«الداخلية» اليمنية تؤكد مقتل 55 في غارات.. بينهم ثلاثة من قادة {القاعدة}

مصدر أمني: المتطرفون كانوا يخططون لاعتداءات ضد منشآت حيوية وعسكرية وأمنية ومصالح أجنبية

«الداخلية» اليمنية تؤكد مقتل 55 في غارات.. بينهم ثلاثة من قادة {القاعدة}
TT

«الداخلية» اليمنية تؤكد مقتل 55 في غارات.. بينهم ثلاثة من قادة {القاعدة}

«الداخلية» اليمنية تؤكد مقتل 55 في غارات.. بينهم ثلاثة من قادة {القاعدة}

أكدت وزارة الداخلية اليمنية أمس أن سلسلة الغارات التي استهدفت معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن، أول من أمس، أوقعت 55 قتيلا بينهم ثلاثة من القادة المحليين للتنظيم.
وتأتي هذه الغارات التي تشنها طائرات من دون طيار (درون) في إطار عملية عسكرية واسعة تقوم بها الولايات المتحدة مع السلطات اليمنية منذ السبت وأوقعت عشرات القتلى في صفوف «القاعدة». وقال مسؤول يمني كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هذه العملية غير المسبوقة تأتي إثر ورود معلومات عن إعداد «القاعدة» لاعتداءات ضد منشآت حيوية وعسكرية وأمنية وضد مصالح أجنبية في اليمن».
وجاء أيضا على موقع وزارة الداخلية أن القادة المحليين الثلاثة لـ«القاعدة» هم محمد سالم المشيبي وفواز حسين المحراك وصالح سعيد المحراك، مشيرا إلى أن «من بين قتلى (القاعدة) عناصر إرهابية من جنسيات عربية وأجنبية». وأشار مسؤول إلى أن «العملية كبيرة ومستمرة لتعقب الجماعة في شبوة وأبين والبيضاء» في جنوب ووسط البلاد. ومنذ السبت، نفذت طائرات من دون طيار، هي أميركية على الأرجح، ثلاث ضربات ضد عناصر مفترضة من «القاعدة» في مناطق تعد من أبرز معاقل التنظيم المتطرف في جنوب ووسط البلاد. وقتل ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة بينهم قيادي في الضربة الثالثة التي نفذتها طائرة دون طيار ليل الأحد / الاثنين في جنوب اليمن بحسب ما أفاد به مسؤول محلي يمني.
من جهة أخرى أفادت وزارة الداخلية اليمنية مساء أول من أمس بأن الأجهزة الأمنية أوقفت عشرة أشخاص في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة يشتبه بانتمائهم إلى «القاعدة».
وأوردت الوزارة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أن الموقوفين العشرة ضبطوا عند نقطة تفتيش وجميعهم قادمون من حي البرقا بمدينة عدن. وأضافت أنهم كانوا ينوون الالتحاق بتجمعات «القاعدة» في بلدتي ميفعة وعزان في محافظة شبوة.
في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري أن طائرات ميغ 29 يمنية شاركت في قصف معسكر لـ«القاعدة» في منطقة جبلية في جبال الكور الفاصلة بين محافظتي أبين وشبوة في جنوب البلاد. وكانت منظمات حقوقية وجهت انتقادات إلى الغارات التي تنفذها طائرات من دون طيار في اليمن بسبب الخسائر المدنية التي تتسبب بها.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دعا مواطنيه في مارس (آذار) إلى تفهم الحاجة لاستمرار الضربات التي تنفذها طائرات أميركية من دون طيار ضد تنظيم القاعدة، وذلك على الرغم من اتخاذ البرلمان اليمني قرارا بمنع هذه الضربات.
وقال هادي إن الضربات تهدف إلى «الحد من تحركات تنظيم القاعدة ونشاطه، وقد ساهمت بشكل كبير في ذلك رغم الأخطاء المحدودة التي حدثت والتي نأسف لها».
من جهة ثانية قتل ثلاثة جنود ومسلح في اشتباكات اندلعت في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت أمس بين قوات الجيش ومسلحين محليين.
وذكرت مصادر أمنية أن مسلحين مطلوبين أمنيا على ذمة قضايا جنائية أقدموا على قطع الشوارع وإغلاق المدارس ونشر الفوضى وعلى أثرها تدخلت قوات الجيش، غير أن المسلحين أطلقوا النار على الجنود مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».