمن، أوضح باوزير أنهم لا يشاهدون سوى القنوات الحوثية، ولذلك ليس لديه معلومات صحيحة عن الوضع في اليمن.
إلى ذلك قال عباس باوزير، شقيق المفرج عنه محمد باوزير، إن مشاعره مختلطة بين الفرح والحزن في آن واحد، مبينًا أن أخاه اعتقل في أفغانستان قبل نحو 16 عامًا، ونقل بعدها إلى معتقل غوانتانامو.
وأضاف، وهو يصارع الدموع في عينيه قبيل وصول أخيه بدقائق: «لا يسعني في هذه اللحظات إلا شكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، الذين أعادوا لنا البسمة والأمل في لقاء أخينا، لم نكن نتصور هذه اللحظة بهذه السرعة، وخصوصا أن الوضع في اليمن سيئ».
وأشار عباس إلى أن أخاه محمد سبق ورفض العودة إلى اليمن، وكذلك رفض الذهاب إلى الجبل الأسود، لكنه وافق على العودة للسعودية. وتابع: «استقبلنا خبر عودته قبل أسبوع من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وقد أجروا الترتيبات اللازمة لقدومنا».
وبحسب عباس الذي يقطن مدينة الدمام (شرق السعودية) فإن والدته المسنة تعيش في حضرموت باليمن بمنطقة حورة، واصفًا مشاعرها بعدم التصديق عند إبلاغها بعودة محمد من غوانتانامو، وأردف: «كانت سعيدة جدًا وتبكي بشدة، وإن شاء الله نستطيع ترتيب قدومها للمملكة لرؤيته في أقرب وقت».
بدوره، قال أحمد عباس باوزير (14 سنة) وهو ابن أخي المعتقل: «لا يمكنني وصف مشاعري، إنها غريبة، تخيل عمي وله حق عليّ لكنني ولدت وهو في المعتقل ولا أعرفه، سأراه بعد قليل، ومتوتر قليلا».
وعادة ما يخضع العائدون لكشف طبي قبل لقاء عائلاتهم. وكانت السعودية قد وافقت في أبريل (نيسان) الماضي على استقبال 9 يمنيين بموجب اتفاق جرى التفاوض عليه لفترة طويلة بين واشنطن والرياض.
مشاعر العائدين بين الفرح والحزن
مشاعر العائدين بين الفرح والحزن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة