شعراء جاهليون يمتطون الخيول ويمتشقون السيوف وينشدون الشعر في جادة سوق «عكاظ»

حرفيون وحرفيات سعوديون يستعرضون مهاراتهم التقليدية أمام الزوار

جادة عكاظ تزخر بكل ما هو تقليدي وتراثي - حرفي في مهرجان سوق عكاظ ({الشرق الأوسط})
جادة عكاظ تزخر بكل ما هو تقليدي وتراثي - حرفي في مهرجان سوق عكاظ ({الشرق الأوسط})
TT

شعراء جاهليون يمتطون الخيول ويمتشقون السيوف وينشدون الشعر في جادة سوق «عكاظ»

جادة عكاظ تزخر بكل ما هو تقليدي وتراثي - حرفي في مهرجان سوق عكاظ ({الشرق الأوسط})
جادة عكاظ تزخر بكل ما هو تقليدي وتراثي - حرفي في مهرجان سوق عكاظ ({الشرق الأوسط})

تشهد جادة سوق «عكاظ» في موقعها التاريخي بالعرفاء، ابتداء من مساء اليوم الأربعاء مسيرات الخيالة والقوافل التي تنشد الشعر وتستعيد أيام العرب القدماء، بالإضافة إلى عروض مسرحية وفولكلورية؛ حيث يمكن أن يشم الزائر رحيق عمالقة الشعر العربي القديم الذين مروا من هناك، أمثال النابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد، وامرئ القيس، وطرفة بن العبد، والخنساء، ولبيد، وعروة بن الورد.
وعلى ضفتي الجادة تتوزع عشرات الأجنحة الثقافية والفنية والعلمية التي تشغلها الوزارات والهيئات العلمية والصناعية السعودية لتعريف الزائر بمنجزاتها، وتلعب الهيئة العامة للسياحة والآثار والتراث الوطني دورا بارزا في تنظيم فعاليات الجادة.
وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالطائف المشرف العام على الجادة عبد الله بن عبيد الله السواط، أن التجهيزات ستشمل عددا من الفعاليات والأنشطة المتنوعة والمتميزة التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وعروض الأعمال الإبداعية الأدبية كالشعر والقصة والرواية والخطابة، وعروض الفنون والاستعراضات التاريخية، بالإضافة إلى عروض الحرف والصناعات اليدوية والمقتنيات الأثرية، وعروض الخيل والإبل، وكذلك عروض الرياضات التراثية على طول الجادة، وأيضا عروض المقتنيات الأثرية والتراثية والمزاد العلني للقطع التراث، وسيكون هناك أسواق للمأكولات الشعبية، مع عروض للمنتجات الزراعية من فواكه وعسل وخلافه، وللأسر المنتجة كذلك نصيب في المشاركة وتقديم منتجاتها للزوار.
وأوضح السواط أن مشاركة الهيئة تنوعت ما بين تطوير عناصر جادة سوق عكاظ، وتقديم الدعم المالي والفني لتنظيم فعاليات الجادة والسوق، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة تسويقية وإعلامية للسوق ولفعاليات الجادة، وتنفيذ دراسة الأثر الاقتصادي وإحصاءات الزوار، مع الدعم المالي والفني لتنظيم الرحلات السياحية للسوق، تضمين رحلات «عيش السعودية» وزيارات للسوق، مع تنظيم الفعاليات التراثية والثقافية على طول الجادة ومشاركة الحرفين في المملكة وخارجها، مع تنظيم جائزة سوق عكاظ للحرف اليدوية.
وأضاف السواط أن الهيئة ستنظم مشاركة نشاط الأغذية في الجادة، مع تنظيم مشاركة المجتمع المحلي من منظمين ومتطوعين، مضيفا أن مع كل تلك المهام لم تغفل الهيئة في الرقابة على جودة الخدمات في منشآت الإيواء في الطائف، وتطوير مخططات جادة المستقبل والأعداد لوضع حجر الأساس، والتنسيق مع أمانة السوق في إمارة منطقة مكة لتنظيم فعاليات عكاظ، وكذلك التنسيق مع الجهات المساندة للسوق في محافظة الطائف.
وأشار السواط إلى أن جادة سوق عكاظ التي يمتد طولها لمسافة كيلومتر في موقع السوق هي عبق التاريخ والحضارة في الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، وأن التطوير الذي يقدم في الجادة حاليا يمتاز بأسلوب يحاكي ما كان يجري حقيقة في سوق عكاظ القديم، لتعيد للجمهور أيام سوق عكاظ التاريخية من خلال دراما تمثيلية على أرض الواقع، مؤكدا أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تحرص سنويا بوصفها أحد الشركاء الرئيسيين لسوق عكاظ على إيجاد قيمة مضافة للزائر عبر تطوير برنامج السوق ليصبح ثريا وجاذبا ومتميزا، فضلا عن تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال إشراك متطوعين من مجتمع الطائف المحلي للإسهام في تنظيم السوق، مشيرا إلى أن الهيئة تهدف أيضا إلى تحقيق القيمة المضافة لمشاركتها من طريق زيادة الجذب السياحي للسوق لتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية، ووضع سوق عكاظ في مقدمة الفعاليات في المملكة، ومصدرا للأفكار الجديدة في تنظيم الفعاليات السياحية وإدارتها.
وأشار المشرف العام على الجادة إلى أنه يشارك في تنظيم الجادة من أبناء المجتمع من المتطوعين 200 شخص، في وقت أن من يشارك في تنفيذ الأعمال المسرحية على جادة عكاظ وإداراتها وخدماتها 170، مبينا أن عدد الحرفيين والحرفيات المشاركين من جميع مناطق المملكة 160 مشاركا ومشاركة، كما يشارك 95 من الأسر المنتجة وباعة المنتجات والخدمات من المجتمع المحلي، وستساعد 4 مؤسسات في تنظيم الفعاليات والأنشطة على الجادة وهي مؤسسات محلية متخصصة.
وأضاف السواط سيقوم 40 من منظمي الرحلات المرخصين من الهيئة بتنظيم عدد من الرحلات السياحية من مناطق المملكة ورحلات برنامج عيش السعودية، في وقت تعمل 35 فرقة متخصصة من مسؤولي الهيئة من المركز الرئيسي والفرع وإدارة السوق على الأشراف الكامل لتنظيم أنشطة وبرامج الجادة قبل وأثناء المناسبة وتقديم الدعم الفني لها، وتلك الفرق والمؤسسات المشاركة في مجموعها يصل إلى أكثر من 800، مشيرا إلى أن هذه الفرق والأفراد والمؤسسات ستسهم في تنظيم وإنجاح البرامج والأنشطة التي ستقدم طيلة أيام السوق «11 يومًا»؛ لتوفر للزائر تجربة فريدة خاصة بسوق عكاظ تتضمن كثيرا من الفعاليات والأنشطة الثقافية والتراثية والاجتماعية.
وعن جائزة سوق عكاظ للحرف والصناعات اليدوية، قال المشرف العام على جادة سوق عكاظ السواط إنها تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير المنتج الحرفي بما يعكس مهارة وإبداع الحرفي وتنمية مواهبه وتشجيعه على التعريف والتسويق لمنتجاته، فضلا عن تشجيع الحرفيين والحرفيات وخلق فرص للتعاون والتعارف وتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن هذه الجائزة تمنح للحرفيين السعوديين الذين سعوا إلى إحياء مهارة نادرة وأيضا للحرفيين رجالا ونساء ممن قدموا أفضل أعمالهم وأظهروا مهارة في العمل خلال تقديم العروض، وتتلخص معايير الجائزة في معاينة التفوق والتميز والتصميم والابتكار في المنتج والدقة في العمل.
وأضاف أن الجائزة تشمل أنواع الحرف والصناعات اليدوية المشاركة في سوق عكاظ كل منتجات وفروع الحرف والصناعات اليدوية، التي نصت عليها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية، ومنها السدو (النسيج)، والسجاد اليدوي، وأعمال الكروشيه اليدوية، وصناعة التطريز على القماش والأزياء التراثية باستخدام الخيط أو الخرز، وصناعة ونحت ونجارة المنتجات الخشبية، وصناعة المنتجات اليدوية من النخيل، وصناعة الرسم أو النحت أو النقش أو الزخرفة اليدوية على أي مادة طبيعية، وصناعة المنتجات الحرفية الأخرى التي لها طابع ابتكاري.
ولفت إلى أنه قد تم رفع قيمة الجائزة لهذا العام لتصل إلى 500 ألف ريال موزعة على أفضل أربعة فائزين في كل مجال من مجالات الجائزة الست، ممن تنطبق عليهم معايير الجائزة، إذ تم تشكيل لجنة تحكيم لجائزة مسابقة الحرف اليدوية تتألف من خبراء لديهم خبرات فنية وإدارية في مجال الحرف والصناعات اليدوية مهمتها تقويم أعمال الحرفيين والحرفيات والمميزات الخاصة بها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.