تصدر الإرهاب أجندة تركيا بعد الهجمات التي شهدتها في الأيام القليلة الماضية، سواء في شرق وجنوب شرقي البلاد أو تفجير مدينة غازي عنتاب الانتحاري مساء السبت في جنوب البلاد الذي خلف 54 قتيلا وعشرات الجرحى.
والتقى رئيس الورزاء التركي بن علي يلدريم، رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، في مقر رئاسة الوزراء بأنقرة أمس الاثنين، رئيسي حزبي المعارضة الرئيسيين، الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو والحركة القومية دولت بهشلي.
واستغرق اللقاء المغلق نحو ثلاث ساعات، وتركز بشكل أساسي، بحسب مصادر في رئاسة الوزراء التركية على جهود مكافحة الإرهاب وضرورة الحفاظ على روح التضامن التي تولدت في تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها منتصف يوليو (تموز) الماضي.
واستعرضت القمة الحزبية، التي غاب عنها حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي استثني من جميع اللقاءات التي أعقبت محاولة الانقلاب لاتهامه من جانب الرئيس رجب طيب إردوغان بدعم منظمة حزب العمال الكردستاني، عددا آخر من الموضوعات، بينها الإجراءات التي اتخذت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تتهم السلطات التركية الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا بالوقوف وراءها، والتي تضمنت توقيف وإقالة أكثر من 86 ألفا في مختلف مؤسسات الدولة لاتهامهم بأنهم على صلة بما يسمى «منظمة فتح الله غولن» أو «الكيان الموازي»، إضافة إلى بحث حزمة التعديلات الدستورية الجديدة التي ينتظر الكشف عن موادها قبل عيد الأضحى، والتي تشارك الأحزاب الثلاثة في مناقشتها حاليا، وكذلك التطورات الخاصة بالعراق وسوريا والتغييرات التي تشهدها السياسة الخارجية لتركيا في هذا الصدد.
في السياق نفسه، قتل شرطيان وأصيب 6 آخرون، في هجومين منفصلين لعناصر تابعة لمنظمة حزب العمال الكردستاني في شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا.
وقالت مصادر أمنية إن شرطيا قتل وأصيب 3 آخرون أمس الاثنين، كما قتل شرطي آخر وأصيب 3 ليلة أول من أمس الأحد في تفجير استهدف حافلة للشرطة في منطقة فيران شهير في المدينة نفسها.
وقال محافظ شانلي أورفا، جونغور عزمي تونا، إن قوات الأمن تقوم بالتعاون مع قوات الدرك بحملة واسعة للبحث عن العناصر المتورطة في العمليتين.
في الوقت نفسه، أصدرت السلطات التركية قرار باعتقال كل من مراد كارايلان وجميل باييك القياديين في منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابي مطالبة بالسجن المؤبد المشدد لمدة 159 عاما لكل منهما.
ووجهت النيابة العامة إلى القياديين المقيمين في جبال قنديل بشمال العراق، تهم القتل العمد وتشكيل وإدارة تنظيم إرهابي مسلح وتهريب سلاح وذخائر غير مرخصة إلى تركيا.
ويعد كارايلان وباييك، أكبر قياديين في منظمة حزب العمال الكردستاني حاليا ويقفان وراء كثير من العمليات التي نفذتها المنظمة طوال صراعها مع الجيش التركي منذ نشأتها عام 1984، حيث سقط في هذه العمليات أكثر من 40 ألفا من العسكريين والمدنيين فضلا عن أعضاء المنظمة التي تطالب بالحكم الذاتي أو الاستقلال بمناطق في شرق وجنوب شرقي تركيا.
وأعلن باييك منذ أقل من أسبوعين أن عمليات المنظمة ستشهد تطورا نوعيا وستنقل هجماتها إلى المدن التركية لاستهداف مراكز الشرطة وقوات الأمن، ورد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن تركيا ستتصدى بحزم لهذه العمليات.
على صعيد آخر، ارتفع عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف حفل زفاف في منطقة «شاهين باي» في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا مساء السبت إلى 54 قتيلا بعد وفاة ثلاثة من المصابين بسبب خطورة إصاباتهم.
ولا يزال 66 مصابا يتلقون العلاج بالمستشفيات في غازي عنتاب إثر الهجوم الذي رجحت السلطات التركية أن يكون تنظيم داعش الإرهابي هو المسؤول عنه.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أعلن الأحد أن منفذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حفل الزفاف في غازي عنتاب، يتراوح عمره ما بين 12 و14 عامًا، مشيرًا إلى أن الانتحاري قد يكون فجر نفسه أو تم تفجيره من قبل شخص آخر عن بعد.
وقال إردوغان إن المؤشرات الأولية لدى سلطات غازي عنتاب وقوات الأمن تشير إلى مسؤولية تنظيم داعش الإرهابي عن التفجير.
وتمكنت السلطات التركية من تحديد هوية ودفن 44 شخصًا من ضحايا هجوم غازي عنتاب من بينهم 13 سيدة، و29 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما.
وشهدت مدن شرق وجنوب شرقي تركيا على مدى اليومين الماضيين احتجاجات حاشدة ضد الإرهاب طالب المشاركون فيها بوضع حد لهذه العمليات والتصدي لها بكل حزم.
29 طفلاً بين قتلى غازي عنتاب.. والإرهاب يتصدر أجندة تركيا
استمرار هجمات الكردستاني وقرار باعتقال اثنين من زعمائه
29 طفلاً بين قتلى غازي عنتاب.. والإرهاب يتصدر أجندة تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة