«الاتحاد الاشتراكي» المغربي المعارض يحسم اليوم مشاركته في الحكومة

محللون يستبعدون فشل ابن كيران في تشكيل تحالفه وتنظيم انتخابات جديدة

«الاتحاد الاشتراكي» المغربي المعارض يحسم اليوم مشاركته في الحكومة
TT

«الاتحاد الاشتراكي» المغربي المعارض يحسم اليوم مشاركته في الحكومة

«الاتحاد الاشتراكي» المغربي المعارض يحسم اليوم مشاركته في الحكومة

يعقد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي المعارض اليوم (السبت) اجتماعا للجنته الإدارية، بهدف الحسم في مشاركة الحزب في حكومة عبد الإله ابن كيران، ومن المقرر أن تناقش اللجنة أيضا نتائج الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتراجع الحزب فيها بحصوله على 20 مقعدا وخسارة 19 مقعدا نيابيا مقارنة بانتخابات 2011.
وكان ابن كيران قد أكد أنه ما زال ينتظر حسم حزب الاتحاد الاشتراكي لمشاركته في الحكومة المقبلة حتى يتمكن من الانتقال إلى المناقشة التفصيلية، وخروج مشاورات الحكومة من حالة الانتظار، المرهونة أيضا بموقف حزب التجمع الوطني للأحرار، المقرر أن يلتحق بدوره بالتحالف الحكومي المقبل.
وطالب «التجمع» في اجتماع لمكتبه السياسي مساء أول من أمس بأن «تتسم التشكيلة الحكومية المقبلة بالتماسك والانسجام» حتى تتمكن من الدفاع عن القضايا العادلة للقارة الأفريقية وللقضية الوطنية، وتستجيب لمتطلبات المرحلة بالنسبة للشعب المغربي.
وفوض أعضاء المكتب السياسي لرئيس الحزب عزيز اخنوش مواصلة المشاورات مع ابن كيران بخصوص تشكيل الحكومة المقبلة، وتدبير مختلف المحطات المتعلقة بها، علما بأنه لم يجتمع ابن كيران واخنوش إلا مرة واحدة عقب انتخابه رئيسا للحزب، بعد أن ظهرت خلافات في وجهة النظر بين الحزبين عرقلت المشاورات وأدخلتها في مرحلة الأزمة، قبل أن يتدخل الملك محمد السادس في خطاب بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، ويوجه انتقادات حادة وصريحة للأحزاب السياسية، ويؤكد على أن «المغرب يحتاج لحكومة جادة ومسؤولة، وأن الحكومة المقبلة لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية»، مشددا على أنه لن يتسامح مع الخروج عن معايير الكفاءة ووضع أولويات محددة وبرامج مضبوطة عند تشكيل الحكومة المقبلة.
واستبعد محللون سياسيون فشل ابن كيران في تشكيل الحكومة، واللجوء إلى خيار تنظيم انتخابات تشريعية جديدة، لما في ذلك من كلفة سياسية ومخاطرة لا تريد أي من الأحزاب الحالية دخولها، لا سيما بعد خطاب الملك الذي سيدفع ببعض الأحزاب، بحسب رأيهم، إلى التخلي عن شروطها التي وضعتها أمام ابن كيران، ومنها حزب «التجمع» الذي كان قد اشترط استبعاد حزب الاستقلال من التحالف الحكومي المقبل، وربط التحاقه بالحكومة بإشراك حزبي الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية فيها.
في السياق ذاته، قال إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض إن حزبه «اتخذ موقف الحياد من المشاورات الجارية، ولا ينسق لا في السر ولا في العلن مع أي حزب كيفما كان»، وذلك في أول رد رسمي على ما جرى تداوله بشأن سعي الحزب مباشرة بعد ظهور نتائج انتخابات 7 أكتوبر إلى نسف الأغلبية المرتقبة، وتمكين حزب من المعارضة لرئاسة مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان).
وأوضح العماري خلال اجتماع للمكتب السياسي أنه «ليس هناك أي اتصالات أو تنسيق مع أي كان من الأحزاب الأخرى»، وأن موقف حزبه «مبدئي وسيعمل من خلال معارضة فاعلة وبناءة قادرة على تحقيق تطلعات المواطنات والمواطنين، وإعطاء بعد جديد للمعارضة البرلمانية»، مشددا على «أهمية التعجيل بتشكيل الحكومة لتجاوز حالة العطالة التي تعيشها الكثير من المؤسسات، وفي مقدمتها البرلمان».
وبعد الجدل الذي أثاره الاتصال الهاتفي الذي أجراه العماري مع غريمه السياسي عبد الإله ابن كيران الاثنين الماضي، أكد العماري أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة المكلف، حيث جدد له تهانيه على المرتبة التي حققها حزب العدالة والتنمية في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، وتمنى له ولحزبه التوفيق في تشكيل الحكومة، موضحا أن «ما يهمنا جميعا كمغاربة هو تشكيل الحكومة في أقرب وقت، وحزب الأصالة والمعاصرة اتخذ موقف الحياد من المشاورات الجارية، ولا ينسق لا في السر ولا في العلن مع أي حزب كيفما كان».
وكانت صحيفة «آخر ساعة» التابعة للحزب قد نفت الاتصال وعدته إشاعة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.