اختلاف وجهات النظر بين الدول الكبرى بشأن حلب والهدنة

طالبت السفيرة الأميركية بوقف البراميل المتفجرة والضربات من الجهات كافة على مدينة حلب

متظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف الجمعة الماضية للمطالبة بوقف استهداف حلب بالبراميل المتفجرة (أ.ب)
متظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف الجمعة الماضية للمطالبة بوقف استهداف حلب بالبراميل المتفجرة (أ.ب)
TT

اختلاف وجهات النظر بين الدول الكبرى بشأن حلب والهدنة

متظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف الجمعة الماضية للمطالبة بوقف استهداف حلب بالبراميل المتفجرة (أ.ب)
متظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف الجمعة الماضية للمطالبة بوقف استهداف حلب بالبراميل المتفجرة (أ.ب)

عقد مجلس الأمن، أمس، جلسة مشاورات خاصة حول الوضع السياسي والإنساني في سوريا، استمع خلالها إلى إحاطتين من المبعوث الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا ومن رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين. وقال رئيس مجلس الأمن، سفير ماليزيا لدى الأمم المتحدة رملان إبراهيم، إن أعضاء المجلس يدعمون جهود دي ميستورا بشأن الجانب السياسي ويشاطرون رؤية أوبراين بشأن حل سريع لمشكلة حلب. وقال إبراهيم في بيان مقتضب إن المجلس يؤكد أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية.
ولا تزال الاختلافات عالقة بين مندوبي الدول الكبرى، حول استئناف المباحثات في جنيف ووقف العنف في حلب؛ الأمر الذي كان واضحا من خلال تصريحات أعضاء مجلس الأمن في جلسة الأمس. ففي الوقت الذي أكد فيه السفير الروسي فتالين تشوركين تأييده للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي لم يطلب أي شروط مسبقة لاستئناف المباحثات السوية السورية، تساءل نائب المندوب الفرنسي، كيف يمكن استئناف المباحثات في الوقت الذي تشهد به حلب دمارا كاملا؟ وقال: «إن بلاده ترى أنه يجب توفير بيئة ملائمة لاستئناف المفاوضات السياسية، وأن وقف القتال في حلب سيساعد في مثل تلك بيئة، مؤيدا الهدنة الإنسانية المقترحة». وحذر السفير الفرنسي من «عواقب ما يقوم به النظام من دمار»، وشدد على أن «الحل هو اتفاق جنيف».
وقال السفير الصيني ليو جيه يي إن بلاده تؤيد استئناف المفاضاوت، لأن «المحادثات ستعالج جذور المشكلة»، مشددا على أن الصين تؤيد وقفا دائما وشاملا لإطلاق النار في سوريا بما في ذلك 48 ساعة (الهدنة الإنسانية). وأضاف في تصريح صحافي، أن الوضع في حلب خطير ويجب حله.
وشدد السفير الروسي تشوركين على أن بلاده تدعم هدنة 48 ساعة: «ولكنها يجب ألا تشمل المنظمات الإرهابية». وكشف تشوركين عن أن هناك مبادرة روسية يتم بحثها الآن مع الطرف الأميركي تتعلق بالمسألة السورية.
في المقابل، طالبت السفيرة الأميركية سامانتا باور بوقف البراميل المتفجرة والضربات من الجهات كافة على مدينة حلب وقالت: «من خلال الإحاطات شعرنا بأن الوضع عاد إلى ما كان عليه قبل اتفاق وقف إطلاق النار»
وشددت على أنه قبل العودة إلى المشاورات، فإنه يجب أن تكون «جميع أرجل الطاولة مستقرة» في إشارة إلى الجوانب الأخرى، كالأمنية والإنسانية.
وعلى الصعيد الإنساني، دعا رئيس الشؤون الإنسانية ستيفان أوبراين إلى وقف القتال في حلب بشكل عاجل لأغراض إنسانية، من أجل إتاحة المجال للدخول الفوري إلى المدينة لإصلاح شبكات الكهرباء والمياه، وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين إليها.
ووصف أوبراين الحالة في حلب بأنها مرعبة، وأن مليوني إنسان يعيشون في خوف تام، مضيفا في تصريحات صحافية بعد جلسة المجلس، «إنني أبلغت الأعضاء بأن على الجميع أن يشعروا بقلق بالغ إزاء الوضع في حلب، لأن الناس يأملون منا أن نقدم لهم المساعدات وننهي معاناتهم»
وطالب أوبراين جميع الفصائل المسلحة والحكومة السورية إلى «إسكات أسلحتهم»، كي يتسنى إيصال المساعدات إلى المحتاجين، مشيرا إلى أن القانون الدولي والإنساني يؤكد ضرورة حرية وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وأشار إلى انقطاع التيار الكهربائي وتضرر شبكات المياه، مطالبا بإصلاحها على الفور بعد وقف إطلاق النار ومفيدا «أن هناك الكثير من الشاحنات جاهزة لعبور حلب محملة بالمساعدات الطبية والغذائية ومواتير الماء ومولدات الكهرباء وعربات الإسعاف».
على الصعيد نفسه، عقد مجلس الأمن، الاثنين، اجتماعا بصيغة ما يسمى صيغة آريا حول حصار حلب، الذي دعت إليه فرنسا ونيوزيلندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوكرانيا، علما بأن الاجتماع لا يحمل أي صفة رسمية، لكن كل أعضاء المجلس شاركوا فيه بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى ولا سيما السعودية.
واستمع المجلس إلى 3 متحدثين من المجتمع المدني حول معاناة حلب من أرض الواقع، وهم: ممثل الخوذ البيض خالد الحارة، عبر السكايب، حول مهمة منظمته في إنقاذ المدنيين المحاصرين أو المصابين من جراء النزاع، والدكتور زاهر سحلول، والسيد سامر العطار، عملا مع الجمعية الطبية الأميركية السورية، وعادا مؤخرا من حلب، حول الأزمة الصحية المتدهورة التي تواجه المدنيين، بالإضافة إلى مراسلة «سي إن إن» كلاريسا وارد، التي عادت أيضا من حلب، والتي ستقدم للمجلس تحليلها حول معركة حلب، وما يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة إلى مسار الحرب الأهلية السورية.
وطالبت السعودية في الجلسة بإدانة المجتمع الدولي للتدخل الإيراني، وما يسمى «حزب الله» في الشؤون السورية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.