وزير يمني: إنقاذ بلادنا بإنهاء الانقلاب

1.5 مليون طفل في سن التعليم خارج المدارس

طفلة تحمل لوحة إرشادات طبية وزعتها منظمة الأممة المتحدة للطفولة بمختلف أرجاء اليمن (اليونيسيف)
طفلة تحمل لوحة إرشادات طبية وزعتها منظمة الأممة المتحدة للطفولة بمختلف أرجاء اليمن (اليونيسيف)
TT

وزير يمني: إنقاذ بلادنا بإنهاء الانقلاب

طفلة تحمل لوحة إرشادات طبية وزعتها منظمة الأممة المتحدة للطفولة بمختلف أرجاء اليمن (اليونيسيف)
طفلة تحمل لوحة إرشادات طبية وزعتها منظمة الأممة المتحدة للطفولة بمختلف أرجاء اليمن (اليونيسيف)

حذر وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ياسر الرعيني، من استمرار فرض سياسات التدمير والتجويع والتشريد والتهجير الذي تمارسه الميليشيات الانقلابية على الشعب اليمني.
وشدد الوزير اليمني على أن «إنقاذ اليمن من هذه الكوارث المحدقة يتمثل في إنهاء الانقلاب كليًا وإزالة كل ما ترتب عليه من آثار إما بالتزام الانقلاب بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتنفيذ القرار اﻷممي 2216. أو فرض ذلك بالقوة وتحت البند السابع بما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وبسط سيطرة الشرعية على كل التراب الوطني، ومن ثم استئناف العملية السياسية وفق مخرجات الحوار الوطني والمرجعيات المتفق عليها».
وأكد الرعيني لـ«الشرق الأوسط» أن المعاناة التي يتكبدها المجتمع اليمني تتفاقم يومًا بعد آخر، وتنذر بكوارث إنسانية لا تُحمد عقباها، مشيرا إلى أن ما خلفه الانقلاب من جروح دامية في قلوب اليمنيين يتطلب الكثير من الجهد والمزيد من الوقت لمعالجة آثاره الكارثية وإعادة الأمور إلى نصابها، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود لإنهاء الانقلاب وما ترتب عليه، لإمكانية معالجة الأوضاع الإنسانية التي بلغت حدًا لا يطاق.
وأوضح الوزير اليمني أن أكثر من 20 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، منهم قرابة 10 ملايين طفل. وتطرق إلى تقارير حديثة صادرة عن الأمم المتحدة، والتي كشفت حاجة 19 مليون مواطن يمني، على الأقل، لمياه صالحة للشرب بشكل منتظم ولخدمات الإصحاح البيئي والنظافة العامة، فيما يحتاج 14 مليون مواطن، على الأقل، لخدمات الرعاية الصحية الأساسية، في ظل خروج نحو 54 في المائة من المرافق الصحية عن الخدمة، إضافة إلى مؤشر خطير آخر يتمثل في تزايد عدد السكان تحت خط الفقر بأكثر من نصف السكان.
كما حذر الوزير الرعيني، من خطورة تنامي ظاهرة سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال، الذي يعاني منه ما يزيد عن 462 ألف طفل يمني، والذي ارتفع بنسبة 200 في المائة مقارنة بعام 2014، فيما يعاني 1.7 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد المتوسط. وهو ما اعتبرته منظمة «اليونيسيف» أرقاما كارثية، هذا عوضا عن وفاة طفل واحد على الأقل كل 10 دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها كالإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي.
وتحدث وزير الدولة اليمني، عن انعدام الأمن الغذائي وما خلفه الانقلاب من ضحايا نزوح وتشرد وتهجير، مؤكدا أن تقارير الأمم المتحدة في هذا الجانب تبين أن 14.4 مليون من المواطنين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و3.1 مليون شخص نزحوا من مدنهم وقراهم بسبب الصراع، نصفهم من الأطفال، إضافة إلى أن أكثر من 1.3 مليون طفل معرضون لخطر التهابات الجهاز التنفسي الحاد، و2.5 مليون طفل عرضة لخطر الإصابة بأمراض الإسهال، و2.6 مليون طفل تحت سن 1 5 عامًا معرضون لخطر مرض الحصبة.
وقال الوزير الرعيني إن هذه الإحصائيات تخفي وراءها أرقاما مضاعفة، وفقًا لمؤشرات بعض الدراسات الإحصائية الميدانية في بعض مناطق الجمهورية، الأمر الذي يعكس خطورتها ومآلات إهمالها السيئة والكارثية على المجتمع اليمني. وبخصوص التعليم، أكد الرعيني، استهداف الميليشيات لهذا القطاع وتركيزهم الكلي عليه من خلال حصر امتيازات التعليم في إطار أسر سلالية معينة أو من خلال مخططاتهم لتغيير مضمون المناهج بما يتفق مع فكرهم الرجعي الكهنوتي، وطمس القيم والمبادئ الوطنية التي قضت على نظام حكم الأئمة المستبد في ثورة الـ26 من سبتمبر 1962.
وذكر الوزير اليمني بأن نحو 350 ألف طالب وطالبة حرموا من التعليم العام الماضي جراء إغلاق 780 مدرسة، بعضها دمر إما بشكل كامل أو جزئي، فيما مليون و500 ألف طفل في سن التعليم خارج المدارس، مشيرًا إلى زيادة تسرب الطلاب والطالبات من المدارس منذ بداية الانقلاب.
وحول أزمة الرواتب، قال الوزير في حكومة بن دغر إن الميليشيات حرمت أكثر من مليون ومائتي ألف موظف حكومي من رواتبهم. علاوة على ما ألحقه الانقلابيون من دمار شامل بالقطاع الاقتصادي، ونهب خزينة الدولة من خلال التصرف بالموارد العامة، وإيقاف مخصصات الطلاب المبتعثين والذين تعمل الحكومة الشرعية على معالجة أوضاعهم واستمرار دفع مستحقاتهم، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة في المجال الإغاثي والتنسيق مع الدول والمنظمات الداعمة إلا أنها لا ترقى إلى مستوى التغطية لكافة المتطلبات نتيجة لحجم الدمار المهول الذي خلفه الانقلاب ولا يزال مستمرًا في مساره التدميري والتخريبي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.