عقد مجلس الأمن، أمس، جلسة مشاورات خاصة حول الوضع السياسي والإنساني في سوريا، استمع خلالها إلى إحاطتين من المبعوث الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا ومن رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين. وقال رئيس مجلس الأمن، سفير ماليزيا لدى الأمم المتحدة رملان إبراهيم، إن أعضاء المجلس يدعمون جهود دي ميستورا بشأن الجانب السياسي ويشاطرون رؤية أوبراين بشأن حل سريع لمشكلة حلب. وقال إبراهيم في بيان مقتضب إن المجلس يؤكد أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية.
ولا تزال الاختلافات عالقة بين مندوبي الدول الكبرى، حول استئناف المباحثات في جنيف ووقف العنف في حلب؛ الأمر الذي كان واضحا من خلال تصريحات أعضاء مجلس الأمن في جلسة الأمس. ففي الوقت الذي أكد فيه السفير الروسي فتالين تشوركين تأييده للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي لم يطلب أي شروط مسبقة لاستئناف المباحثات السوية السورية، تساءل نائب المندوب الفرنسي، كيف يمكن استئناف المباحثات في الوقت الذي تشهد به حلب دمارا كاملا؟ وقال: «إن بلاده ترى أنه يجب توفير بيئة ملائمة لاستئناف المفاوضات السياسية، وأن وقف القتال في حلب سيساعد في مثل تلك بيئة، مؤيدا الهدنة الإنسانية المقترحة». وحذر السفير الفرنسي من «عواقب ما يقوم به النظام من دمار»، وشدد على أن «الحل هو اتفاق جنيف».
وقال السفير الصيني ليو جيه يي إن بلاده تؤيد استئناف المفاضاوت، لأن «المحادثات ستعالج جذور المشكلة»، مشددا على أن الصين تؤيد وقفا دائما وشاملا لإطلاق النار في سوريا بما في ذلك 48 ساعة (الهدنة الإنسانية). وأضاف في تصريح صحافي، أن الوضع في حلب خطير ويجب حله.
وشدد السفير الروسي تشوركين على أن بلاده تدعم هدنة 48 ساعة: «ولكنها يجب ألا تشمل المنظمات الإرهابية». وكشف تشوركين عن أن هناك مبادرة روسية يتم بحثها الآن مع الطرف الأميركي تتعلق بالمسألة السورية.
في المقابل، طالبت السفيرة الأميركية سامانتا باور بوقف البراميل المتفجرة والضربات من الجهات كافة على مدينة حلب وقالت: «من خلال الإحاطات شعرنا بأن الوضع عاد إلى ما كان عليه قبل اتفاق وقف إطلاق النار»
وشددت على أنه قبل العودة إلى المشاورات، فإنه يجب أن تكون «جميع أرجل الطاولة مستقرة» في إشارة إلى الجوانب الأخرى، كالأمنية والإنسانية.
وعلى الصعيد الإنساني، دعا رئيس الشؤون الإنسانية ستيفان أوبراين إلى وقف القتال في حلب بشكل عاجل لأغراض إنسانية، من أجل إتاحة المجال للدخول الفوري إلى المدينة لإصلاح شبكات الكهرباء والمياه، وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين إليها.
ووصف أوبراين الحالة في حلب بأنها مرعبة، وأن مليوني إنسان يعيشون في خوف تام، مضيفا في تصريحات صحافية بعد جلسة المجلس، «إنني أبلغت الأعضاء بأن على الجميع أن يشعروا بقلق بالغ إزاء الوضع في حلب، لأن الناس يأملون منا أن نقدم لهم المساعدات وننهي معاناتهم»
وطالب أوبراين جميع الفصائل المسلحة والحكومة السورية إلى «إسكات أسلحتهم»، كي يتسنى إيصال المساعدات إلى المحتاجين، مشيرا إلى أن القانون الدولي والإنساني يؤكد ضرورة حرية وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وأشار إلى انقطاع التيار الكهربائي وتضرر شبكات المياه، مطالبا بإصلاحها على الفور بعد وقف إطلاق النار ومفيدا «أن هناك الكثير من الشاحنات جاهزة لعبور حلب محملة بالمساعدات الطبية والغذائية ومواتير الماء ومولدات الكهرباء وعربات الإسعاف».
على الصعيد نفسه، عقد مجلس الأمن، الاثنين، اجتماعا بصيغة ما يسمى صيغة آريا حول حصار حلب، الذي دعت إليه فرنسا ونيوزيلندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوكرانيا، علما بأن الاجتماع لا يحمل أي صفة رسمية، لكن كل أعضاء المجلس شاركوا فيه بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى ولا سيما السعودية.
واستمع المجلس إلى 3 متحدثين من المجتمع المدني حول معاناة حلب من أرض الواقع، وهم: ممثل الخوذ البيض خالد الحارة، عبر السكايب، حول مهمة منظمته في إنقاذ المدنيين المحاصرين أو المصابين من جراء النزاع، والدكتور زاهر سحلول، والسيد سامر العطار، عملا مع الجمعية الطبية الأميركية السورية، وعادا مؤخرا من حلب، حول الأزمة الصحية المتدهورة التي تواجه المدنيين، بالإضافة إلى مراسلة «سي إن إن» كلاريسا وارد، التي عادت أيضا من حلب، والتي ستقدم للمجلس تحليلها حول معركة حلب، وما يمكن أن يعنيه ذلك بالنسبة إلى مسار الحرب الأهلية السورية.
وطالبت السعودية في الجلسة بإدانة المجتمع الدولي للتدخل الإيراني، وما يسمى «حزب الله» في الشؤون السورية.
اختلاف وجهات النظر بين الدول الكبرى بشأن حلب والهدنة
طالبت السفيرة الأميركية بوقف البراميل المتفجرة والضربات من الجهات كافة على مدينة حلب
اختلاف وجهات النظر بين الدول الكبرى بشأن حلب والهدنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة