حراسة المرمى من المراكز التي تؤدي استمرارية المشاركة فيها إلى تحقيق الاستقرار وجلب الثقة لحارس المرمى للاتساق مع فريقه، خصوصًا إذا كان اللاعب أجنبيًا.
على رغم أن الفارق بينهما يزيد على ألف ميل، فلقد كانت الأخطاء هي القاسم المشترك بين جو هارت وكلاوديو برافو في ظهورهما الأول مع نادييهما الجديدين؛ أتلانتا الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي.
كان أحد هذه الأخطاء مكلفًا أكثر من الآخر، كما في خطأ برافو الذي منح الأمل ليونايتد، في حين كانت البداية بالنسبة لهارت مقنعة له شخصيًا لمنح أتلانتا النقاط الثلاثة كاملة لفريقه.
بالنسبة إلى حراس المرمى، هناك خيط مشترك يتمثل في صعوبة البدايات، خصوصًا لمن ينتقلون للعب في الخارج، حيث يمثل تغيير اللغة في البداية عائقًا كبيرًا. قد يكون الإيطالي ماسيمو تايبي حامل اللواء في البدايات الصعبة على مستوى حراس المرمى عندما جاء إلى مانشستر يونايتد عام 1999، ولكنه ليس الوحيد في هذا من دون شك.
بطبيعة الحال يصير أداء اللاعبين على المستوى الأول لكرة القدم تحت المجهر، لكن ينبغي أن يكون هناك تقبل وتفهم، لكون الحراس تحديدًا يحتاجون للوقت للتأقلم والاستقرار. وليس هنالك أسهل من وصف حارس مرمى بأنه «صادم» من دون مراعاة لماذا وكيف كان مستواه صادمًا.
إن تصريحات غوارديولا عقب المباراة، التي وصف فيها أداء برافو في أول ظهور له مع الفريق بـ«المذهل»، وإشادته بدوره في نقل الكرة إلى الحالة الهجومية، تنبع كلها من تقبله فكرة أنه من الممكن أن تكون هناك بعض الهفوات مع إيجابية الحراس في التقاط الكرات العالية ولعب تمريرات يصفها الكثيرون بـ«المخاطرة». وأن تحصل على هذا النوع من الدعم من مدربك يعني أنه عندما تقع الأخطاء، فلا يجب أن تؤثر عليك كثيرًا.
وبسبب عواقب أي خطأ في التقدير، فإن الانسجام فيما يتعلق بزملاء الفريق والأجواء المحيطة بهم داخل وخارج الملعب هي شيء في غاية الأهمية بالنسبة إلى الحالة الذهنية لحارس المرمى. في هذه المرحلة المبكرة من مسيرتي هارت وبرافو مع نادييهما الجديدين، يكون كل شيء تقريبًا غريبًا عليهما، ومن الأهمية بمكان أن يجدا نظامًا يمنحهما الراحة النفسية التي ستدعم ثبات المستوى لهما.
أعرف من واقع الخبرة في مسيرتي مدى صعوبة هذا الأمر، فقد سبق أن لعبت لناديين مختلفين في بداية الموسم مرتين، وكانت النتائج متضاربة. عندما كنت لاعبًا عمره 22 عامًا في دارلينغتون، انتقلت إلى أبردين قبل يومين على بداية الموسم. في لحظة ما كنت أستعد لمواجهة هاليفاكس، وفي لحظة أخرى في رحلة على متن طائرة إلى اسكوتلندا دلفت إلى غرفة بالفندق ومعي ورقة، أراجع من خلالها أسماء زملائي في الفريق وأستعد لمواجهة سيلتك. عدت إلى غرفتي لاحقا في ذلك المساء، متأثرًا بأجواء المباراة والهزيمة (0/ 5).
وبعد 6 سنوات انتقلت إلى سيلكبورغ الدنماركي في ظروف مشابهة، مع حاجز اللغة وأسماء مجهولة أكثر على حفظها. في هذه المرة انتهى الأمر بالفوز (3/ 2) على سوندرجيسك، وقمت في هذه المباراة بإنقاذ كرات مهمة، لكني ارتكبت كذلك خطأ مكلفًا بالنسبة لنا، ممثلاً في هدف المنافس الأول، لكن لحسن الحظ، كما هو الحال مع برافو، لم يتسبب الهدف في خسارتنا.
وتعتبر العلاقة بين حارس المرمى واللاعبين أمامه مباشرة في غاية الأهمية، فهي مطلوبة لوضع إطار للعمل. على الحارس أن يعلم نقاط القوة، وربما وهو الأهم، نقاط ضعف زملائه في الفريق، ومن ثم يمكنه التمركز بالشكل الملائم. وبالنظر إلى أنه لم يكن قد مر سوى بضعة أسابيع على قدوم كلا اللاعبين، فقد كان الوقت قليلاً لكي تنشأ رابطة احترافية بين اللاعبين، وهم سيؤدون بالغريزة الكروية لبضعة أسابيع على الأقل قبل أن يبدأ أداؤهم في الانصهار في قالب الفريق.
إذا نظرت إلى أخطاء كلا الحارسين، فقد نبعا من مواقف إيجابية، وربما كنت لتشيد بجرأتهما. ومع هذا، فبالعودة إلى الأخطاء في وقتها، من السهل أن يقول المرء إنه كان عليهما أن يلعبا بمبدأ الأمان والسماح لمدافعيهما بالتعامل مع هذه الأنواع من الكرات لحين ثبات أقدامهما. لكن ربما كان ذلك سياسة مفيدة. أيًا ما يكون وضعك في الفريق، فعندما تصل إلى نادٍ جديد تكون هناك رغبة في تقديم مردود مقنع، لكن هذا قد يتسم بالخطورة في حالة حارس المرمى. وفي كثير من الأحيان تكون رغبة الحارس في التصرف بشكل استباقي سببًا في وجوده في أماكن غير مناسبة، فيخرج للتعامل مع كرات كان من السهل للمدافعين التعامل معها بدلاً من أن تقوم بها بنفسك.
تتأثر عملية صناعة القرار لدى الحارس بإحساسه بالمعلومات الجديدة التي تتدفق عليه، قد يكون تفكيره مشوشًا، وهو ما يفسر مثل تلك الأخطاء الشائعة كثيرًا، ولهذا ينبغي على الحارس في الأسابيع الأولى أن يلعب بمبدأ السلامة أولاً، لحين استعادته هدوئه وأسلوب لعبه.
إن الأندية والمدربين بحاجة لأن يضعوا هذا في اعتباراتهم عندما يقومون بالدفع بلاعبين جدد في مراكز مهمة بالفريق، وفي حال كانت هناك إخفاقات، فهم لا يتحملون مسؤوليتها وحدهم، وإنما الأندية نفسها كذلك. يمكن أن تفرض الظروف توقيت التعاقد مع لاعب جديد، وقد عجل تعاقد برشلونة مع جاسبر كليسين برحيل برافو، وهو ما عجل بدوره أيضًا برحيل هارت من مانشستر سيتي، ولكن كان من الأفضل للأندية الثلاثة جميعًا أن تنتهي من هذه الصفقات قبل بداية الموسم، بحيث يكون لدى الحراس الوقت الكافي للتأقلم مع الفريق.
ليس معنى هذا أن هذه الأجواء جديدة على برافو. عندما قدم إلى برشلونة من ريال سوسيداد، تسبب خطأ مزدوج خلال مباراة ودية ضد نابولي في تدمير ظهوره الأول، بعد أن شتت الكرة أولاً بتمريرة عشوائية ثم سمح للكرة بالتسلل من بين يديه من كرة مرتدة من تمريرته الأولى. كانت تلك مباراة ودية على أي حال، وهي فرصة للتخلص من أول مباراة صعبة بعيدًا عن الإطار الرسمي، وأن يتقدم بنجاح كما حدث، وأظهر قيمة الوقت الذي تم استثماره في تشكيل علاقات مع اللاعبين.
ستقل احتمالية أن يدخل مرماه هدف على غرار ذلك الذي أحرزه زلاتان إبراهيموفيتش، بعد 6 أسابيع، لأن الوقت الذي قضاه مع اللاعبين خلال المباريات وخلال التدريب سيعني أن صوت وأسلوب برافو سيكون مسموعًا ومفهومًا لدى جون ستونز وسيكون عملهما معًا أقل ارتباكًا وأكثر تماسكًا.
برافو وجو هارت في حاجة للوقت لتقديم مستويات ثابتة
الأخطاء كانت القاسم المشترك بين الحارسين في ظهورهما الأول مع أتلانتا ومانشستر سيتي
برافو وجو هارت في حاجة للوقت لتقديم مستويات ثابتة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة