في أول ظهور له مع الفريق الأول بفريق فاستيراس السويدي عام 2010 عندما كان عمره لا يتعدى 16 عاما وفاز بنتيجة 3 - صفر على بي كي فورورد السويدي، فورا أدرك نادي الدرجة الثالثة السويدي أن بيدهم جوهرة. ولعب المدافع دورا كبيرا في ترقيتهم ذلك الموسم، لكن سرعان ما ضربت بعض القوى الكروية في أوروبا طوقا حول المدينة الصغيرة التي تبعد نحو 90 دقيقة شمال غربي ستوكهولم.
في عام 2012، وقع نادي بنفيكا، الذي يحتل المرتبة السادسة والعشرين بين أغنى أندية العالم، عقدا مع الفتى الصغير بمقابل رمزي لا يعتدي 60.000 يورو، بالإضافة إلى بعض الامتيازات الأخرى التي تضمنتها بنود العقد. استقر لينديلوف في ناديه الجديد واستطاع لفت الأنظار إلى الفريق الاحتياطي لبنفيكا قبل أن يشق طريقه بقوة للفريق الأول العام الماضي. وصف اللاعب انتقاله لذلك النادي بـ«الحلم»، لكن بالنسبة لناديه السابق، تحول الأمر إلى ما يشبه الكابوس.
ما حدث بعد ذلك هو أن بنفيكا أخل بأحد البنود المالية الإضافية بالعقد بعدم سداده مبلغ 250.000 يورو إضافية نص عليها العقد بعد مشاركة اللاعب أساسيا لعشر مباريات في الدوري العام وبدوري أبطال أوروبا، وهو ما حدث بالفعل حيث كانت المشاركة العاشرة في أبريل (نيسان) الماضي.
ونتيجة لذلك، تقدم فاستيراس بشكوى رسمية للجنة شؤون اللاعبين بالفيفا لم يبت فيها حتى الآن. ويجادل بطل الدوري البرتغالي بدعوى أن العقد يعتبر منتهيا بعدما وقع لينديلوف عقدا جديدا عام 2015 بعد وصوله للفريق الأول، في حين يصر نادي فاستيراس أن المبلغ المتفق عليه حق أصيل له وأنهم مصرون على مقاضاة النادي أمام القضاء في حال لم تحسم الفيفا الأمر. هناك قضية أخرى أيضا وهي أنه في حال صدور حكم في صالح بنفيكا، فقد يتسبب ذلك في سيل من الدعاوى نتيجة لعقود مشابهة وقعت في السابق بين أندية كبيرة وأخرى صغيرة وانتهت بالنهاية نفسها.
فبحسب إفادة لارس نيلسون، محامي نادي فاستيراس، لصحيفة «الغارديان»: «تلك القضية ليست قانونية فحسب، بل أخلاقية مرتبطة بالمبادئ. فمن المحزن أن نرى ناديا صغيرا يعتمد على تلك الأموال كي يستمر، لكن هذا ما يحدث عندما يجد ناد صغير نفسه في مواجهة أكبر أندية أوروبا». وتوقع نيسلون أن يكون حكم الفيفا في صالح فاستيراس، حتى وإن استغرقت لجنة شؤون اللاعبين بعض الوقت في النظر في الشكوى. وأفاد بأنه أرسل المستندات التي تدعم موقفه إلى الفيفا منذ أربعة أسابيع، لكن حتى وقت قريب لم ترد أي مخاطبات بهذا الشأن لنادي بنفيكا.
قال نيلسون: «أشعر بخيبة أمل، فحتى الآن لم ترسل الفيفا شكوانا إلى بنفيكا للرد رغم أنها وعدت أن تفعل ذلك خلال وقت قصير، لكن يبدو أن تحديد الوقت يختلف من شخص لآخر. لكن من المعتاد أن يطلبوا من الشاكي الانتظار لمدة 20 يوما، لكن تلك الفترة قد تطول لو أن بنفيكا لديه سبب مشروع لتعطيل القضية». غير أنه لم يحدث أي تواصل بين بنفيكا وفاستيراس منذ رفض الأول سداد مبلغ 250.000 يورو المذكور وتأكيده على أنه لن يدفع هذا المبلغ بأي حال من الأحوال. وصرح المتحدث باسم فاستيراس بأن ناديه «طالب بوضوح وبشكل قاطع نادي بنفيكا بسداد المستحقات المالية للاعب بدءا من 18 يوليو (تموز) 2012»، مضيفا: «تنص المادة السادسة من العقد الموقع بين الناديين على أن اللاعب فيكتور نيلسون وممثله القانوني قد أبرما عقدا مع نادي إس إل بنفيكا ساري المفعول بدءا من 18 يوليو 2012 حتى 30 يونيو (حزيران) 2015». ومن جانبه، يجادل بنفيكا بأنه ما دام أن لينديلوف قد وقع عقدا جديدا فإن العقد الأصلي بين الناديين يعتبر لاغيا.
وأفادت كريستينا لينفر، نائب رئيس نادي فاستيراس، أن ناديها يحظى بدعم الاتحاد السويدي لكرة القدم الذي اعتمد صفقة انتقال اللاعب عندما أبرمت منذ نحو خمس سنوات، مؤكدة رغبتها في حل القضية بسرعة. أضافت كريستينا: «أخشى أن يستغرق اتخاذ القرار عاما أو عامين، فذلك سيكون سيئا جدا لنا لأننا ناد صغير وفي حاجة إلى هذا المال. في الواقع، كان من الأحرى بهم أن يسددوا من دون أن نطلب ذلك، لكن عندما أرسلنا لهم الفاتورة أفادوا بأنهم يرفضون السداد بزعم أن العقد لم يعد ساريا. لكن بعدما تحدثنا مع كثير من المحاميين والخبراء تأكدنا من صحة موقفنا».
في الحقيقة، سوف يساعد هذا المبلغ في سداد الديون المستحقة على نادي فاستيراس، إذ إن التمويل المادي بات عقبة أساسية في سبيل ترقيهم للدرجة الأعلى، حيث تنص القوانين في السويد على أن النادي الذي يعجز عن إثبات وجود أرباح في أرصدته المالية الحديثة لن يجرى تصعيده في هرم المسابقة. ويحتل النادي المركز السادس الموسم الحالي بدوري القسم الثالث «ديفيجن وان نورا» بعدما هبط من القسم الأعلى «سوبرتان» الموسم الماضي.
وعلى الجانب الآخر، فقد أظهرت الحسابات البنكية لنادي بنفيكا أنه يمتلك 126 مليون يورو، مما يجعله في المركز 26 عالميا، وفق تصنيف مؤسسة ديولايت. ويمتلك بطل الدوري البرتغالي 35 مرة نحو نصف مليار يورو في شكل أصول، ويتقاضى كثير من لاعبيه الحاليين أجورا شهرية تتخطى إجمالي رأس المال السنوي لنادي فاستيراس والذي يبلغ 660.000 يورو.
أضافت لينفر: «نحن ناد صغير، وسداد ديوننا أمر مهم، إذ إنه يتحتم علينا أن نكون في وضع مالي معقول لنصعد السلم في أقسام الدوري السويدي. فلن نستخدم هذا المال في شراء لاعبين جدد، لكن في موازنة أرصدتنا». قد يستجد مزيد من التعقيدات في حال قرر بنفيكا بيع لينديلوف في المستقبل لأن العقد الأساسي تضمن بندا آخر ينص على أنه يحق لفاستيراس الحصول على نسبة عند بيع اللاعب مرة أخرى. ففي يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، كان اللاعب قريبا من الانضمام إلى نادي ميدلسبرة الإنجليزي، لكن الصفقة تعطلت رغم اتفاق الطرفين عليها. ومن غير الواضح ما إذا كان هناك طريق ما لحل قضية فاستيراس.
واللاعب مرتبط بعقد مع نادي العاصمة لشبونة حتى نهاية موسم 2019-2020، وقد ارتفعت قيمته السوقية بدرجة كبيرة بعد أن ثبت أقدامه في دفاع النادي الذي يدربه روي فيتوريا، وفي عام 2016 بات اللاعب دعامة أساسية في المنتخب الذي يدربه جين أندرسون. ممثلو لينديلوف رفضوا الاستجابة عندما طالبتهم «الغارديان» بالتعليق على المشكلة.
في كرة القدم.. الأندية الكبيرة تبتلع الصغيرة
بنفيكا البرتغالي «الغني» يرفض سداد 250 ألف يورو منصوص عليها في عقد ضم لاعب من فاستيراس السويدي «الفقير»
في كرة القدم.. الأندية الكبيرة تبتلع الصغيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة