مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

دعاء المتعلمات

النار التي لا تنطفئ، والحرب الضروس التي ليس فيها أية (هدنة) هي: بين امرأتين تزوجهما وجمع بينهما رجل واحد، ساعتها (يا ويله ويا سواد ليله).
وإليكم مثلين؛ الأول موغل بالقدم، والثاني (فِرِش أو طازه)، ما زالت بطلتاه حيتين رقطاوين ترزقان، وإليكم القديم الموثق: عن الإمام (الشافعي) - رضي الله عنه - أنه قال: (تزوج رجل امرأة جديدة على امرأة قديمة، فكانت الجديدة تمر على بيت القديمة، وتقول:
وما تستوي الرجلان رجل صحيحة
وأخرى رمى فيها الزمان فشلت
ثم تعود وتقول:
وما يستوي الثوبان ثوب به البلى
وثوب بأيدي البائعين جديد
فما كان من القديمة إلا أن تمر بدورها على باب الجديدة، وتقول:
نقل فؤادك ما استطعت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدًا لأول منزل
وإليكم فاصلاً آخر من (الردح) المعاصر بين زوجتين متعلمتين؛ الأولى مدرسة لغة عربية، والأخرى مدرسة رياضيات، دعت الأولى على زوجها وضرتها هذا الدعاء (الأكاديمي) الفصيح العجيب:
اللهم اصرفه عنها، وامنعني من الصرف، اللهم اجعلها مفردًا واجعلني معه جمعًا، اللهم إن جمعته بها فليكن جمع تكسير، وإن جمعتني به فجمع سالم، اللهم اجعلها من أخوات كان، واجعلني من أخوات صار، اللهم اجعله مكسورًا عندها منصوبًا عندي، اللهم اجعل معاملتها بالشدة والجزم، واجعل معاملتي بالضم والسكون، اللهم اجعله عندها ظرفًا واجعله عندي حالاً، اللهم اجعله عندي مبتدأ، واجعله عندها خبرًا، اللهم اجعله عندي فاعلاً، واجعله عندها مفعولاً به، اللهم اجعله عندي مرفوعًا، واجعله عندها مجرورًا، اللهم اجعله عندي معربًا، واجعله عندها لا محل له من الإعراب، اللهم اجعله عندي جمع مذكر سالمًا، واجعله عندها فعلاً ماضيًا ناقصًا، اللهم اجعله عندي فعلاً صحيحًا، واجعله عندها فعلاً معتلاً، اللهم اجعله عندي ضميرًا متصلاً، واجعله عندها ضميرًا منفصلاً.
كبيرة يا أم ضمة وفتحة وكسرة، فأجابتها ضرتها أستاذة الرياضيات قائلة:
اللهم اجعل دعاءها دائرة تدور عليها، اللهم غيره 180 درجة، اللهم اجمعني معه واطرحها عنه، اللهم اجعل حياتي معه جمعًا وقسمة ونصيبًا، واجعل حياته معها ضربًا وطرحًا، اللهم اجعله قاسمًا مشتركًا أعظم في حياتي، واجعله عنصرًا محايدًا للجمع في حياتها، اللهم اجعله مستقيمًا عندي، واجعله عندها شبه منحرف.
وما إن سمع زوجهما هذا الدعاء الذي يزلزل الأركان، حتى قبض طرف ثوبه (وهج) طلبًا للسلامة، وبعد أن اطمأن على حاله، طلقهما دفعة واحدة (بالثلاث الحارمات)، وما إن ذكر لي خطوته الموفقة تلك، حتى شددت على يده مهنئًا، وأدخلته معنا في نادي (الصيعيه).