الجيش التركي يقصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق

مقتل 3 جنود في عمليات جنوب شرق تركيا

الجيش التركي يقصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق
TT

الجيش التركي يقصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق

الجيش التركي يقصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق

قصفت طائرات تابعة للقوات الجوية التركية مواقع لمنظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وذكر بيان لرئاسة هيئة الأركان العامة للجيش التركي أن المقاتلات التركية نفذت طلعات صباح أمس الاثنين، قصفت خلالها مواقع للمنظمة الانفصالية في منطقة غارا في شمال العراق. ولم يشر البيان إلى حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن قصف الجيش التركي لهذه المواقع.
جاء القصف فيما تواصل تركيا عملية «درع الفرات» شمال سوريا، والتي تستهدف إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي في جرابلس بمحافظة حلب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا. كما جاءت العملية التي نفذها الجيش التركي في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ أشهر، بعد أن أنهت المنظمة هدنة استمرت خلال مرحلة مفاوضات السلام الداخلية لحل المشكلة الكردية.
وفي الفترة الأخيرة، صعدت المنظمة من هجماتها ضد قوات الأمن عقب فشل محاولة الانقلاب التي وقعت منتصف يوليو (تموز) الماضي في تركيا، إلا أن عمليات المنظمة سقط فيها عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المدنيين أيضًا.
وأسفرت الهجمات التي شنتها المنظمة في مناطق بوسط وشرق وجنوب شرق تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة وحتى الآن عن مقتل 19 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، و85 من قوات الأمن، فضلاً عن إصابة 319 مدنيًا، و202 شرطي، و76 جنديًا، و9 حراس قرى بجروح متفاوتة الخطورة.
وتزامنًا مع القصف التركي في شمال العراق قتل عسكريان برتبة رقيب، وأصيب 3 جنود أمس في هجوم شنه مسلحو المنظمة في محافظة هكاري جنوب شرق تركيا. وقالت مصادر عسكرية إن عناصر المنظمة أطلقت النار على القوات التركية، في منطقة «غردان تبة»، ببلدة شمدينلي في هكاري، التي قامت بالتصدي لها، ما أسفر عن استشهاد عسكريين اثنين برتبة رقيب، وإصابة 3 جنود. وأطلقت قوات الأمن عملية تمشيط في المنطقة، للقبض على الإرهابيين، بحسب المصادر ذاتها.
كما قتل جنديان تركيان أحدهما في انفجار عبوة ناسفة والآخر في اشتباكات مع مسلحي منظمة حزب العمال الكردستاني في هكاري أيضًا. وذكر بيان صادر عن محافظة هكاري أن جنديًا قُتل وأصيب 4 آخرون، جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور قوات من الجيش التركي على الطريق بين هكاري وفان زرعها مسلحو المنظمة.
وأشار البيان إلى بدء قوات من الجيش عملية تمشيط في مكان الحادث للقبض على منفذي الهجوم.
كما استشهد جندي متأثرًا بجروح كان قد أصيب بها أمس في بلدة شمدينلي التابعة لمدينة هكاري إثر اشتباكات مع مسلحي المنظمة، بحسب البيان.
في الوقت نفسه، داهمت الشرطة التركية مقر صحيفة «أزاديا ولات»، التي تصدر يوميا باللغة الكردية، بمدينة ديار بكر جنوب شرقي تركيا. وصادرت قوات الشرطة هواتف وهويات العاملين بالصحيفة وعددهم 28 صحافيًا.
وصدرت الصحيفة عام 1992 كصحيفة أسبوعية بعنوان ويلت «Welat» لتتحول بعدها إلى صحيفة يومية منذ عام 2006. واتهمت السلطات التركية الصحيفة بدعم منظمة حزب العمال الكردستاني التي تصنفها تركيا كـ«منظمة إرهابية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».