ارتفاع نسبة البطالة في تونس خلال النصف الأول من 2016

أكثر من 629 ألف عاطل.. والنساء لم يحققن الاندماج المنشود في سوق العمل

مظاهرة نظمها الخريجون العاطلون عن العمل لمطالبة الحكومة بتوفير فرص عمل لهم في العاصمة
مظاهرة نظمها الخريجون العاطلون عن العمل لمطالبة الحكومة بتوفير فرص عمل لهم في العاصمة
TT

ارتفاع نسبة البطالة في تونس خلال النصف الأول من 2016

مظاهرة نظمها الخريجون العاطلون عن العمل لمطالبة الحكومة بتوفير فرص عمل لهم في العاصمة
مظاهرة نظمها الخريجون العاطلون عن العمل لمطالبة الحكومة بتوفير فرص عمل لهم في العاصمة

عرفت نسبة البطالة في تونس ارتفاعًا على مدار النصف الأول من العام الحالي، سواء في الربع الأول الذي بلغت فيه 15.4 في المائة، أو خلال الربع الثاني الذي زاد فيه الارتفاع ليصل إلى 15.6 في المائة، ويعود السبب الأساسي في ذلك إلى تراجع الإنتاج والضعف الملحوظ على مستوى الأنشطة التي تساهم في خلق الثروة وجلب العملة الصعبة، وهو ما أثر على نسق النمو وعطل المئات من المشاريع الحكومية.
وأكدت المؤشرات الرسمية التي قدمها المعهد التونسي للإحصاء وجود ما لا يقل عن 629.6 ألف عاطل عن العمل في تونس، وذلك من بين نحو 4 ملايين و47 ألف شخص يمثل مجموع السكان النشيطين في البلاد.
وتنتشر البطالة بنحو الضعف في صفوف الإناث، إذ قاربت 40 في المائة من بين إجمالي عدد النساء في عمر العمل، في حين تقدر بطالة الذكور بنحو 19 في المائة، وهو ما أعطى انطباعًا بأن التونسيات النساء لم تعرفن التطور المنشود على مستوى الإدماج المهني مقارنة بالرجال.
ومن بين مئات الآلاف من العاطلين عن العمل، نجد ما لا يقل عن 236.8 ألف عاطل عن العمل من حاملي الشهادات العليا وخريجي الجامعات التونسية، وذلك من مجموع عدد العاطلين في البلاد، خلال الربع الثاني من العام.
وكان عدد العاطلين من حاملي الشهادات العلمية في حدود 240.1 ألف خلال الربع الأول من السنة الحالية، وهو ما يمثل نسبة بطالة 31.0 و30.5 في المائة من مجموع العاطلين، على التوالي.
وتحتل ولاية (محافظة) المنستير، وهي مسقط رأس الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، والواقعة وسط شرقي تونس المرتبة الأخيرة من حيث عدد العاطلين عن العمل، وذلك بنسبة نحو 6.6 في المائة، في حين ترتفع البطالة بشكل ملحوظ في ولايات (محافظات) الجنوب التونسي، حيث تقدر بنحو 25.8 في المائة في قبلي، وترتفع في ‏تطاوين التي تتصدر القائمة إلى 32 في المائة.
وفي تفسيره لتفاوت حجم البطالة من منطقة إلى أخرى، قال سعد بومخلة، الخبير الاقتصادي والمالي، إن معضلة بطالة الشباب على وجه الخصوص مثلت ولا تزال التحدي الأبرز لحكومات ما بعد الاستقلال، وهي التي كانت وراء معظم الاحتجاجات الاجتماعية والانتفاضات المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية. وأكد أن الحل الأمثل للبطالة هو تشجيع المبادرة الخاصة من ناحية، ومبادرة القطاع العام بفتح أبواب التشغيل الكبرى أمام العاطلين عن العمل.
وأشار بومخلة إلى أن الشراكة المستقبلية بين القطاع العام والقطاع الخاص قد تمثل أحد الحلول المناسبة، والأقل كلفة، بالنسبة لدولة محدودة الإمكانيات على غرار تونس.
وساهم تراجع نسب النمو بعد ثورة 2011 في زيادة قياسية لأعداد العاطلين عن العمل، حيث قدر عددهم بنحو 800 آلاف عاطل عن العمل خلال السنتين الأوليين اللتين تلتا الثورة الاجتماعية، والتي بنيت على مطالب اجتماعية بالتنمية والتشغيل، لتسجل المعدلات انخفاضًا متواصلاً، ولكنه محدود ولا يكفي لاستيعاب العدد الكبير من العاطلين.
وتساهم الجامعات التونسية ومراكز التكوين (التدريب) في زيادة عدد العاطلين بالدفع بنحو 60 ألف متخرج سنويا إلى سوق الشغل. كما أن نسب النمو الضعيفة التي عرفتها تونس خلال سنتي 2015 وبداية 2016، والتي لم تصل حدود 2 في المائة، ساهمت بدورها في استفحال آفة البطالة بين الشباب، وعدم وجود تراجع ملحوظ على مستوى استيعاب سوق الشغل التونسية لآلاف العاطلين.



إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
TT

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)

أعلنت شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، اليوم (الأربعاء)، إطلاق الجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان، ومن المقرر البدء بها مطلع عام 2025.

وقال وزير الطاقة والمعادن العماني ورئيس مجلس إدارة «هايدروم»، سالم العوفي، إن إعلان خطط الجولة الثالثة من المزادات يُظهر التزام عُمان بمواصلة تطوير هذا القطاع الواعد وفق خطوات مدروسة ورؤية استراتيجية، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز على تعزيز القيمة الحقيقية لكل مشروع، سواء من حيث الاستدامة أو الابتكار التكنولوجي أو الأثر الاقتصادي؛ من خلال استثمار موارد الدولة المتجددة وموقعها الجغرافي.

في حين ذكرت الشركة أن هذه الجولة استراتيجيات جديدة لتخصيص الأراضي، وتطوير إجراءات مزايدة أكثر كفاءة، ودراسة إمكانية اقتراح آليات مبتكرة مثل المزادات ثنائية الجوانب التي تهدف إلى ربط قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالصناعات التحويلية مثل الحديد الأخضر والأسمدة. وأكدت على تركز الجولة المقبلة لجذب المستثمرين العالميين والمحليين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز المحتوى المحلي، وضمان جاهزية البنية الأساسية، والتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، ما يدعم تطور منظومة الهيدروجين في عُمان ويعزز مكانتها على خريطة قطاع الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع فتح باب تقديم العطاءات في الربع الأول من عام 2025، على أن يتم الإعلان عن المشاريع الفائزة بين الربع الأخير من العام نفسه والربع الأول من عام 2026.

وقال العوفي إنه يسعى لبناء منظومة متكاملة للهيدروجين الأخضر، تسهم في تحقيق التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، حيث يمثل هذا التوجه ركيزة أساسية في رؤيته لتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير حلول مبتكرة تُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.

وتم خلال جلسات العمل مناقشة موضوع التعاون الجاري لتطوير ممر الهيدروجين السائل، الذي أُطلق خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28» عبر اتفاقية دراسة مع ميناء أمستردام وشركة «أيكولوج» وشركة «إن بي دبليو»، مؤكداً أن هذا التعاون حقق إنجازاً مهماً تمثل في استكمال دراسة أكدت جدوى إنشاء سفن نقل متخصصة لتصدير الهيدروجين المسال.

وأكد العوفي أن ميناء «الدقم» يعد محوراً استراتيجيّاً لهذه الجهود، حيث يدعم تصدير الهيدروجين الأخضر من عُمان إلى الأسواق الأوروبية عبر ميناء أمستردام، وإلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ عبر سنغافورة.

من جانبه أوضح المدير العام لشركة «هايدروم»، عبد العزيز الشيذاني، أن المشاركة الواسعة في يوم المستثمر الذي تنظمه الشركة، عكست مدى الاهتمام العالمي والثقة في رؤية عُمان لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، حيث مثلت الفعالية فرصة قيّمة لتبادل الرؤى وتعزيز الحوار مع الشركاء العالميين حول تطوير القطاع. وأكد على أن الحوارات والشراكات وما تم الإعلان عنه خلال الفعالية يبرز الجهود المشتركة لما تحقق، ويمهد الطريق لاستكشاف المزيد من الفرص التي تعزز مسيرة شركة هيدروجين عُمان نحو الإسهام في خطة سلطنة عُمان للتحول في قطاع الطاقة.