محافظ «المركزي» اليمني: البنك يعمل بشفافية ويسعى لتحقيق الاستقرار النقدي

محافظ «المركزي» اليمني: البنك يعمل بشفافية ويسعى لتحقيق الاستقرار النقدي
TT

محافظ «المركزي» اليمني: البنك يعمل بشفافية ويسعى لتحقيق الاستقرار النقدي

محافظ «المركزي» اليمني: البنك يعمل بشفافية ويسعى لتحقيق الاستقرار النقدي

قال الدكتور محمد عوض بن همام، محافظ البنك المركزي اليمني، إن البنك يعمل بشكل شفاف ويسعى إلى تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار النقدي والمعيشي للمواطنين اليمنيين في مختلف محافظات الجمهورية، وذلك وفقًا للقانون والصلاحيات الممنوحة له بشكل مستقل من كل الجهات الحكومية دون استثناء.
وأوضح بن همام، في رسالة نشرت أمس، وجهها للرئيس عبد ربه منصور هادي، أن الحكومة تعلم منذ البداية بتطورات الاحتياطيات الخارجية للبنك المركزي اليمني، وذلك من خلال رفع تقارير بشكل دوري ومستمر عن التطورات الاقتصادية والنقدية في البلاد. وكان الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء اليمني، طالب قبل أيام من صندوق النقد الدولي بتجميد أرصدة احتياطيات البنك المركزي اليمني الخارجية، وإلغاء توقيع محافظ البنك ونائبه، بعد ورود معلومات وثيقة بنية الانقلابيين استغلالها في المجهود الحربي بحسب رسالة بن دغر لصندوق النقد.
في السياق ذاته، رفض صندوق النقد الدولي الرد على تساؤلات «الشرق الأوسط» حول قبول أو رفض طلب رئيس الوزراء اليمني بتجميد احتياطيات اليمن الخارجية وإلغاء توقيع محافظ البنك ونائبه. واكتفت المسؤولة الإعلامية في صندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ردها على التساؤلات عبر البريد الإلكتروني بقولها إن «صندوق النقد لا يعلق على المواد المسربة».
بالعودة لرسالة محافظ البنك المركزي للرئيس اليمني، كشف عن أن الانخفاض في الاحتياطيات كان بشكل أساسي نتيجة مواجهة احتياجات السوق إلى النقد الأجنبي لاستيراد المواد الغذائية الأساسية المرتبطة بمعيشة سكان اليمن، من القمح والأرز والسكر وكذا الحد الأدنى من النقد الأجنبي المطلوب لاستيراد جزء من المشتقات النفطية اللازمة لحاجات السكان ولتحريك الأنشطة الاقتصادية في البلاد، بالإضافة إلى سداد التزامات خدمة الدين الخارجي.
وأكد بن همام أن البنك المركزي اليمني زود المنظمات الدولية والدول المانحة بتفاصيل تطورات الاحتياطيات الخارجية خلال عام 2016 مع نسخة منها لنائب وزير المالية اليمني. وأضاف: «وفقًا للإجراءات البنكية العالمية فإن جميع العمليات التي تمت خلال عام 2015 أو عام 2016 تمت عبر بنوك عالمية توضح تفاصيل كل عملية ويسهل الرجوع إليها، كما تخضع جميع أنشطة البنك المركزي لمراجعة دقيقة من شركة مراجعة دولية يقوم البنك بنشر تقاريرها على موقعه الإلكتروني وترسل لجميع الجهات الحكومية المختصة».
ويشير الدكتور محمد بن همام إلى أن البنك المركزي اليمني كذلك خضع لعدة مرات للمراجعة والتقييم من قبل فريق من خبراء صندوق النقد الدولي للاطمئنان على سلامة الإجراءات في البنك.
وطلب المحافظ من الرئيس هادي التوجيه بالتواصل مع صندوق النقد الدولي لتسمية شركة مراجعة حسابات دولية غير مقيمة باليمن متخصصة بمراجعة حسابات البنوك المركزية ليتم تكليفها بمراجعة جميع عمليات البنك المركزي اليمني دون استثناء، سواء المرتبطة بالاحتياطيات الخارجية أو العلميات المحلية للتأكد أن ما يقوم به البنك المركزي يأتي في إطار الصلاحيات التي خولها له القانون والتأكد من عدم وجود أي خلل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».