اتجاه لتمديد مفاوضات السودان مع الحركات المسلحة في أديس أبابا

تقدم في محور دارفور.. وجهود للمواءمة بين رؤيتي وفدي {الشعبية} والحكومة

اتجاه لتمديد مفاوضات السودان مع الحركات المسلحة في أديس أبابا
TT

اتجاه لتمديد مفاوضات السودان مع الحركات المسلحة في أديس أبابا

اتجاه لتمديد مفاوضات السودان مع الحركات المسلحة في أديس أبابا

يتوقع أن تمدد الوساطة الأفريقية المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة الحالية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حال حدوث تقدم في مساري التفاوض في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، المنطقتين من جهة، ودارفور من الجهة الأخرى.
ودخلت الحكومة السودانية والحركات المسلحة منذ الثلاثاء الماضي في مفاوضات مباشرة، تتعلق إحداها بمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق - تعرفان اصطلاحًا بالمنطقتين - وتبحث الترتيبات الأمنية والإنسانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال، والثانية تبحث سلام دارفور بين الوفد الحكومي ووفدي حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان.
ونقلت تقارير من أديس أبابا أن المفاوضات ستتواصل اليوم، وقد يتم تمديدها حال تلمس الوساطة لأي تقدم بين الأطراف على الملفات المتفاوض عليها.
وتواصل التفاوض بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية حتى أمس، ويجري التباحث بينهما للمواءمة بين وثيقة الاتفاق الإطاري، وخريطة الطريق، للوصول لاتفاقية لوقف العدائيات والترتيبات الإنسانية.
ونقل موقع الحركة الشعبية لتحرير السودان على الإنترنت أن الجلسات تواصلت نهار أمس الجمعة بين طرفي التفاوض، وتقرر تشكيل لجنة (1+1) من كل طرف، لصياغة مقترحات الطرفين ضمن الوثيقة الإطارية، وأن كبير مفاوضي الحركة ياسر عرمان ومقرر الوفد أحمد سعيد سيمثلان الحركة في اللجنة، فيما يمثل الوفد الحكومي كبير مفاوضيه الفريق أول عماد عدوي، وإلى جانبه اللواء مصطفى محمد مصطفى، ويشارك فيه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الجنرال فينيك هايتوم، وممثل الوساطة الأفريقية الجنرال تديسي وآخرين من الوساطة.
وظل الطرفان يتفاوضان طوال سنوات لتوقيع اتفاقية إطارية تحكم المفاوضات بينهما، وكانا قد ذكرا أنهما اتفقا على ثمانين في المائة منه، وأنهما اتفقا الثلاثاء الماضي على استمرار التفاوض من حيث توقفا في هذه الوثيقة الإطارية، بيد أنهما لم يتفقا بعد على الموائمة بين الاتفاق الإطاري ووثيقة خريطة الطريق التي دفعت بها الوساطة الأفريقية ووقعها الطرفان الاثنين الماضي بعد ضغوط دولية مكثفة.
وتتمسك الحركة الشعبية بالوثيقة الإطارية أساسًا للتفاوض، وبحث وقف عدائيات متزامن يشمل المنطقتين ودارفور، فيما ترى الحكومة أن خريطة الطريق غيرت الأوضاع بما تضمنته من الدخول في حوار وطني ووقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، وبناء عليه تعطي أولوية للترتيبات الأمنية.
وفي محور دارفور، تواصلت أعمال اللجنة المختصة من وفدي الحكومة وحركات دارفور أمس الجمعة، قبل استئناف الجلسات على مستوى رؤساء الوفدين عصر ذات اليوم. ويترأس وفد الحكومة مسؤول ملف دارفور أمين حسن عمر، ووفدي حركة العدل والمساواة وتحرير السودان كل من جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي.
ووفقًا لـ«سودان تربيون» فإن رئيس وفد الحكومة التفاوضي أمين حسن عمر ذكر أن التفاوض على ملف دارفور ارتبط بتهيئة المناخ للحوار الوطني، وأنهما تشاورا خلال الجولات السابقة على أهمية مواصلة التفاوض لوقف إطلاق النار ووقف العدائيات وضم الحركات لوثيقة سلام الدوحة.
وأكد عمر أن التفاوض يسوده مناخ جيد، وأن العملية تسير بصورة جادة، وتلقى ردود فعل إيجابية من الأطراف، معتبرًا توقيع خريطة الطريق موافقة ضمنية على ذلك، مشيرًا إلى أن الترتيبات الأمنية تسير بصورة وصفها بـ«الممتازة»، وأن الجولة الحالية للمفاوضات ستنتهي بالتوقيع على وقف العدائيات.
ووقعت كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال، وحركة العدل والمساواة الدارفورية، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، اللتان تحاربان حكومة الخرطوم في إقليمي النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، وإلى جانبهما حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، على خريطة الطريق التي تقدمت بها الوساطة الأفريقية، بعد أن كانا قد رفضا توقيعها في مارس (آذار) الماضي، ووقعتها الحكومة منفردة مع الوساطة.
وفتح توقيع خريطة الطريق الباب أمام المفاوضات الحالية وتتعلق بوقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار تمهيدًا للدخول في اتفاق سياسي ينهي النزاع المتطاول في البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.