ترامب يأمل بعلاقات أفضل مع بكين

عين حاكم أيوا سفيرا فيها ويدافع عن تشكيلة فريقه الحكومي المقبل

الرئيس المنتخب خلال جولته في دي موين (أيوا) (أ.ف.ب)
الرئيس المنتخب خلال جولته في دي موين (أيوا) (أ.ف.ب)
TT

ترامب يأمل بعلاقات أفضل مع بكين

الرئيس المنتخب خلال جولته في دي موين (أيوا) (أ.ف.ب)
الرئيس المنتخب خلال جولته في دي موين (أيوا) (أ.ف.ب)

اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن العلاقة مع الصين قوية وتنافسية وتنطوي على الاحترام المتبادل، لكنه قال: إنها يجب أن تتحسن. ولهذا فإن الرجل الذي رشحه ليعمل سفيرا للولايات المتحدة في بكين «سيقود الطريق نحو تحسين العلاقة بين البلدين»، مضيفا أن حاكم أيوا، تيري برانستاد، تولى قيادة ست بعثات تجارية إلى الصين «ويعرف كيفية تحقيق النتائج». وتوقع ترامب أن تستفيد الصين من العلاقة الجديدة وكذلك الولايات المتحدة مشيرا إلى أن تيري «سيمهد الطريق». وقال الرئيس المنتخب، كما أوردت الوكالة الألمانية مقتطفات من تصريحاته أمس، إن «الصين لم تسر على المنهج الصحيح» مشيرا إلى سرقات الملكية الفكرية والضرائب غير العادلة والإغراق كقضايا أساسية أثرت سلبا على الولايات المتحدة. وأثنى ترامب على برانستاد الذي عمل حاكما لأيوا لمدة 23 عاما، وشكر الناخبين في الولاية الذين أبدوا دعمهم له.
ويتمتع برانستاد، 70 عاما، بعلاقات طويلة الأمد مع الصين من منطلق الصادرات الزراعية الرئيسية لولايته إلى الصين. وكان قد التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ أول مرة عندما زار شي الولايات المتحدة كمسؤول صغير إبان ثمانينات القرن الماضي.
ودافع الرئيس الأميركي المنتخب عن تشكيلة فريقه الحكومي المقبل بعد تعيين شخصيتين من المحافظين على رأس وزارتي العمل والبيئة، ما يثير انتقادات من قبل النقابات والمدافعين عن الاحتباس الحراري. وقال الرئيس المنتخب الخامس والأربعون للولايات المتحدة «نقوم بتشكيل واحدة من أفضل الحكومات في تاريخ بلدنا». وكان ترامب يتحدث في مهرجان في دي موين بولاية أيوا المحطة الثالثة من جولة يقوم بها في البلاد لشكر ناخبيه بعد شهر تماما على فوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
والرئيس المعين للوكالة الأميركية لحماية البيئة سكوت برويت هو وزير العدل الجمهوري لولاية أوكلاهوما وبطل محافظ في المعركة ضد القواعد التنظيمية للبيئة التي فرضتها الوكالة التي سيديرها. وبرويت الذي يؤكد دعمه قطاع الطاقات الأحفورية، خاض معركة قضائية باسم أوكلاهوما ومع ولايات أخرى ضد إدارة الرئيس باراك أوباما لإلغاء قواعد تنظيمية تهدف إلى خفض انبعاثات الغاز المسببة للاحترار لمحطات الكهرباء التي تعمل على الفحم. ويفترض أن تنقل القضية إلى المحكمة العليا.
وقال ترامب خلال المهرجان الذي استمر نحو 45 دقيقة: «سنضع حدا لتدخل الوكالة الأميركية لحماية البيئة في حياتنا». ووعد بهواء وماء نظيفين رافضا إرث أوباما في مكافحة التغير المناخي.
وصرح الرئيس الجمهوري المنتخب أن «القواعد ستتقلص إلى أعشار ما هي عليه الآن والبيئة ستتمتع بحماية أفضل».
وقال مايكل برغر مدير مركز سابين سنتر حول المناخ في جامعة كولومبيا، في تصريحات للوكالة الفرنسية، إن برويت وعد «بإلغاء القواعد الفيدرالية وكل ما أنجزته إدارة أوباما على جبهة تغير المناخ». ووعد مايكل برون الذي يتولى إدارة «منظمة سييرا كلاب» غير الحكومية التي يبلغ عدد أعضائها 2.4 مليون شخص «إذا حاول ترامب التراجع في مكافحة التغير المناخي وحماية البيئة، فسنحاربه في المحاكم وفي الشارع وفي الكونغرس».
وأكد السيناتور بيرني ساندرز أن برويت «لا يقول: إنه لا يؤمن بالتغير المناخي فحسب» بل يريد «جعل البلاد أكثر اعتمادا» على الطاقات الأحفورية. وصدرت عن ترامب إشارات متضاربة حول قضية المناخ وغيرها. فقد هاجم في حملته الجهود الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري. لكن بعد انتخابه بدا أنه عدل موقفه وقال: إنه «سيبقى منفتحا» في هذا الشأن. وقد استقبل في نيويورك نائب الرئيس الأسبق آل غور والممثل ليوناردو دي كابريو المعروفين بدفاعهما الشديد عن البيئة. وإلى جانب تعيين برويت، يخشى المدافعون عن البيئة أن يعين ترامب في إدارته رئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية العملاقة اكسون - موبيل ريكس تيلرسون.
اختار دونالد ترامب الخميس أيضا اندرو بازدر (66 عاما) وزيرا للعمل. ومثل تعيين برويت، ينبغي أن يصادق مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون على هذا التعيين.
بازدر مليونير يرأس مجموعة مطاعم الوجبات السريعة «سي كي إي» التي تملك خصوصا شبكتي «كارلز جونيور» و«هارديز». وقد عارض بشكل واضح أي رفع للحد الأدنى للأجور ويؤيد عملية أتمتة لخفض نفقات الأجور. وقالت رئيسة الاتحاد الدولي لموظفي قطاع الخدمات ماري كاي هنري إن «بازدر أثبت أنه لا يدعم العمال».
ومن جانب آخر قال مسؤولون أميركيون مطلعون إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يتلقى في المتوسط ملخصا بمعلومات المخابرات مرة أسبوعيا وهو ما يقل كثيرا عن معظم من سبقوه من رؤساء. وعلى الرغم من أنه أمر غير ملزم فإن الرؤساء المنتخبين فيما سبق كانوا يرحبون بالفرصة لتلقي الملخص اليومي الذي يطلع عليه الرئيس وهو الوثيقة الأعلى سرية في الحكومة بانتظام. ولم يتضح بعد لماذا قرر ترامب ألا يحصل على الملخصات بمعلومات المخابرات التي يحصل عليها الرئيس باراك أوباما بمعدل أكبر.
وقال مسؤول في فريق الرئيس المنتخب المشرف على عملية الانتقال: إن ترامب يتلقى ملخصات عن الأمن القومي بما في ذلك الملخصات الرئاسية اليومية لكنه امتنع عن تحديد محتواها أو معدلها قائلا: إن هذه أمور سرية.
وقال أحد المسؤولين، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية، إن ترامب طلب ملخصا واحدا على الأقل وربما أكثر من أجهزة المخابرات عن موضوعات بعينها. وامتنع المصدر عن تحديد الموضوعات التي يهتم بها الرئيس المنتخب لكنه قال: إنها لم تشمل حتى الآن روسيا أو إيران.
وأثار تعامل ترامب مع ملخصات معلومات المخابرات انتقادات من النائب آدم شيف أكبر عضو ديمقراطي في لجنة المخابرات بمجلس النواب. وقال: «إنه أمر مثير للقلق أن يكون لدى الرئيس المنتخب وقت للقاءات الجماهيرية ولا يكون لديه وقت للاطلاع على معلومات المخابرات».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».