اعتمد رؤساء الدول والحكومات والوزراء ورؤساء الوفود المشاركون في مؤتمر المناخ «كوب 22»، «إعلان مراكش للعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة»، الذي اعتبروه إعلانا عن الانتقال «نحو مرحلة جديدة من التنفيذ، والعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة».
وساد جو من الحماس والتفاؤل حفل تقديم «إعلان مراكش من أجل العمل» مساء أول من أمس، ولم يفت كثير من المشاركين الإشارة إلى أن اختصار اسم الإعلان باللغة الإنجليزية «Marrakech Action Proclamation» يحيل على كلمة MAP، التي تعني الخريطة.
وعبر كثير من المشاركين عن تفاؤلهم بهذا الإعلان، معتبرين إياه بمثابة الخريطة التي ترسم الطريق أمام جميع أعضاء المؤتمر للانطلاق في العمل، والمضي قدما في الحد من تدهور المناخ والبيئة.
وعبر العاهل المغربي الملك محمد السادس عن ارتياحه الكبير لنتائج المؤتمر، الذي احتضنته مدينة مراكش، وشارك فيه 70 رئيس دولة وحكومة. وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي، قبل مغادرة العاهل المغربي البلاد في جولة أفريقية جديدة تبدأ من إثيوبيا، أن «المؤتمر الثاني والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) الذي احتضنته مدينة مراكش، عرف نجاحا باهرا يشرف المغرب، ويعزز الثقة والمصداقية التي يحظى بهما على الصعيد الدولي»، وأضاف البيان أن المملكة المغربية «أبانت عن قدرتها على حسن تنظيم هذه التظاهرة العالمية الكبرى، التي شهدت استضافة وحضور عدة رؤساء دول وحكومات وشخصيات، وبخاصة من رجال السياسة والإعلام، ومن هيئات المجتمع المدني. لقد كانت أنظار العالم موجهة نحو مراكش، واستطاع المغرب رفع هذا التحدي. إن الأمر يتعلق بحدث غير مسبوق ببلادنا؛ لأنه يهم مستقبل البشرية، ومن حيث عدد ونوعية المشاركين فيه، أو من حيث النتائج الموفقة التي صدرت عنه».
وقال صلاح الدين مزوار، رئيس المؤتمر ووزير الخارجية المغربي، في كلمة خلال حفل اعتماد «إعلان مراكش»، إن «إعلان مراكش حول العمل لفائدة المناخ والتنمية المستدامة حظي بدعم من قبل جميع الدول والأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية».
واستقبل المشاركون في المؤتمر إعلان مراكش، الذي تلاه عزيز مكوار، مندوب رئاسة الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف، بحفاوة بالغة.
وحذر قادة العالم في إعلان مراكش من استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ «بوتيرة مقلقة وغير مسبوقة، ولذلك يتعين علينا اتخاذ تدابير آنية لمواجهتها». كما رحبوا بدخول اتفاق باريس «حيز التنفيذ في ظرف وجيز وبأهدافه الطموحة وبشموليته، إضافة إلى أخذه العدالة في عين الاعتبار بتكريسه مبدأ المسؤولية المشتركة بين الدول وإن كانت متفاوتة وبقدرات متباينة، بالنظر إلى وجود ظروف وطنية مختلفة، كما نعبر عن عزمنا على التنزيل الكامل لهذا الاتفاق». وأشاروا إلى أن الزخم العالمي الذي عرفه العالم خلال السنة الحالية تجاه التغير المناخي «لا رجعة فيه، حيث لم تساهم فيه الحكومات فقط، بل ساهم فيه كذلك العلم والأعمال والعمل العالمي في مختلف الأصعدة».
وأضاف قادة العالم: «إن مهمتنا الآن تتمثل في اغتنام هذا الزخم بشكل جماعي، للمضي قدما نحو خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتعزيز جهود التكيف، لذلك ينبغي الاستفادة ودعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وأهداف التنمية المستدامة».
ووجه قادة العالم من مراكش الدعوة إلى «التزام سياسي على أعلى مستوى لمواجهة التغير المناخي، باعتباره أولوية مستعجلة»، وإلى «تضامن أكبر مع الدول الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي، ونشدد على ضرورة دعم الجهود الرامية إلى تعزيز قدراتها على التكيف وتعزيز قدراتها على الصمود وخفض هشاشتها، وتعزيز جهود القضاء على الفقر وضمان الأمن الغذائي واتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة التحديات التي يطرحها التغير المناخي على الفلاحة»، إضافة إلى «العمل المستعجل ورفع الطموحات وتعزيز التعاون بيننا من أجل ردم الهوة بين مسارات الانبعاثات الحالية، والطريق الضروري لتحقيق الأهداف المناخية الطويلة الأمد لاتفاق باريس»، وأيضا «الرفع من حجم وتدفق وولوج التمويل الخاص بالمشروعات المناخية، إضافة إلى تعزيز القدرات والتكنولوجيا بما في ذلك نقلها من الدول المتقدمة إلى الدول النامية». كما جددت الدول المتقدمة في فقرة خاصة بها ضمن إعلان مراكش التأكيد على هدف تعبئة 100 مليار دولار سنويا لفائدة الدول النامية.
وفي فقرة خاصة من الإعلان، دعت الدول الأطراف في «بروتوكول كيوتو» إلى التصديق على اتفاق الدوحة. وسبق لصلاح الدين مزوار، باعتباره رئيسا للدورة الثانية عشرة لمؤتمر الأطراف العامل، بوصفه اجتماع الأطراف في بروتوكول كيوتو، أن قدم تقريرا حول حالة التصديق على تعديل الدوحة لبروتوكول كيوتو، أفاد فيه بأن عدد المصادقين حتى الآن على هذا التعديل بلغ 73 دولة، مع انضمام أستراليا في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مشيرا إلى أنه لا يزال تصديق 71 دولة أخرى مطلوبًا، لدخول التعديل حيز النفاذ.
وفي مجال تمويل المناخ على المدى الطويل، قال المفاوض الإكوادوري أندريس موغرو، الرئيس المشارك في فريق الاتصال حول المشاورات غير الرسمية بهذا الشأن، إن الأطراف أحرزت تقدما في شأن مساهمة البلدان المتقدمة في تعبئة مبلغ 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020. والموجه لمساعدة الدول النامية في مواجهة آثار التغيرات المناخية. وتم الاتفاق على توسيع نطاق الدعم وعلى حزمة تدابير لتعزيز التمويل، ووضع خريطة طريق لتعبئة الـ100 مليار دولار.
وعرف مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية إعلان كثير من المبادرات المتعددة الأطراف، منها مبادرة «منتدى الهشاشة المناخية»، الذي يجمع 45 دولة هي الأكثر تضررا في العالم من آثار التغيرات المناخية، والذي أصدر إعلانا تلتزم فيه الدول الأعضاء فيه بالعمل من أجل الحد من ارتفاع حرارة الأرض دون 1.5 درجة، والوصول إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة بنسبة 100 في المائة في جميع الدول الأعضاء في المنتدى.
«كوب 22» ينهي أعماله باعتماد «إعلان مراكش» للعمل من أجل المناخ
شارك فيه 70 رئيس دولة وحكومة.. وملك المغرب عبر عن ارتياحه لنتائجه
«كوب 22» ينهي أعماله باعتماد «إعلان مراكش» للعمل من أجل المناخ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة