الحريري يتبنى ترشح جعجع للرئاسة اللبنانية

حزب الله لم يحسم موقفه بعد.. واستبعاد التوافق في جلسة الانتخاب الأولى

فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل بالبرلمان اللبناني لدى لقائه وفدا من حزب «القوات» في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل بالبرلمان اللبناني لدى لقائه وفدا من حزب «القوات» في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري يتبنى ترشح جعجع للرئاسة اللبنانية

فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل بالبرلمان اللبناني لدى لقائه وفدا من حزب «القوات» في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل بالبرلمان اللبناني لدى لقائه وفدا من حزب «القوات» في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)

تتجه الأنظار في لبنان إلى جلسة الانتخابات الرئاسية الأولى المقرر عقدها غدا (الأربعاء)، رغم أن نتائج هذه الجلسة شبه محسومة لجهة عدم انتخاب رئيس، مما سيؤدي إلى تحديد جلسة ثانية قبل 25 مايو (أيار) المقبل، موعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان.
وحتمية عقد البرلمان جلسة ثانية، تعود لأسباب عدة؛ أهمها عدم التوافق بين الأفرقاء السياسيين، وإمكانية عدم اكتمال نصاب الجلسة المحدد بثلثي عدد النواب أي 86 نائبا من أصل 128، أو تصويت عدد منهم بورقة بيضاء.
وينص الدستور على أن الرئيس ينتخب بالاقتراع بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ولا تتطلب دورات الاقتراع التالية أكثر من الغالبية المطلقة، أي 65 نائبا.
وعلى الرغم من أن أسماء عدة يجري تداولها بوصفهم مرشحين لهذا المنصب من قبل فريقي «8» و«14 آذار»، فإنه يبقى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الوحيد الذي أعلن ترشحه لغاية الآن، وبات التوافق عليه من قبل فريق «14 آذار»، شبه محسوم، بعدما كان هناك توجه لإعلان ترشح رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، أيضا، علما بأن الدستور اللبناني لا يلزم الترشح الرسمي ويحق للنواب أن يقترعوا لأي شخص يمتلك مؤهلات منصب الرئاسة.
وعقد لقاء أمس بين وفد من «تيار المستقبل» وآخر من «القوات اللبنانية»، وأكد النائب في كتلة «القوات» أنطوان زهرا لـ«الشرق الأوسط» أن «المباحثات إيجابية لجهة تبني فريق (14 آذار) ترشيح جعجع»، متوقعا أن يعلن عن الموقف النهائي خلال الساعات القليلة المقبلة. وأشار في الوقت عينه إلى «عدم وضوح الصورة لدى الفريق الآخر (8 آذار)، الأمر الذي يرفع من أسهم احتمال تحديد جلسة انتخاب أخرى».
وكان جعجع كشف أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري سيعلن رسميا دعمه وتصويته له لمنصب الرئاسة قبل جلسة البرلمان. وهذا ما أكده النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت بعد لقائه وفد «القوات» أمس، قائلا: «أبدينا دعمنا وتأييدنا الكامل لترشيح جعجع للرئاسة، وبرنامجه يصب في دعم قوى (14 آذار)».
وكان جعجع قد تلقى مساء الأحد، اتصال تهنئة بعيد الفصح من الحريري، قال له فيه: «هذا الاتصال الأول بمرشحنا لرئاسة الجمهورية».
أما فريق «8 آذار» فلم يحدد لغاية الآن الاسم الذي يدعمه رسميا، وكذلك حضوره الجلسة أو عدمه، باستثناء كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي بات حضورها مؤكدا، فيما يتريث حزب الله في إعلان موقفه. وكان قد أعلن أبرز مرشحي قوى «8 آذار»، النائب ميشال عون أنه لن يترشح في مواجهة جعجع، مما رجح احتمال تبني «8 آذار» مرشحا آخر في الجلسة الأولى، ليعود ويطرح اسم عون في الجلسة أو الدورة الثانية.
وبين فريقي «14» و«8 آذار»، يبقى الوسطيون وكتلة «جبهة النضال الوطني» التي يرأسها النائب وليد جنبلاط المؤلفة من ثمانية نواب، وهي التي، وككل استحقاق، ترجح إحدى كفتي الميزان، لكن لغاية الآن، اكتفى جنبلاط بالتأكيد خلال لقائه النائبة في كتلة القوات اللبنانية ستريدا جعجع، بأنه سيكون حاضرا في جلسة الأربعاء، قائلا: «سنعلن عن موقفنا النهائي في ما يخص الترشيحات الرئاسية، ونأمل انعقاد الجلسة بنصاب كامل، ولتأخذ الديمقراطية مجراها».
وقالت جعجع، التي كانت لها جولة أمس على عدد من المرجعيات السياسية: «توافقنا وجبهة النضال الوطني على أن نحضر جلسة الأربعاء ونمارس كنواب دورنا الدستوري»، ولفتت إلى أن «هناك دائما تواصلا وتجاوبا بيننا على الرغم من أن للجبهة توجهها ولنا توجهنا»، فيما أشارت بعد لقائها رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في الصيفي، إلى التوافق «على أن (14 آذار) ستبقى موحدة، وسنواجه الانتخابات بمرشح واحد»، وعدّت أن «النواب الذين لا يؤمنون النصاب يعرقلون هذا الاستحقاق الدستوري».
من جهته، أوضح عضو «كتلة المستقبل» النائب محمد الحجار أن «موقفنا في تيار المستقبل من الاستحقاق الرئاسي يتحرك بين حدين؛ الأول أن يكون مرشحنا من ضمن فريق (14 آذار)، والثاني أن تكون هناك انتخابات رئاسية، بمعنى ألا يحل الفراغ في الموقع الرئاسي الأول في البلاد».
وأعلن في حديث تلفزيوني أنه «سيكون هناك توجه لدى تيار المستقبل، وسيعبر عنه في الساعات المقبلة، لتبني ترشيح جعجع، وكذلك ستتوالى المواقف من القوى الأخرى في (14 آذار) تحضيرا لانتخابات الرئاسة».
في المقابل، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، أن «من حق شعبنا وممثليه أن يختاروا الرئيس الذي يحفظ إنجازات المقاومة ويصون وحدة اللبنانيين ويحافظ على السيادة الوطنية والاستقلال»، فيما عدّ وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، المحسوب على حزب الله، أن استحقاق الانتخابات الرئاسية مهم جدا، مشيرا إلى أن «دور رئيس الجمهورية يكمن في حماية الوحدة الوطنية والحرص على تطبيق الدستور وعدم المس بالثوابت وحفظ مناعة الوطن». ورأى في كلمة له في احتفال بالجنوب، أن «الموقع الرئاسي لا يكون إلا لمن يملك تاريخا مشرفا ووطنيا، ويملك موقفا واضحا تجاه عدو هذا البلد، ويحفظ مقومات القوة فيه التي تتمثل في معادلة: الشعب والجيش والمقاومة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.