انفراجة في الأزمة السياسية بالكونغو بعد التوصل لاتفاق مع كابيلا

بعد مقتل 40 شخصًا واعتقال 460 في مظاهرات

انفراجة في الأزمة السياسية بالكونغو بعد التوصل لاتفاق مع كابيلا
TT

انفراجة في الأزمة السياسية بالكونغو بعد التوصل لاتفاق مع كابيلا

انفراجة في الأزمة السياسية بالكونغو بعد التوصل لاتفاق مع كابيلا

قال قادة معارضون في الكونغو أمس إن سياسيين توصلوا من حيث المبدأ إلى اتفاق يترك بموجبه الرئيس جوزيف كابيلا منصبه بنهاية 2017، معلنين بذلك عن انفراجة غير متوقعة بعد أن لقي العشرات حتفهم في احتجاجات مناهضة للحكومة هذا الأسبوع.
وفي حال احترام الاتفاق فسيكون ذلك إنجازا مهما للكنيسة الكاثوليكية التي تتوسط في المحادثات في محاولة لمنع البلد الأفريقي من العودة إلى سنوات الفوضى والحرب الأهلية.
وضغط البابا فرنسيس على كابيلا وعلى المعارضة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة في الكونغو.
وقال مارتن فايولو وجوزيه اندوندو، وهما من زعماء المعارضة، لوكالة «رويترز» للأنباء إن مسودة الاتفاق تنص في المقابل على أنه لا يمكن تعديل الدستور للسماح بترشح كابيلا لفترة رئاسية ثالثة، وتعيين رئيس وزراء من كتلة المعارضة الرئيسية، وأن يشرف الزعيم المعارض ايتيان تشيسكيدي على تنفيذ الاتفاق.
وقال فايولو إن «كابيلا سيبقى لعام واحد ولن يحاول الترشح لفترة رئاسية جديدة». غير أن كابيلا نفسه لم يعلق بشيء حتى الآن، ولم توقع الأحزاب الاتفاق الذي يتطلب موافقة نهائية من جميع الأطراف المشاركة في المحادثات. وتقدم كبار رجال الكنيسة باقتراح عقد هذه المحادثات في محاولة أخيرة لمنع العنف من الخروج عن السيطرة بعد أسبوع دموي شهد مقتل معارضين، واشتباكات دموية بين عدة ميليشيات عرقية في أرجاء البلاد.
وقال رئيس مجلس حقوق الإنسان أمس إن قوات الأمن الكونغولية قتلت 40 شخصا على الأقل، واعتقلت 460 في مظاهرات هذا الأسبوع.
وانتهت ولاية كابيلا يوم الثلاثاء، لكنه ظل في المنصب بعد تأجيل انتخابات رئاسية كانت مقررة الشهر الماضي إلى أبريل (نيسان) 2018 على الأقل. وامتنع كابيلا عن التعهد علانية بعدم تغيير الدستور لتمديد فترة ولايته.
وقال نشطاء محليون إن سلطات الكونغو قامت بتمشيط مدينة لوبومباشي، واعتقلت عشرات الأشخاص بعد احتجاجات دموية ضد الرئيس جوزيف كابيلا. فيما قدر جين بيير موتيبا، وهو ناشط محلي، عدد المقبوض عليهم منذ احتجاجات يوم الثلاثاء بنحو 400 شخص.
وقتل 40 شخصا على الأقل واعتقل 460 آخرون خلال الأسبوع الفائت خلال مظاهرات احتجاج في عدة مدن على بقاء الرئيس جوزيف كابيلا في السلطة. وقالت الأمم المتحدة في بيان إنه على مدى أسبوع سجل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الكونغو الديمقراطية مقتل 40 مدنيا على الأقل في كينشاسا ولوبومباشي وبوما ومتادي، بعد أن احتجوا على رفض كابيلا الاستقالة في نهاية ولايته الرسمية في 19 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وأضافت ليز تروسل، المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، للصحافيين أن 107 أشخاص أصيبوا أو تعرضوا لسوء المعاملة، وأن 460 على الأقل تم توقيفهم.
من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في بيان إن «هذه الأرقام المرتفعة تكشف أن مختلف قوات الشرطة والدفاع والأمن لا تعير ما يكفي من الاهتمام لضرورة ممارسة نوع من ضبط النفس خلال المظاهرات»، موضحا أن «الجنود لا يشاركون فقط في عمليات فرض النظام وإنما كل القوات المشاركة مسلحة تسليحا شديدا ويستخدمون الذخيرة الحية».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.