مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

المرأة (الناقة)

تحول جميع سكان قرية إسبانية إلى مليونيرات بين ليلة وضحاها بعد وفاة أحد الأثرياء، الذي أوصى بجزء من تركته لأهل قريته.
وكان الملياردير الإسباني أنتونيو فيرنانديز (99 عامًا) قد أوصى قبل وفاته في أغسطس (آب) الماضي بمنح جميع سكان قريته (سيرنالزبيل كونداو) التي ولد فيها، البالغ عدد سكانها 80 شخصًا مبلغ 210 ملايين دولار أميركي تقريبًا.
وبلغ ما حصل عليه كل فرد من أفراد القرية بعد تقسيم المبلغ نحو (2.5) مليون دولار.
وفوجئ أهالي القرية بوصية فيرنانديز، الذي هاجر إلى المكسيك فقيرًا معدمًا عام 1943 عندما كان يبلغ من العمر 32 عامًا.
واستطاع بعد هجرته أن يحقق نجاحًا كبيرًا في إدارة إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج المشروبات الكحولية والتي لاقت قبولاً واسعًا في الولايات المتحدة والمكسيك، وتجاوزت مبيعاتها السنوية (693) مليون دولار.
ولم يكتفِ فيرنانديز بذلك بل أوصى ببناء مركز ثقافي جديد، إلى جانب مؤسسة تنموية غير ربحية لخدمة أهالي القرية - انتهى.
ولم أكتشف أني (حسود) إلاّ بعد أن قرأت هذا الخبر.
***
الأستاذ (داود الشريّان)، استضاف من ضمن من استضاف في برنامجه الناجح (الثامنة)، مفسر الأحلام اللوذعي (إبراهيم الرويس) الذي أتى بكلام تشيب له رؤوس الولدان، واضطر المقدم إلى مقاطعته لبعض ادعاءاته الخرافية التي هي أكبر من الجبال، فما كان من الرويس إلا أن يحتدم غضبًا، ويقول له: (والله) لو أنني رقيتك لسوف أجد فيك جنيّا، فقابل تهديده ذاك بالتبسم والصمت.
ولا أدري هل صمته وتبسمه ناتج عن تهكم، أم عن خوف؟!
عمومًا أنا شخصيًا لا أستبعد لو أنه رقى داود لوجد فيه حتمًا أكثر من جنيّ، لأن شخصه مهيأ، وقابل لأن يكون بيتًا للجن والعفاريت الحضاريين الذين لا يقبلون الضيم.
(المطب) أو الإشكال الذي وقع فيه الرويس أنه حلف وأقسم بالله، فهل يثبت لنا ذلك، أم تكون لديه الشجاعة لأن يكفر عن حلفه لو كان كاذبًا؟!
***
مرت امرأة على رجل وهو جالس مع كلبه.
فسألته من باب التحرش، هل أنت تعلمه الخيانة، أم أنه هو الذي يعلمك الوفاء؟!
فرفع رأسه متطلعًا بوجهها وقال لها: توكلي على الله، أو أفكه عليك ويعلمك (سباق الهجن).
والهجن لمن لا يعرفها هي النياق أو الجمال - فتخيل عزيزي القارئ امرأة تشبه (الناقة) بأطرافها وسناميها ورقبتها وبراطمها وهي ترثع خائفة وهاربة من كلب يطاردها محاولاً نهش مؤخرتها.