قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، إن بلاده تسير على نهج ناجح لمواجهة تحدي الإرهاب، وأشار إلى أن نجاح تونس في انتقالها الديمقراطي يخدم مصالح بلاده وأيضا مصالح الأوروبيين، منوها بالقيم والمصالح المشتركة التي تربط الجانبين. وجاءت تصريحات السبسي من بروكسل التي أجرى فيها محادثات مع مسؤولين في المؤسسات الاتحادية، وألقى كلمة أمام أعضاء البرلمان الأوروبي، بمناسبة مرور 40 عاما على توقيع أول اتفاق للتعاون بين الطرفين.
من جانبه، دعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز إلى عودة السياح الأوروبيين إلى تونس، وطالب الدول الأعضاء والمؤسسات الأوروبية بتبني استراتيجيات اقتصادية مبنية على الثقة، مع التركيز على مساعدة قطاع السياحة في تونس، وأن تذهب الاستثمارات لمساعدة الشباب المثقف والفاعل في تونس.
وألقى الرئيس السبسي أمس كلمة أمام البرلمان الأوروبي، ركز فيها على ضرورة وضع مخطط مارشال أوروبي لدعم بلاده، مستعرضًا المصالح والقيم المشتركة التي تربط الطرفين، وأبرز في كلمته أن نجاح تونس في انتقالها الديمقراطي يخدم مصلحة بلاده ومصلحة الأوروبيين على حد سواء، مشيرا إلى أن هذا النجاح سيفضي إلى جوار مستقر بالضفة الجنوبية للاتحاد الأوروبي.
وفي سياق متصل شدد قائد السبسي على أن تونس في الواجهة الأمامية لمقاومة الإرهاب، مبرزا أن نجاحها في هذه المهمة سيخدم ضرورة الأمن الأوروبي، وقال في هذا الصدد «إن تونس تتطلع لكم بوجه جديد ونحو آفاق جديدة»، مؤكدًا أن وجود علاقة استراتيجية قوية بين أوروبا وتونس «سيتيح لنا مواجهة التحديات التي نواجهها معا».
كما أوضح الرئيس السبسي أن تونس تواجه تحديات كبيرة، أبرزها الإرهاب والتخلف، بيد أنه أعرب عن تفاؤله بأن بلاده ستخرج من هذا الوضع الصعب، وشدد على أن قضايا الأمن والهجرة تشكل مصدر قلق كبير للسلطات، ولذلك تستدعي تعاون الجميع للخروج بنهج مشترك إزاء هذه القضايا، معربا عن خالص شكره وتقديره لدعم البرلمان الأوروبي لتعزيز المسار الديمقراطي في تونس.
من جانبه، دعا رئيس البرلمان الأوروبي الدول ومواطني أوروبا إلى العودة للقيام برحلات سياحية إلى تونس، خلال حديثه في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، عقداه عقب جولة من المباحثات الثنائية، مشيرا إلى أنه بحث مع السبسي وضع السياحة في تونس، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد، وأوضح أن الهدف كان تخريب قطاع السياحة وتخويف السياح.
واعتبر شولتز أن «الرد على ما يسعى الإرهابيون إلى تكريسه هو عدم الرضوخ للخوف. ولن نكون أقل أمنًا في تونس من أي عاصمة أوروبية أخرى، فعلى بعد 500 متر من هنا حدث هجوم إرهابي»، في إشارة للهجمات الإرهابية التي استهدفت بروكسل في مارس (آذار) الماضي، وحذر في ذات السياق رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي من مغبة الوقوع في فخ الإرهابيين والرضوخ لما يريدون، فهم يهدفون إلى «تخريب قطاع السياحة في تونس، وبالتالي زيادة عدد العاطلين عن العمل والمحبطين، الذين يسهل وقوعهم، وهم في هذه الحالة، في براثن التطرف والعنف»، حسب تعبيره.
وبينما شدد شولتز على أن رسالته هي ضرورة مساعدة العاملين في مجال القطاع السياحي في تونس على الاستمرار في أعمالهم واستثماراتهم، وناشد دول ومؤسسات الاتحاد الأوروبي تبني استراتيجيات اقتصادية مبنية على الثقة، عبر الرئيس التونسي عن ثقته بقدرة عناصر الجيش والشرطة والأمن في تونس على تحمل مسؤولياتهم، مشددًا على الجهود التي بذلتها حكومته من أجل الوصول بهم إلى المستوى المطلوب لحماية البلاد ومواجهة التهديد الإرهابي. ولكنه أردف أن محاربة الإرهاب لا تتعلق بالجيش والسلاح فقط، فـ«هي قضية ثقافة وسياسة ونحن نسير في نهج ناجح للنهوض بهذا التحدي»، على حد تعبيره.
وأجرى السبسي لقاءات ثنائية مع عدد من المسؤولين الأوروبيين خلال زيارته لبروكسل، التي تتزامن مع الذكرى الأربعين لتوقيع أول اتفاق تعاون بين الجانبين.
الرئيس التونسي من بروكسل: بلادنا تتبع نهجاً ناجحاً في محاربة الإرهاب
أكد أن نجاح بلاده في انتقالها الديمقراطي يخدم مصالح الأوروبيين أيضا
الرئيس التونسي من بروكسل: بلادنا تتبع نهجاً ناجحاً في محاربة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة