رسائل كلينتون المسربة تكشف خطتها لكسب أصوات اليهود الأميركيين

ثري إسرائيلي ـ أميركي أقنعها بالتميز عن أوباما لـ«استعادة» أصوات الجالية

رسائل كلينتون المسربة تكشف خطتها لكسب أصوات اليهود الأميركيين
TT

رسائل كلينتون المسربة تكشف خطتها لكسب أصوات اليهود الأميركيين

رسائل كلينتون المسربة تكشف خطتها لكسب أصوات اليهود الأميركيين

كشف موقع ويكيليكس، أمس، أن التوجه العام الذي أبدته مرشحة الرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، لتبدو مختلفة عن الرئيس باراك أوباما في التعاطي مع إسرائيل، ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، حصل بعدما أقنعها بذلك الملياردير الإسرائيلي - الأميركي حاييم صبان.
وجاء في الموقع أن صبان تكلم مع كلينتون، ثم بعث لها رسالة نصحها فيها بالاهتمام بتمييز نفسها عن الرئيس باراك أوباما في كل ما يتعلق بالسياسة إزاء إسرائيل، وقد تم ذلك منذ بداية تفكير كلينتون في الترشح للرئاسة، وتحديدا في يونيو (حزيران) 2015، حيث توجه صبان، الذي يعتبر المتبرع الرئيسي للمرشحة الديمقراطية، إلى مستشاري كلينتون، مؤكدا أنه معني بأن تجذب المصوتين والممولين اليهود الأميركيين. وبعث صبان برسائله الإلكترونية إلى المستشارة الرفيعة لكلينتون هوما عابدين، ورئيس طاقم الانتخابات جون بودستا، ومدير الحملة الانتخابية روبي موك.
وكتب صبان: «يجب عليها تمييز نفسها عن أوباما في كل ما يتعلق بإسرائيل. ويمكن عمل ذلك بسهولة من دون انتقاد الرئيس؛ الهدف هو الفوز مجددا بنسبة الـ11 في المائة الذين تمت خسارتهم بين 1992 - 2012»، متطرقا بذلك إلى الفجوة بين نسبة اليهود الذين صوتوا لمرشح الحزب الديمقراطي بيل كلينتون في 1991 (80 في المائة)، ونسبة اليهود الذين صوتوا لأوباما في 2012 (69 في المائة).
ونصح صبان المرشحة كلينتون بإطلاق تصريحات شديدة اللهجة ضد معاداة السامية، ومقاطعة إسرائيل، مع «تأكيد الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، وكل أمر آخر يستدل من أبحاثكم على أن الجالية اليهودية حساسة تجاهه»، حسب ما كتب. وأضاف: «هذه ليست مسألة ترتبط بنيويورك أو كاليفورنيا، وإنما ترتبط بفلوريدا (الولاية التي يسكن فيها كثير من اليهود الأميركيين). من فضلكم، قولوا لي كيف يمكنني المساعدة». وفي رسالة بريدية أخرى، بعث بها إلى بودستا وموك بعد عدة ساعات من رسالته السابقة، أضاف صبان: «تعالوا نمنعهم من سرقة أصواتنا اليهودية».
وتشمل المراسلات الإلكترونية لمستشاري كلينتون، التي كشفها موقع ويكيليكس، كثيرا من الرسائل التي بعث بها صبان إلى مستشاري كلينتون، خصوصا في قضايا متعلقة بإسرائيل. وعلى سبيل المثال، في أواخر مارس (آذار) 2015، بعد أسبوعين من فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، تم ترتيب محادثة هاتفية بين كلينتون ورئيس مؤتمر رؤساء التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة، مالكولم هونلاين الذي يعتبر من المقربين من نتنياهو واليمين الإسرائيلي، وكان الهدف من المحادثة تحويل رسالة إلى الجمهور في إسرائيل وأميركا في كل ما يتعلق بموقف كلينتون من العلاقات مع إسرائيل.
ويتبين من الرسائل الإلكترونية أنه تم التنسيق مع هونلاين بأن يصدر بيانا بعد المحادثة يفصل فيه ما قالته كلينتون، وقد فعل ذلك. وفي التقارير التي نشرت في وسائل الإعلام اليهودية في الولايات المتحدة، كتب أن كلينتون أبلغت هونلاين بأنها ترغب في العمل على تحسين العلاقات الإسرائيلية الأميركية التي كانت تواجه أزمة في حينه، بسبب خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي حول موضوع الاتفاق النووي مع إيران.
بعد ذلك، بعث صبان برسالة إلى المستشارين، أثنى فيها على «التصريح الجيد جدا» لكلينتون، وكتب لعابدين في 30 مارس (آذار) 2015: «... (ينبغي) التلميح إلى انتقاد الإدارة. حكيم جدا وصائب من ناحية سياسية.. من فضلك، اشكري السيدة (كلينتون)». وبعد عدة ساعات، كتب لعابدين ولبودستا: «بالإضافة إلى ذلك، اعلما أن هذه التقارير الصحافية سيتم إرسالها في البريد الإلكتروني إلى آلاف الناس المهتمين بالموضوع، الذين سألوا أنفسهم، وسألوني كثيرا: ما موقف هيلاري في هذا الموضوع؟ إنهم سيعرفون».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.