مقتل قيادي حوثي في حيفان.. وقيادة محور تعز تؤكد مضيها نحو التحرير

الجيش اليمني يستعيد مواقع جديدة في المفاليس

مقتل قيادي حوثي في حيفان.. وقيادة محور تعز تؤكد مضيها نحو التحرير
TT

مقتل قيادي حوثي في حيفان.. وقيادة محور تعز تؤكد مضيها نحو التحرير

مقتل قيادي حوثي في حيفان.. وقيادة محور تعز تؤكد مضيها نحو التحرير

تشتد حدة المواجهات العنيفة في مختلف جبهات القتال في ريف ومدينة تعز، جنوب العاصمة صنعاء، بين الميليشيات الانقلابية وقوات الشرعية، في حين تمكنت هذه الأخيرة من تحقيق تقدمها.
وحققت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدما كبيرا في جبهة حيفان، جنوب تعز، حيث تمكنت من استعادة مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، بعد مواجهات عنيفة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية الدفع بتعزيزاتها العسكرية إلى مختلف الجبهات وبشكل خاص الجبهة الغربية وجبهة حيفان، مع قصفها المستمر على الأحياء السكنية والقرى، موقعة بذلك قتلى وجرحى من المدنيين العُزل.
وبشكل يومي، تتكبد الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية جراء المواجهات العنيفة وغارات طيران التحالف المركزة والمباشرة على مواقع تجمعاتهم وتحركاتهم، في الوقت الذي سقط في المواجهات قتلى وجرحى من قيادات عسكرية موالية للمخلوع صالح الانقلابية وكذلك قيادات ميدانية من ميليشيات الحوثي، وآخرهم القيادي الحوثي في جبهة حيفان العقيد محمد الحيدري وسبعة آخرين، وسقوط أكثر من 15 جريحا، وذلك أثناء مواجهات عنيفة شهدتها أطراف مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج الجنوبية والمحاذية للمنطق الجنوبية لتعز.
وقال القيادي في جبهة حيفان، سهيل الخرباش، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية تواصل الدفع بتعزيزاتها العسكرية، آليات عسكرية ومسلحين، إلى ريف تعز، جبهتي حيفان والصلو، وذلك بعد الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها في مواجهاتها مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد جوي من قبل طيران التحالف الذي يواصل شن غاراته على مواقع وتعزيزات ومخازن أسلحة الميليشيات الانقلابية».
وأضاف أن «الميليشيات الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية إلى منطقة الزبيرة، وقد شوهدت سيارات ميليشيات الحوثي والمخلوع تقوم بنقل الذخائر من منطقة الخزجة إلى مواقعهم وتستعد لشن هجومها على مواقع الجيش والمقاومة، في الوقت الذي تواصل قصفها للقرى».
وأكد الخرباش أن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على تبتين في منطقة المفاليس بمديرية حيفان، جنوب المدينة، بعد هجوم شنته على مواقع الميليشيات الانقلابية ونجحت في السيطرة على التباب ودحر الميليشيات بعدما سقط منهم قتلى وجرحى، بالإضافة إلى تصدي قوات الجيش والمقاومة لمحاولات الميليشيات الانقلابية المستميتة في التسلل إلى سوق الربوع في المقاطرة ليتسنى لهم قطع المنفذ الجنوبي الذي يربط مدينة تعز بمحفظة لحج الجنوبية».
وتواصل الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني عملية انتزاع الألغام المزروعة في حيفان، وذلك بعد تحريرها مناطق كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، وبحسب مصادر عسكرية فإن الفرق الهندسية تمكنت من نزع أكثر من 260 لغما أرضيا وما يقارب 10 عبوات ناسفة من موقع تلة الخزان في جبهة حيفان، بعد تحريرها.
وعلى السياق ذاته، استهدفت الوحدة المدفعية التابعة للواء 17 مشاة، من قوات الشرعية، وبشكل عنيف مواقع وتجمعات وآليات الميليشيات الانقلابي في الجبهة الغربية لمدينة تعز، وذلك ردا على مجزرة بير باشا التي ارتكبتها الميليشيات وراح ضحيتها أكثر من 20 مدنيا بين جريح وقتيل، وبينهم أطفال ونساء، ما أدى إلى مقتل أكثر من 15 شخصا من الميليشيات وجرح آخرين، وإحراق آلياتهم العسكرية في مواقعهم، وذلك بحسب مصادر ميدانية في المقاومة لـ«الشرق الأوسط».
وترى قيادات في المقاومة الشعبية في تعز، ضرورة دعم التحالف لقوات الجيش والمقاومة بالأسلحة الثقيلة لاستكمال تحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية وفك الحصار عنها، خاصة بعد الانتصارات التي حققتها وتحريرها لمواقع عدة في الجبهات الشرقية والغربية والشمالية وأرياف تعز، وبأن قرار استكمال التحرير مرتبط بدعم التحالف لقوات الشرعية في تعز بالأسلحة التي يحتاجونها.
وفي تصريح صحافي له، قال القيادي في المقاومة الشعبية شوق المخلافي، شقيق قائد مجلس تنسيق المقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي، بأن «عدة اجتماعات عقدت بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز من جهة والتحالف العربي، وبحثوا آلية تحرير تعز وخطة عسكرية متكاملة ينقصها القرار والدعم»، وأشار إلى أن «تعز فيها جيش نظامي مدرب يتمثل باللواء 35 مدرع بقيادة العميد عدنان الحمادي، واللواء 22 بقيادة العميد صادق سرحان، واللواء 17 بقيادة العميد الشمساني ما يزيح المخاوف حول إدخال أسلحة ثقيلة في تعز لكون الأسلحة ستكون بأيادٍ عسكرية تقاتل من أجل تعز وتحمي الأسلحة التي في عهدتها».
ومع استمرار الحرب في تعز، تواصل الميليشيات الانقلابية انتهاكاتها المروعة بحق أهالي المحافظة في الوقت الذي أصبحت تشهد المدينة وضعا إنسانيا مأساويا وتدهور الوضع الصحي، مع استمرار الميليشيات حصارها المطبق على منافذ تعز ومنعها دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية وجميع المستلزمات.
ومن جانبه، يواصل طيران التحالف تحليقه على سماء تعز وشن غاراته على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأرياف المحافظة، وشن الطيران غاراته على مواقع الميليشيات الانقلابية في محيط ميناء المخا والقطاع الساحلي، غرب مدينة تعز.
في موضوع آخر، نعت قيادة محور تعز، عنهم اللواء الركن خالد قاسم فاضل، قائد محور تعز، استشهاد اللواء الركن عبد الرب الشدادي، قاد المنطقة العسكرية الثالثة، الذي استشهد يوم الجمعة الماضي وهو يقود عملية التطهير ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في صرواح بمحافظة مأرب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».