الإخفاق السعودي «الأولمبي».. وزارة «التعليم» على رأس المتهمين

الفشل الذريع في محفل ريو دي جانيرو فتح أبواب الجدل حول العملية الرياضية

سلطان الداودي (أ.ف.ب)
سلطان الداودي (أ.ف.ب)
TT

الإخفاق السعودي «الأولمبي».. وزارة «التعليم» على رأس المتهمين

سلطان الداودي (أ.ف.ب)
سلطان الداودي (أ.ف.ب)

قبل أيام، خرجت البعثة السعودية من منافسات دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل بخفي حنين، فيما عمت مشاعر الغضب جميع المنتمين إلى المجتمع الرياضي السعودي، الذي طالما تساءل عن أسباب الإخفاق المتواصل وماهية عمل اللجنة الأولمبية السعودية، ومعها اتحادات الألعاب الرياضية طوال السنوات الماضية، فيما طالب البعض بفتح ملفات التحقيق والمحاسبة لجميع المسؤولين عن هذا الإخفاق.
وكان هناك اعتراف رسمي بأن المشاركة السعودية كانت شرفية، مرفقا بتبريرات كثيرة ووعود موازية نقلها نائب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية نائب رئيس الوفد السعودي، المهندس لؤي هشام ناظر، بالقول: إن مشاركتهم في أولمبياد ريو مرحلة من مراحل الإعداد لتحقيق هدفهم، وهو ذهب 2022، والحصول على المركز الثالث في الآسياد الآسيوي.
وأضاف، حسب التصريح الرسمي الذي نقلته عنه البعثة الإعلامية السعودية في الأولمبياد: إن الحضور السعودي في أولمبياد ريو بتواجد 11 لاعبا ولاعبة ضعيف، ولا يمثل حجم السعودية ومكانتها، مشيرًا إلى أن صنع اللاعب الأولمبي يحتاج من 8 إلى 10 سنوات.
وواصل ناظر: بعض اللاعبين المتأهلين تم تفريغهم بشكل تام قبل دورة ريو، ومنحونا التفاؤل الجيد للمشاركات المقبلة، مثل سليمان حماد وعطا لله العنزي وعبد الله أبكر، الذي ينتظره مستقبل كبير، خصوصا أنه صغير السن، وسيعملون في الفترة القريبة المقبلة على تفريغ جميع اللاعبين المؤمل منهم تحقيق نتائج قوية في جميع المشاركات المقبلة.
وختم بالقول: «سنعمل على استكشاف المواهب في المدارس، التي تعتبر المنبع الحقيقي للمواهب، كما شاهدنا في المنتخبات العالمية».
ومع وجود هذا التصريح، إلا أن هناك من رأى أن المشكلة أكبر من أن تتلخص في التصريح الذي أورده ناظر، خصوصا أن هناك منتخبات يصعب تحديدا موقعها في الخريطة العالمية حققت إنجازات، فيما كان إنجاز بطل ألعاب القوى هادي صوعان في «سيدني 2000» هو الأفضل في تاريخ البلاد.
من جانبه، قال الأكاديمي الدكتور يحيى الزهراني، عضو الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات السعودية في لعبة الجودو، أحد الألعاب التي تواجدت في الأولمبياد الأخير «ريو 2016»، وهو قائد المنتخب السعودي وبطل سابق حقق الكثير من الإنجازات على مستوى اللعبة، من بينها البطولة الآسيوية، وكذلك العربية والخليجية: إن هناك أهمية للنهوض بالرياضة للحاق بالعالمية من خلال مشروع وطني ضخم يكون بتكاتف جهات عدة.
وأضاف: هناك خمسة جهات يتوجب عليها التكاتف للنهوض بالرياضة، أولها، الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية السعودية ووزارة الشؤون القروية، وكذلك وزارة الصحة، إضافة إلى وزارة التعليم، وهذه أبرز الجهات التي يتوجب عليها تحفيز الرياضة من خلال سياسات عدة، وفي مقدمتها السياسات المدرسية، حيث إن ذلك أمر مهم جدا لدعم الرياضيين من خلال منح درجات إضافية ورفع النسبة المئوية للمعدل.
وتساءل قائلا: ما الذي قدمته وزارة التعليم في هذا المجال في السابق؟!.. فمثلا نريد أن يكون بطل آسيا ضمن الابتعاث الخارجي، وبطل العالم مثلا يضمن له بعثة ومرافق له، أيضا محفزات أخرى، منها ما تقوم به بعض الدول بمنح من يحصد ميدالية أولمبية راتبا مدى الحياة ومنزلا وسيارة، وكذلك يكون التكريم على المستويات كافة، ولا يقتصر التكريم فقط على اللجنة الأولمبية، بل كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية.
واستطرد قائلا «من هذا الجانب نفتح قوسين ونقول (ما الذي قدمته الشركات والمؤسسات لدعم الرياضة والأبطال؟!).. هناك أقسام أو جوانب تعنى بالمسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص يجب أن تفعل بشكل أكبر، من خلال تبني اللاعبين والرعايات لهم، لا نجد رعايات حقيقية ومثمرة في السعودية، خصوصا من الشركات التي تستفيد من الوضع الاقتصادي بالسعودية، حيث يجب عليها فعلا أن تبادر في رعاية الفرق السعودية، وكذلك بالنجوم الأولمبيين الكبار، من بطولة السعودية وحتى الأولمبياد، ومن الممكن أن تجبر الشركات على دورها في المسؤولية الاجتماعية في تبني الأبطال والرعايات وغيرها، بل لا أبالغ إن طالبت بأن تساهم هذه الجهات في بناء منشآت، وليس اقتصار هذا الأمر على الدولة.
وبيّن «عدد سكان السعودية حاليا يصل إلى 30 مليون نسمة، وتصل نسبة الشباب إلى 70 في المائة، وتوجد عندنا- للأسف- حالات سمنة وحالات سكري للأطفال بسبب عدم وجود منشآت رياضية، بل إن الطفل عندما يذهب للنزهة يكون من الأولويات تناول وجبات الكثير منها غير صحي أصلا؛ لذا لا يمكن حصر المسؤولية واللوم على الجهة الرياضية، بل كما ذكرت هناك مسؤولية مشتركة، ويجب أن يتم التوجه لتجهيز المدارس الرياضية، وأقصد مدارس للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، تكون مدرسة متخصصة رياضيا يكون فيها (دوام كامل) تركز على الروح وتنمية العقل وتنمية الجسم بشكل متكامل، وهذا صار أمرا مهما أكثر من أي وقت مضى.
من جانب آخر، هناك أهمية في أن تتم الاستفادة من الأبطال السابقين من خلال عقود استشارية وفنية تقوم بها الشركات والقطاع الخاص بشكل عام، كما أن وزارة العمل ليست بريئة من ذلك، حيث يجب عليها أن تستحدث وظائف للمدربين الوطنيين والأكفاء من أجل يساهموا في هذا المجال ورفع العائد المادي لهم. وكذلك أهمية لدعم المنشآت المتكاملة في جميع مدن السعودية حتى تغطي التنوع الجغرافي والسكاني في السعودية، هناك مناطق لديها قابلية أو خاصية بالقدرة على إبراز لاعبين في ألعاب القوى، وكذلك تغير بعض السياسات لبعض الألعاب من خلال فتح لعبة الرماية مثلا للمجتمع كاملا وليس فقط للقطاع العسكري، وهناك أيضا أهمية بأن تفتح المنشآت الرياضية بشكل أطول في اليوم، بل وعلى مدار العام.
وتابع: بالعودة إلى دور الشركات، فإنه يجب إجبارها على أن تقوم بعمل أقسام رياضية، أو تعزز أنشطتها الرياضية داخل منشآتها؛ فالرياضة هي فخر وطن وصحة للأبدان، وتعزيز للقوة البشرية في الدولة من خلال إمكانية اللحاق بصفوف القطاع العسكري والدفاع سدا منيعا في حال حان نداء الوطن، والرياضة كذلك تأديب للنفس.
وختم بالقول: ما شهدناه في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو يؤكد أن هناك أهمية لعمل كبير يجب القيام به، ليس من جهة واحدة، ونحن قادرون على ذلك.
من جانبه، قال النجم الأولمبي محمد الخويلدي، أحد الأبطال المعروفين في ألعاب القوى، وحقق ميداليات على مستوى العالم في بطولات مختلفة، وشارك في أولمبياد «أثينا 2004»، وكذلك «بكين 2008»، وكان منافسا على التواجد في أولمبياد ريو دي جانيرو، لكنه لم يوفق في التأهل: إن هناك أهمية بالغة بأن يتم تأسيس قاعدة قوية من اللاعبين الصغار، ويكون التأهيل طويل المدى من خلال المعسكرات، ويكون للمدارس دور كبير في ذلك وغيرها من الجهات الحكومية، ولا يقتصر الدور على الهيئة العامة للرياضة أو الاتحاد السعودي لألعاب القوى الذي يقدم رئيسه الأمير نواف بن محمد الكثير من الجهود، ويدفع الأموال الكبيرة في سبيل الرقي بهذه اللعبة.
وعن الأسباب الشخصية التي لم تجعله قادرا على الوصول للأولمبياد الأخير، وهل للقطاع الخاص الذي يعمل به دور في ذلك؟.. قال الخويلدي: في السنوات الماضية كانت هناك صعوبات في التفرغ لفترات طويلة من أجل المعسكرات والإعداد، وكنت أذهب إلى المعسكرات في فترة الصيف، أما في المرة الأخيرة فقد أقمت معسكرا في أميركا يصل إلى 6 أشهر، ولم يقصر الاتحاد معي أبدا، ولكن بسبب عودتي من الإصابة لاقيت صعوبات في تحقيق الإنجاز بالوصول للمرة الثالثة للأولمبياد، ولكن- كما قلت- هناك أهمية لبناء جيل جديد من اللاعبين، ويقف الجميع على أسباب الإخفاقات الماضية وتتضافر الجهود في هذا الشأن.
وعن الميداليات الذهبية وغيرها التي حققت دول قد لا يكون لها اسم بارز في الخريطة العالمية، قال: مع كل الاحترام للدول التي حققت ميداليات، ولكن هناك من انتهج سياسة التجنيس، التي حققت نسبا أكبر من الإنجازات، خصوصا في الدول المجاورة، ولو كانت هناك رغبة في الإنجازات السعودية عبر التجنيس لتم ذلك، ولكن هناك قناعة لدى المسؤولين بأن التجنيس لا يجلب الفرح الحقيقي؛ ولذا من المهم الاعتماد على الكوادر الوطنية في هذا المجال والثقة بها.
وعاد ليؤكد أن الجميع «محبط» من عدم قدرة السعودية بكل الإمكانات المالية والبشرية الموجودة على تحقيق إنجازات لائقة وكبيرة في أكبر محفل عالمي، لكن اللوم على جهة معينة أمر خاطئ، بل يتحمل ذلك جهات عدة وليست هيئة الرياضة أو اتحادات الألعاب الرياضية وحدهما.
أما الرباع السعودي محسن الدحيلب، الذي شارك في منافسات 69، وحل ثامنا في مجموعته، فقد أكد أن هناك الكثير من المشكلات تعترض الإنجازات، من بينها المعسكرات غير الكافية، مبينا أنه أقام معسكرا في البحرين لمدة 5 أيام تأهبا للمشاركة في الأولمبياد الأخير.
وزاد بالقول متحسرا: في الوزن الذي ألعب به كان صاحب الذهبية رباعا صينيا، والفضية رباعت تركيا، أما البرونزية فكانت لرباع تركمانستاني، وسبق أن تفوقت عليه شخصيا في مناسبات عدة، مع الإشارة إلى أن هذا الرباع سقط مؤخرا في اختبار المنشطات، ومن هنا أقول إنه كان بالإمكان أفضل مما كان في الأولمبياد الأخير.
أما محمد الحربي، رئيس الاتحاد السعودي لرفع الأثقال، فقال «تتمتع السعودية- ولله الحمد- بالإمكانات المالية والبشرية القادرة على صناعة الفارق في كل المجالات، وتحديدًا الرياضة، ومن وجهة نظري الشخصية أن سبب التراجع منذ فترة طويلة هو التشتت الإداري، أو ما يسمى أزمة إدارة في معظم قطاعات الرياضة كالأندية وبعض الاتحادات ورغم وجود كوادر إدارية مميزة، ورغم ذلك كانت الجهود متفرقة وليس لها استراتيجية موحدة، وأهدافها متباينة.
بينما نلمس الآن في اللجنة الأولمبية السعودية فعليًا توحيدا للجهود وتطبيق لاستراتيجية واضحة وفي قالب محدد الأهداف، وكونت لذلك فرق العمل التي تتواصل الآن مع الاتحادات للخروج بخريطة طريق لتحقيق الهدف المعلن «ذهب 22»، مرورًا بـ«جاك 10»، أي تحقيق مركزًا لا يقل عن العاشر آسيويًا بدورة الألعاب الآسيوية بجاكرتا بعد الاختبارات الحقيقية التي تمر بها المنتخبات في دورة التضامن الإسلامي الثانية بباكو العاصمة الأذربيجانية، وكذلك بعض المشاركات الدولية لمعظم المنتخبات.
وأما وضع المشاركة في «ريو 2016» فأسميها ارتداد وتر القوس لينطلق السهم، وهذا فعليا نلمسه من خلال الحراك القائم في اللجنة الأولمبية السعودية على المستوى الفني والإداري والمالي، ومن خلال استقطاب كوادر مؤهلة، وكما يشير الأمير عبد الله بن مساعد، رئيس الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، في أكثر من تصريح إلى أن العمل على قدم وساق والصبر مع العمل الدؤوب سيأتي بالإنجاز، والأهداف الموضوعة صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وسنعمل على تحقيقها بإذن الله تعالى، وهذا خير من أن نضع أهدافا سهلة ونصل إليها بسهولة.
ومن خلال الشفافية التي ينتهجها قادة اللجنة الأولمبية، وعلى رأسهم الرئيس ونائبي الرئيس والأمين العام للجنة الأولمبية، أعتقد أننا بخير وفي الطريق الصحيح لتصحيح المسار.
ومن هنا، قبلنا التحدي وسنحقق الهدف الأصعب؛ لأننا نمتلك الإمكانات التي تؤهلنا لنيل ذلك، وأتحدث عن رفع الأثقال تحديدًا.
أما نائب رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة، جميل بوبشيت، فاعتبر أن المسؤولية تقع على جهات عدة، من بينها وزارة التعليم من حيث تجهيز المدارس التي يمكن أن تعزز التنشئة لأبطال قادرين على الحصاد، وكذلك المدربون الأكفاء وأيضا تفرغ اللاعبين وضعف الحوافز وعدم استقرار اللاعبين في اللعبة نفسها، والتغذية، وغيرها من الأمور التي يجب أن تكون متكاملة حتى يبرز أبطال أولمبيون في المستقبل.
وأكد بوبشيت، أن الهيئة العامة للرياضة وكذلك اللجنة الأولمبية السعودية تقدم الشيء الكثير من الجهد والمال، لكن وحدهما لا يتحملان المسؤولية، بل إن المسؤولية تبدأ من المنزل والمدرسة والبيئة، ومع وجود التطور التكنولوجي تضاعفت صعوبات الحفاظ على اللاعبين، ومن هنا يجب أن يحضر الدور التكاملي بما فيه دور القطاع الخاص حتى يتحقق النجاح المنشود.
وشدد على أن الألعاب الجماعية ليست مغرية من نواح كثيرة مثل كرة القدم؛ لذا من الصعب الحفاظ على اللاعبين الموهوبين وصقلهم للمنافسات الكبرى.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.