الأمم المتحدة وحماس تنفيان اتهامات إسرائيلية باستغلال برامج الوكالة لصالح الحركة

المنظمات الحقوقية الفلسطينية تقول إنها تواجه تهديدات متزايدة

الأمم المتحدة وحماس تنفيان اتهامات إسرائيلية باستغلال برامج الوكالة لصالح الحركة
TT

الأمم المتحدة وحماس تنفيان اتهامات إسرائيلية باستغلال برامج الوكالة لصالح الحركة

الأمم المتحدة وحماس تنفيان اتهامات إسرائيلية باستغلال برامج الوكالة لصالح الحركة

رفضت الأمم المتحدة وحركة حماس، اتهامات إسرائيلية للمؤسسات الدولية بتمويل الحركة الإسلامية في غزة، بعد اعتقال شخصين، قالت إسرائيل إن أحدهما يعمل مع وكالة التنمية (UNDP) وكان يقدم خدمات أمنية لحركة حماس. وكانت إسرائيل، أعلنت أخيرا، اعتقال المهندس وحيد البرش، الذي يعمل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت»، في بيان، إن البرش (38 عاما) وهو من بلدة جباليا في القطاع، اعتقل على «خلفية الاشتباه بأنه يستغل عمله في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، للقيام بمهام أمنية لصالح حماس».
وقالت النيابة الإسرائيلية في لائحة الاتهام التي قدمتها ضد البرش، إنه ساعد بأمر من مسؤول كبير في حماس، على بناء مرفأ لصالح الحركة، ومنح الأولوية في أعمال الترميم للمناطق التي يعيش فيها رجال حماس. ووجهت محكمة إسرائيلية للبرش، تهمة نقل نحو 300 طن من أنقاض مشروعات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء المرفأ، لصالح الجناح العسكري لحركة حماس في القطاع. ورد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بيان، إنه «ثبت أن الركام (الأنقاض) محط السؤال نقل إلى وجهته وفقا لتعليمات مكتوبة من وزارة الأشغال العامة والإسكان في السلطة الفلسطينية». وأضاف البيان، إن «لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جميع الوثائق الخاصة بسير العملية والتعليمات ونقل الركام». وقال مسؤول في الوكالة، أن وزير البناء والأشغال العامة في الحكومة الفلسطينية- هو الذي طلب نحو 500 طن من الركام إلى مرفأ للصيد في شمال القطاع؛ بهدف منع تراجع الشاطئ هناك.
واعتقال البرش، ليس الأول من نوعه، بل الثاني خلال أقل من أسبوع، بعدما اتهمت إسرائيل مدير منظمة «وورلد فيجن» في غزة، محمد الحلبي، الموقوف منذ منتصف يونيو (حزيران)، بتحويل مساعدات نقدية وعينية بملايين الدولارات، خلال السنوات الأخيرة إلى حركة حماس وجناحها العسكري.
وشنت إسرائيل حملة دولية كبيرة لإقناع العالم بأن المنظمات الدولية والأهلية والحقوقية ومنظمات الإغاثة يمكن أن تخضع لحماس. وقالت منظمات حقوقية فلسطينية، إن إسرائيل تعمل على ملاحقتها، وتشويه صورتها في الخارج، وقطع مصادر تمويلها.
وذكر مجلس المنظمات الحقوقية الفلسطينية (يضم 12 مؤسسة حقوقية)، في بيان، أن الطواقم الحقوقية العاملة في الداخل والخارج، تتعرض لـ«حملة تشويه واسعة وتهديدات جدية». وأضاف البيان: «تأتي هذه التهديدات ضمن حملة مخططة وممنهجة، بدأت في التصاعد منذ منتصف العام الماضي 2015 من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي والمنظمات المرتبطة بها، وطالت المنظمات ذاتها سواء بالتشويه أو محاصرة التمويل». وبحسب المجلس، فإن «حدة التهديدات»، ضد طواقم المنظمات الحقوقية، تزداد عند العمل على رفع دعاوى قانونية ضد إسرائيل على المستوى الدولي.
وطالبت المنظمات بفتح تحقيقات فورية في تلك التهديدات من قبل السلطات المختصة محليًا ودوليًا. ونفت حماس في بيان، الاتهامات الإسرائيلية، قائلة أنها تأتي في سياق مخطط إسرائيلي لتشديد الخناق والحصار على قطاع غزة. وقال الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، إن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التي ادعى فيها أن أموال بعض المؤسسات الدولية وصلت إلى يد حركة حماس، هي أكاذيب لا أساس لها من الصحة. وأضاف أبو زهري في تصريح صحافي مكتوب، إن «تصريحات نتنياهو تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي، والضغط على المؤسسات الإغاثية الدولية العاملة في غزة، وتبرير الحصار الإجرامي المفروض عليها». وأشار إلى أن حديث نتنياهو عن توفيره الرفاهية للفلسطينيين هو ادعاء مثير للسخرية، موضحًا أن نتنياهو شطب عائلات فلسطينية بأكملها من الحياة، وقتل مئات الأطفال والنساء، ودمر آلاف البيوت في حرب 2014.
وتابع أبو زهري: «إن نتنياهو سيبقى رمزًا للإرهاب والإجرام الصهيوني، ولن تفلح أكاذيبه في تغيير صورته الدموية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.