قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن إنتاج البلاد من الخام بلغ أمس الاثنين 622 ألف برميل يوميًا بارتفاع طفيف عن المستويات التي سجلها قبل أن يوافق فصيل مسلح على إعادة تشغيل خطوط أنابيب رئيسية في غرب ليبيا في 14 ديسمبر (كانون الأول) بعد إغلاق استمر عامين.
وبلغ إنتاج ليبيا قبل الاتفاق نحو 600 ألف برميل يوميًا ليرتفع إلى المثلين منذ سبتمبر (أيلول). وقالت المؤسسة إنها قد تضيف 175 ألف برميل يوميا أخرى إلى الإنتاج خلال شهر، و270 ألف برميل يوميًا خلال ثلاثة أشهر بعد إعادة فتح خطوط الأنابيب الممتدة من حقلي الشرارة والفيل.
ولا يزال الإنتاج يقل كثيرًا من مستواه قبل انتفاضة 2011 حينما كانت ليبيا تنتج ما يزيد على 1.6 مليون برميل يوميًا. وليبيا إحدى دولتين عضوين بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) جرى إعفاؤهما من اتفاق خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه في الآونة الأخيرة. وأحجم مسؤول من المؤسسة عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل بخصوص استئناف الإنتاج من حقلي الشرارة والفيل.
ومثلت عودة صادرات النفط الليبي، الشرارة الأولى لوضع اقتصاد طرابلس على سلم العودة لعصر الرفاهية، مدعومًا باسترداد المؤسسة الليبية للاستثمار نحو 127 مليون دولار من مؤسسات مالية عالمية، بعد تقاضي لعدة لسنوات. ومنذ أواخر عام 2014، عادت ليبيا مؤخرًا، لتصدير أول شحنة نفط متجهة إلى إيطاليا من ميناء رأس لانوف، في حين كانت تتجهز شحنة ثانية للتحميل.
وتزيد أجوكو - التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط العاملة في شرق ليبيا - إنتاجها منذ أن سيطرت قوات موالية للقائد خليفة حفتر على مرافئ النفط التي كانت محاصرة في وقت سابق من الشهر الماضي، وأعلنت المؤسسة أنها ستعيد فتح تلك المرافئ للتصدير.
وتبلغ الطاقة الإجمالية لموانئ (رأس لانوف والزويتينة والسدرة والبريقة) نحو 800 ألف برميل يوميًا، على الرغم من أن رأس لانوف والسدرة تضررا جراء اشتباكات، كما ظل ميناء البريقة يعمل بأقل من طاقته القصوى.
وتسعى المؤسسة الوطنية للنفط للوصول إلى الإنتاج إلى مليون برميل يوميًا قريبًا، لكنها تقول إنها تحتاج لتمويل لعملياتها التشغيلية، وإلى إعادة فتح خطوط الأنابيب المتوقفة في غرب البلاد. وتلقت المؤسسة الوطنية للنفط نحو 310 ملايين دينار ليبي (220 مليون دولار) من حكومة الوفاق الوطني، كما حصلت على تعهدات بتلقيها 300 مليون دينار أخرى.
وتسببت الصراعات في ليبيا بخسائر قدرها 100 مليار دولار في ثلاث سنوات، بحسب رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله. على صعيد متصل، استردت المؤسسة الليبية للاستثمار نحو 127 مليون دولار من مؤسسات مالية عالمية نتيجة تقاضي لعدة أعوام.
وهناك عدة نزاعات بين المؤسسة الليبية للاستثمار وشركات غربية، ومن بينها مطالبات بقيمة 3.3 مليار دولار ضد بنكي الاستثمار غولدمان ساكس وسوسيتيه جنرال تنظر أمام محاكم في لندن.
وقال سليمان الشحومي، الخبير الاقتصادي ومؤسس سوق المال الليبية، لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الجميع تعلم الدرس أن الوضع الاقتصادي المنهار ستكون تكلفته قاسية جدًا، ولابد من المضي قدمًا على درب التحسن الاقتصادي، فالشارع الليبي يضغط بقوة لإيجاد حل، والبداية قد تكون عبر الحل الاقتصادي في ظل تعثر الحل السياسي».
إنتاج ليبيا من النفط يصل إلى 622 ألف برميل يوميًا
تستهدف نحو مليون برميل خلال ثلاثة أشهر
إنتاج ليبيا من النفط يصل إلى 622 ألف برميل يوميًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة